نشاطات

تجمع العلماء المسلمين يقيم فعالية علمائية حاشدة في ذكرى الشهيد سليماني

اقام تجمع العلماء المسلمين في لبنان بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ومجلس علماء فلسطين والملتقى العالمي لعلماء من أجل فلسطين لقاء علمائي حاشد في قصر الاونيسكو بيروت انتصاراً لصمود الشعب الفلسطيني المجاهد في غزة والضفة وثبات محور المقاومة الداعم والمساند للمقاومة الفلسطينية في لبنان واليمن والعراق وسوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية

اللقاء الذي استهل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطين بعد تلاوة عطرة من القرآن الكريم ضم العديد من الكلمات للجهات الداعية والفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية

وجاء في كلمة تجمع العلماء المسلمين في لبنان والتي القاها سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله رئيس الهيئة الادارية في التجمع ما يلي:

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾

 نجتمعُ اليومَ في رحابِ ذكرى قائدَيْنِ عظيمين عاشقَيْنِ للشهادةِ من قادةِ محورِ المقاومةِ في العالمِ هما الشهيدُ القائدُ الحاج قاسم سليماني والشهيدُ القائدُ الحاج أبو مهدي المهندس، وهما منذ بدايةِ الصراعِ مع العدوِّ الأمريكيِّ وتابعِهِ الصهيونيِّ، كانا في نشاطٍ دائمٍ وحضورٍ مستمرٍ في ساحاتِ الوغى، ما خافا الموتَ، وكان الموتُ قريباً منهم في لحظاتٍ عدّة، ومع ذلك كانت غايةُ الأماني عندهما لقاءَ الله شهيدَيْن في طريقِ إعزازِ الإسلامِ ورفْعِ رايتِهِ، ولكنْ حتى معَ غيابهم، ما زلنا نراهم في الميدانِ، يحضرونَ في كلِّ ساحٍ، يحملونَ السلاحَ في وجهِ العدوِّ ويحفِّزونَ الأمةَ على الانطلاقِ في مشروعِ تحريرِ فلسطينَ كلِّ فلسطين، نحن نرى الحاجَ اللواءَ قاسم سليماني في فلسطينَ من خلالِ المواجهةِ البطوليةِ التي تخوضُها اليومَ، المقاومةُ في فلسطينَ تمرِّغُ أنفَ الكيانِ الصهيونيِّ وتُذلُّهُ وتجعلُهُ أضحوكةً لدى جيوشِ العالمِ عندما استطاعتْ في سبعة تشرين أن تدخلَ إلى عمقِ تواجدِهِ في غلافِ غزّةَ وتهزِمَهُ شرَّ هزيمةٍ، وما كان ذلكَ ليحدُثَ لولا بطولاتُ هذا الشعبِ الرائعةُ وبطولاتُ المقاومةِ في فلسطينَ والدّعمُ الذي قدّمهُ لهم الحاج قاسم سليماني، نرى الحاج أبو مهدي المهندس في الحشدِ الشعبيِّ في العراقِ الذي يَكيلُ الضرباتِ اليومَ في قاعدةِ عينِ الأسدِ وفي كونيكو وفي التنف وفي كلِّ أماكنِ أو تواجُدِ الاحتلالِ الأمريكيِّ نرى الحاجَ أبو مهدي المهندس، نرى الحاج قاسم سليماني في لبنانَ في المقاومةِ التي تمرِّغُ أنفَ الكيانِ الصهيونيِّ وتُذِيقُه الويلاتِ، وبالأمسِ عندما ضُرِبَتْ أكبرُ قاعدةٍ له في المنطقةِ (ميرون)، وجعلَتْهُ أعمى لا يستطيعُ رصدَ وتوجيِه طائراتِهِ بفضلِ الحضورِ التقنيِّ والميدانيِّ والعسكريِّ والأمنيِّ للمقاومةِ التي كان للحاجِ قاسم سليماني فيها وجوداً وحضورا ًكبيراً، وهو الذي بقيَ مع المجاهدينَ في العام 2006 لتحقيقِ النصرِ، نرى الحاج قاسم سليماني مع أنصارِ اللهِ في اليمنِ التي أغلقتْ بابَ المندِبِ لكي تخنُقَ العدوَّ الصهيونيَّ وتمنَعَهُ من تحقيقِ أيِّ إنجاز، وتمنعَ وصولَ كلِّ الدعمِ الغذائيِّ والماديِّ والنفطيِّ، وتجعلَ اقتصادَهُ يتدهورُ أكثرَ مما هو متدهور.

