لا مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني ولبنان متمسك بتنفيذ القرار 1701
بقلم محمد الضيقة
بعد إعلان رئيس الجمهورية جوزاف عون عن استعداد لبنان لإجراء مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البرية مع فلسطين المحتلة، مشابهة لما جرى بشأن الحدود البحرية، ورفضه لأي حوار مباشر مع العدو الصهيوني، جاء هجوم الموفد الأمريكي توم براك ضد الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، خصوصاً الأمنية منها ومهدداً بالذراع الإسرائيلية لتجريد المقاومة من سلاحها.
هذه التهديدات الأمريكية أعقبت اتفاق شرم الشيخ بين المقاومة الفلسطينية والكيان العبري وبرعاية أمريكية – مصرية – قطرية، حيث كان من المرجح أن تلتزم إسرائيل بتعهداتها إلا أن هذا الهدف لم يحصل، وواصلت اعتداءاتها.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن التهديدات التي أطلقها براك تهدف فقط إلى صب الزيت على نار الانقسامات الداخلية، وهو العَالِم كما إدارته وكما الكيان الصهيوني أنه من المستحيل أن يدخل لبنان في مفاوضات مباشرة مع العدو مهما كانت الإغراءات كبيرة، فالعدو الصهيوني الذي لم يلتزم بالقرار 1701 وواصل عدوانه على لبنان، لن يلتزم بأي اتفاق أو تفاهم قد ينتج عن أي مفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، هذا العدو الذي عرف عنه الغدر وتجاوزه لكل القوانين الدولية والأخلاقية، سيواصل ما يقوم به سواء اتجاه لبنان أو غزة، وبالتالي على لبنان أن يباشر في وضع خطة لمواجهة ما تخططه له إدارة ترامب، وهذا ما شرع في تحريكه الرئيس نبيه بري بالتنسيق مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وأولى خطوات هذه الخطة تقول الأوساط إن لبنان لم يعد بمقدوره تقديم أي تنازلات بعد أن طبّق كل بنود القرار 1701 في حين أن العدو الصهيوني لم ينفّذ أي بند من هذا القرار، وبالتالي فإن الكرة في الملعب الصهيوني وما يسمى بالوساطة الأمريكية.
ولفتت الأوساط إلى العروض المعلن عنها وغير المعلنة أيضاً من موفدين دوليين معظمها مفخخ وهدفها الإطاحة بقرار وقف إطلاق النار وترسيخ معادلة جديدة مع لبنان وفقاً لما تقوم به الآن من اعتداءات، وكما يبدو – تقول الأوساط – أن هذه الرسالة الأمريكية قد وصلت للمعنيين، فالرد عليها كان من الرئيس بري، أنه لا تفاوض مع العدو إلا من خلال اللجنة الخماسية “الميكانيزم”، وأي ترتيبات أخرى لن يكون لها أي نجاح، خصوصاً أن كلّ ما تطرحه واشنطن يهدف فقط إلى تجريد المقاومة من سلاحها وإحكام الحصار على حزب الله.
وتضيف الأوساط أن إعلان الرئيس بري رداً على الطرح اللبناني بتوقيف الاعتداءات لمدة شهرين كان عين الصواب لأن أي تخلي عن القرار 1701 ودعوة واشنطن إلى اتفاق جديد هو خيار قد يقود إلى المجهول حسب هذه الأوساط التي أكدت أن العدو الصهيوني لا يريد أي حل ولن يلتزم بوقف إطلاق النار، ويرفض أي مفاوضات مع لبنان مباشرة أو غير مباشرة، حيث جاء الرد على إعلان الرئيس جوزاف عون برفع العدو من وتيرة اعتداءاته، لأن أي مبادرة لا تستند إلى أوراق قوة توفر لها النجاح في تحقيق الأهداف قد تتحول ضد الطرف الذي أطلقها.
وتؤكد هذه الأوساط أن لبنان لا يملك أياً من أوراق القوة سوى سلاح المقاومة، ولا تحظى هذه الورقة بإجماع اللبنانيين وإدارة ترامب هدفها الأول والأخير تجريد لبنان من هذه الورقة من أجل الاستفراد فيه وضمه إلى المجموعة العربية التي لن يمر وقت طويل حتى تعلن عن انضمامها للدول التي تسعى إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.
واعتبرت الأوساط أن هذه الأهداف الأمريكية تؤيدها معظم الأنظمة العربية، وبالتالي فإن إصرار لبنان على تنفيذ القرار 1701 هو المخرج للسلطة اللبنانية حتى لا تقع في الفخ الصهيو/أمريكي.
