روائع الشعر العربي 516
الأبيوردي ـ أضرُّهم لك
| فسَدَ الزَّمانُ فليسَ يأمَنُ ظُلْمَهُ | أهْلُ النُّهى وبَنوهُ مِنهُ أظْلَمُ | |
| أينَ التَفَتَّ رأيتَ مِنهُمْ أوْجُهاً | يشقى بهنَّ النّاظِرُ المُتَوسِّمُ | |
| وأضَرُّهُمْ لكَ حينَ يُعضِلُ حادِثٌ | بالمَرْءِ مَنْ هوَ في الصّداقَةِ أقْدَمُ | |
| ومَتى أسَأْتَ إليهِمُ وخَبِرتَهُمْ | أُلْفِيتَ بعدَ إساءَةٍ لا تَندَمُ | |
| نَبَذوا الوَفاءَ معَ الحَياءِ وراءَهُمْ | فهُمُ بِحَيْثُ يَكونُ هذا الدِّرْهَمُ |
البحتري ـ نعمة
| الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً تَمَّ واجِبُهُ | وَنَشكُرُ اللَهَ شُكراً مِثلَ ما يَجِبُ | |
| أَرضى الزَمانُ نُفوساً طالَ ما سَخِطَت | وَأَعتَبَ الدَهرُ قَوماً طالَ ما عَتِبوا | |
| وَأَكسَفَ اللَهُ بالَ الكاشِحينَ عَلى | وَعدٍ وَأَبطَلَ ما قالوا وَما كَذَبوا | |
| لِتَهنِكَ النِعمَةُ المُخضَرُّ جانِبُها | مِن بَعدِ ما اِصفَرَّ في أَرجائِها العُشُبُ |
عبد الكريم البسطي ـ الحياة
| وهي الحياة إلى الممات مآلها | والجمع فيها معقب بتفرق | |
| والعيش في الدنيا كأحلام الكرى | تبدو له في النوم مهما يطرق | |
| وحقيقةُ الأشياء مثل مجازها | فالموت فيها عند كل محقق | |
| فعلام نكثر من تعلقنا بها | وبها السليم العاقل لم يعلق |
لسان الدين بن الخطيب ـ مصاب
| الْعًمْرُ نَوْمٌ وَالْمُنَى أَحْلاَمُ | مَاذَا عَسَى أَنْ يَسْتَمِرَّ مُقَامُ | |
| وَإِذَا تَحَقَّقْنَا لِشَيءٍ بَدْأَةً | فَلَهُ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ تَمَامُ | |
| وَالنَّفْسُ تَجْمَحُ فِي مَدَى آمَالِهَا | رَكْضَاً وَتَأْبَى ذَلِكَ الأيَّامُ | |
| مَنْ لَمْ يُصَبْ فِي نَفْسِهِ فَمُصَابُهُ | بِحَبِيبِهِ نَفَذَتْ بِذَا الأَحْكَامُ |
