وسط استمرار العدوان الصهيوني على غزة حراك غربي- أمريكي لمنع الانزلاق نحو حرب شاملة
بقلم: محمد الضيقة
تشهد المنطقة على خلفية العدوان الصهيوني على غزة حركة دبلوماسية كثيفة من أمريكيين وأوروبيين وحتى من العالم العربي، هذه العجقة الغربية – الأمريكية تستهدف في النهاية إنقاذ الكيان الصهيوني وإنزال رئيس حكومته نتنياهو عن الشجرة التي صعد عليها، وذلك بعد أن فشلت إسرائيل في تحقيق أي هدف من الأهداف التي حددتها لعدوانها.
كذلك عجقة الموفدين الغربيين تستهدف أيضاً الساحة اللبنانية وآخرهم كان المبعوث الأمريكي هوكشتاين الذي أبلغ نتنياهو قبل مغادرته الكيان من أنه سيفتح مع المسؤولين اللبنانيين ملف الحدود البرية بعد التسريبات التي حصلت في الأسابيع الماضية حول تنفيذ القرار 1701.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن كل هذا الحراك سواء ذلك الذي يستهدف العدوان الصهيوني على غزة أو الذي يستهدف الساحة اللبنانية، لن يحقق شيئاً إذا لم يتمكن هؤلاء من إلزام العدو على وقف عدوانه على غزة، أما في ما يعني الجبهة الجنوبية فكل الحراك حسب هذه الأوساط أنه لمنع الانزلاق نحو الحرب الشاملة التي قد تؤدي فيما لو حصلت إلى تهديد الكيان الصهيوني وجودياً.
وأضافت أن هذا الخوف الغربي- الأمريكي قد لا يكون له مبرر لأن لا رغبة بها على طرفي الصراع الدائر، لأن توازنات القوى بين المقاومة في جنوبي لبنان والكيان الصهيوني متساوية لجهة الردع، وبالتالي فإن واشنطن تحاول الإيحاء بأن العدو يمتلك قدرة عسكرية قادرة على تنفيذ عملية من أجل إبعاد المقاومة إلى شمالي الليطاني، هذه البروباغندا الأمريكية تهدف إلى أن الإدارة الأمريكية قد تحاول استخدام هذه الورقة حين تحين ساعة المفاوضات الجدية التي قد تعقب وقف إطلاق النار في غزة، أي أن إدارة بايدن تريد طلب أثمان امتناع العدو عن شن عدوان على لبنان وحزب الله.
وتشير الأوساط في هذا السياق إلى أن حزب الله من جهته مقتنع تماماً أن أي عدوان واسع على لبنان سيؤدي إلى حصول خسائر كبيرة وهذا الأمر هو حتمي، لكن في النهاية تؤكد الأوساط بأن هذه الحرب ستكون نهاية هذا الكيان وإزالته من الوجود.
وتضيف الأوساط أن كل هذه التحركات الأوروبية والأمريكية هي لمنع اتساع شرارة حرب غزة لمناطق أخرى، في حين أن العكس هو الذي يحصل حيث تزداد الأزمة تعقيداً والتصعيد الصهيوني اتجاه غزة، ولبنان يأخذ منحنيات خطيرة قد تؤدي فيما لو استمر العدوان وأخذ شكلاً خطيراً يهدد وجود المقاومة في غزة قد تصبح الحرب الشاملة أمراً حتمياً، وهذا الأمر – تقول الأوساط – هو الذي يخيف واشنطن وحلفاءها، لأن أي حرب شاملة ستؤدي إلى انكسار الكيان الصهيوني وهزيمته، وهذا الأمر سيكون له تداعيات كبيرة على وجود أمريكا ومصالحها في الشرق الأوسط.
وختمت الأوساط أن هناك تعقيدات كبيرة ومتشعبة، وهذا يؤشر إلى أن لا تسوية قريبة في المنطقة، لأن واشنطن التي تقود هذا الحراك ليس لديها أجوبة حول اليوم التالي بعد وقف العدوان سواء في غزة أو في لبنان.