 إننا أيضاً نجتمعُ لاستنكارِ اغتيالِ القائدِ الشيخ صالحِ العاروري، الذي نعتبرُ أن اغتيالَهُ ليس هزيمةً، وإنما هو انتصارٌ للمقاومةِ، لأن العدوَّ الصهيونيَّ الذي لم يستطعْ أن يحقّقَ أيَّ إنجازٍ في فلسطينَ امتدتْ يدُهُ الغادرةُ كما يفعلُ دائماً لتنالَ من هذا البطلِ ومن هذا القائدِ الذي له الفضلُ في الإنجازِ الذي تحقّقَ في طوفانِ الأقصى، والعدوُّ الصهيونيُّ الذي تتوالى هزائمُهُ ولم يستطعْ – ونحن قد دخلنا في الشهر الرابع – من أن يحقّقَ أيَّ إنجازٍ، هل يستطيعُ العدوُّ الصهيونيُّ أن يقولَ للعالمِ ولشعبِهِ أنه عندما انتقلَ من المرحلةِ الأولى إلى المرحلةِ الثانيةِ ماذا حقّق؟ واليومَ عندما يُعلِنُ انتقالَهُ من المرحلةِ الثانيةِ إلى المرحلةِ الثالثةِ ماذا حقّقَ؟ ما هي أهدافُ المرحلةِ الأولى؟ وما هي أهدافُ المرحلةِ الثّانية؟ وتبعاً ما هي أهدافُ المرحلةِ الثالثةِ التي نقولُ أن هذا العدوَّ خرجَ من هزيمةٍ إلى هزيمةٍ أكبر، وستنتهي المرحلةُ الثالثةُ ويعودُ صاغراً إلى طاولةِ المفاوضاتِ غيرِ المباشرةِ لكي تحقِّقَ المقاومةُ إنجازَها بتبييضِ السجونِ وغيرُ ذلك فلن يستطيعَ الحصولَ على أيِّ أسيرٍ له لدى المقاومة، إننا نعتقدُ أنه مع الإنجازِ الكبيرِ الذي تحقّقَ في طوفانِ الأقصى، أننا على يقينٍ بأننا أصبحنا قابَ قوسينِ أو أدنى من الانتصارِ الحاسمِ وزوالِ الكيانِ الصهيونيِّ، وأعتقدُ أن الاحتفالَ المقبلَ إن شاءَ اللهُ أو الذي يليهِ على أبعدِ تقديرٍ سيكونُ على أرضِ فلسطينَ في القدسِ الشريفِ بإذن الله تعالى، فهذا الكيانُ لم يعدْ يمتلكُ إمكانياتِ الصمودِ وإمكانياتِ البقاء، وهو لن يستطيعَ إقناعَ شعبهِ بأن وجودَهُ سيكون آمناً على أرضِ فلسطين، ففلسطينُ هذه ليستْ لهم، وعليهم أن يعودوا إلى البلدانِ التي كانوا قد جاءوا منها. ولحكامِ العربِ نقولُ مع أنه لا أملَ فيكم ولكن فلتكن هذه دعوةً أخيرةً، عليكم العودةُ إلى خيارِ الأمةِ قبلَ فواتِ الأوان، يمكن لكم أن تعيدوا الصلحَ مع شعبِكُم وتتخذوا قراراتٍ حاسمةً في دعمِ الشعبِ الفلسطيني، أما إذا لم تفعلوا ذلكَ فإنكم ستزولونَ مع زوالِ هذا الكيان، وهذا وعدٌ مكتوبٌ، عليكم أن تتهيأوا له، إما أن تعودوا إلى خَيارِ الشعبِ، خَيارِ الأمةِ، خَيارِ المقاومةِ، وإلا فإن مصيرَكُم مزابلُ التاريخ. ونداءٌ أخيرٌ للسلطةِ الفلسطينية، هذا السكوتُ غيرُ مقبول، يجب النزولُ عندَ خيارِ الشعبِ، يجب تقديمُ كلِّ الدعمِ للمقاومةِ في جنين وفي الخليل وفي نابلس، يجب أن تلتهبَ الأرضُ من تحتِ أقدامِ الصهاينة، ولديكمُ الفرصةُ ونعلّقُ عليكم أملاً في أن تعودوا إلى خَيارِ الشعب، فصائلُ المقاومةِ التي تقاتلُ اليومَ بعملياتٍ مشترّكةٍ، في داخلِ فلسطين، في غزةَ تحقّقُ حلماً كان يراودُ الكثيرَ من أبناءِ الأمةِ أنه لا فصائلُ للمقاومةِ بل مقاومةٌ واحدةٌ بهدفٍ واحدٍ وعسكرٍ واحدٍ وخطةٍ واحدةٍ وجهازٍ واحد، ونحن نقول نريدُ جيشاً واحداً لأمةٍ واحدةٍ تقاتلُ من أجلِ تحريرِ فلسطين.

 أما ما هو المتوقعُ بعد الانتصارِ وبعدَ تحقُّقِ الهزيمةِ للكيانِ الصهيوني، أيها الإخوة، تعرفون أننا في تجمعِ العلماءِ المسلمين نمتلكُ خِبرةً عاليةً في فهمِ مخططاتِ العدوِّ، خاصةً فيما يتعلقُ بالفتنةِ، ونحن نعتقدُ أن العدوَّ الصهيونيَّ كما لجأ إلى الفتنةِ باغتيالِ الرئيسِ الشهيدِ رفيق الحريري بعد انتصارِ 2000، وكما لجأَ إلى الفتنةِ بعد نصر 2006 من خلالِ داعشَ صنيعةِ الاستكبارِ العالميِّ والمخابراتِ الصهيونية، سيلجأ إلى الفتنةِ بعد هزيمتِهِ المنكرةِ في عمليةِ طوفانِ الأقصى، وبالتالي أنا لا أتحدثُ هنا عن واقعٍ سيحصلُ وإنما أتحدثُ عن أمورٍ تحصلُ، هذا الأمرُ بدأنا نسمعُ به عندما قام أحدُ وعّاظِ السلاطينَ ليقولَ لأبي عبيدة “اذهبْ إلى جهادِ السّننِ، وأما أمرُ فلسطينَ فأمرُها عندَ ولاةِ الأمر” أيُّ ولاةِ أمرٍ هؤلاء؟!! إنهم قد باعوا القضيةَ وطبَّعوا مع العدوِّ الصهيونيِّ، وهذه الفتنةُ نراها في تفجيرِ كرمان الذي يهدفُ إلى قيامِ العدوِّ التكفيريِّ بمؤازرةِ العدوِّ الصهيونيِّ من أجلِ خَلْقِ فتنةٍ بين أطرافِ الأمةِ سواءٌ بين الشيعةِ والسنةِ أو بين الفرسِ والعرب، وخَسِئ فلن يحصلَ على نتيجةٍ، وهذا أيضاً ما شَهِدْناهُ بالأمسِ في مطارِ بيروت من تدخُّلٍ عبر شبكاتِ الإنترنتِ لوضعِ عباراتٍ توحي بأنها صادرةٌ عن مجموعةٍ مسيحيةٍ لإيقاعِ فتنةٍ مسيحيةٍ إسلاميةٍ في لبنان، ولكننا أوعى من أن نَنجَرَّ إلى هكذا أمور، المطلوبُ هو الوحدةُ في مواجهةِ العدوِّ الصهيونيِّ، ولن تنفعَ كلُّ وسائلِ العدوِّ الصهيونيِّ في إيقاعِ الفتنةِ بين أبناءِ أمتنا، وسنكونُ جبهةً واحدةً في مواجهةِ هذا العدوِّ حتى تحقيقِ النصرِ، لا عدوَّ لنا في داخلِ أمّتنا سوى العدوِّ الصهيونيِّ، وإن محاولةَ الإيحاءِ بأعداءٍ أخرينَ يخدمُ أهدافَ الكيانِ الصهيونيِّ والولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ والاستعمارِ البريطاني، انتبهوا لا مجالَ لأيِّ فتنةٍ داخليةٍ، ولْنَعْمَلَ جميعاً على رصِّ الصفوفِ ووحدةِ الأمةِ والتوجُّهِ بشكلٍ واحدٍ وبيدٍ واحدةٍ وكصفٍّ واحدٍ ضدَّ العدوِّ الصهيونيِّ، وساعتئذٍ نحققُ أمنيةَ الحاج قاسم وأمنيةَ أبي مهدي المهندس وأمنيةَ الشهيد الشيخ صالح العاروري، وتنتصرُ فلسطينُ وتنتصرُ الأمة، والحمد لله رب العالمين.