إقليميات

الصراع في البحر الأحمر فرصة للتفاوض أم للحرب بين أمريكا وإيران

بقلم: توفيق المديني

منذ بدْءِ العدوان الصهيوني – الأمريكي على قطاع غزة عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، شنَّتْ فصائل محور المقاومة الموالية لإيران أكثر من 70 هجوماً صاروخياً وبطائرات مسيرة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا..

أما الحوثيون في اليمن فقد فجروا الصراع في منطقة البحر الأحمر باستهدافهم السفن الإسرائيلية، على الرغم من إِنَّ الجانبين الإيراني والأمريكي لا يريدان أنْ تؤدِّيَ الحرب في قطاع غزة إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً في المنطقة.

وفي 10يناير/كانون الثاني 2024، أكَّد الحوثيون في اليمن أنَّ قواتهم استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم لدولة للكيان الصهيوني بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وقال المتحدث باسم جماعة أنصار الله، يحي سريع، في مؤتمر صحفي، إن عملية استهداف السفينة الأمريكية جاء “ردّاً أولياً” على هجوم أمريكي سابق استهدف عناصر للجماعة، متعهداً بمواصلة “منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”. وأشار إلى أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكدُ حرصَها الكاملَ على استمرارِ حركةِ المِلاحةِ في البحرين الأحمرِ والعربيِّ إلى كافةِ الوجهاتِ عدا موانئَ فلسطينَ المحتلة”.

وفي كانون أول/ ديسمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف دولي باسم “حارس الازدهار”؛ من أجل التصدي لعمليات الحوثيين ضد سفن الاحتلال الإسرائيلي، فيما حذرت الجماعة اليمنية من استهدافها سفن أي دولة تتحرك ضد اليمن لوقف الهجمات على مصالح الكيان الصهيوني. ويضم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، كلاً من بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا.

تداعيات الصراع على حركة التجارة الدولية

يؤكد الخبراء في الاقتصاد أنه منذ أن اشتعلت جبهة الصراع في منطقة البحر الأحمر، انخفض عدد سفن الحاويات عند مصب البحر الأحمر في طريقها عبر قناة السويس بنسبة 90% في الأسبوع الأول من كانون الثاني/ يناير 2024مقارنة بمطلع سنة 2023، وذلك وفقاً لبحث يظهر تعطل التجارة العالمية بسبب الهجمات على السفن من قِبل الحوثيين.

وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أظهر البحث الذي أجرته شركة كلاركسونز لخدمات الشحن ومقرها لندن، أنَّ عدد سفن الحاويات التي تحولت من البحر الأحمر للسفر حول رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا في التاسع من شهر كانون الثاني/ يناير2024، كان أكثر من ضعف العدد الإجمالي حتى 21 كانون الأول/ ديسمبر2023.

وقالت الصحيفة إنَّ عمليات التحويل عبر الطرف الجنوبي لأفريقيا تضيف ما بين 10 أيام وأسبوعين لكل رحلة بين آسيا وشمال أوروبا، وتقوم خطوط الشحن أيضاً بتحويل بعض الخدمات بين آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة والتي كانت تمر في السابق عبر البحر الأحمر وقناة السويس. وتعدّ سفن الحاويات هي الوسيلة الرئيسية لنقل البضائع المصنعة وشبه المصنعة في جميع أنحاء العالم.

ووصلت عمليات التحويل المتسارعة بحسب مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات – وهو مقياس لتكاليف نقل حاوية واحدة بطول 40 قدماً على سلسلة من الطرق الطويلة – في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2024إلى أعلى معدل لها خارج الاضطراب الناجم عن وباء كوفيد، وكان هذا الارتفاع مدفوعاً بمضاعفة تكلفة نقل حاوية من شنغهاي إلى روتردام، من 1667 دولاراً في 23 كانون الأول/ ديسمبر إلى 3577 دولاراً في 5 كانون الثاني/ يناير، كما تضاعفت تكلفة نقل الصندوق من شنغهاي إلى جنوى، من 1956 دولاراً إلى 4178 دولاراً. وفي التاسع من كانون الثاني/ يناير؛ كانت هناك 364 سفينة حاويات، بسعة 4.2 ملايين حاوية بطول 20 قدماً، تعمل على طرق تم تحويلها عبر رأس الرجاء الصالح، ويقارن هذا الرقم بحوالي 155 سفينة بسعة 1.9 مليون حاوية نمطية في 21 كانون الأول/ديسمبر2023.

وقد هجرت خطوط الشحن بشكل متزايد طرق البحر الأحمر وقناة السويس منذ أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، جراء الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران على السفن في البحر الأحمر والتي تصر الجماعة اليمنية على أن لها بعض الارتباط بإسرائيل.

يعتبر الحوثيون جزءاً من محور المقاومة المدعوم من قبل إيران ضد “إسرائيل”، وقد شنوا الهجمات ردّاً على حرب الإبادة الصهيونية – الأمريكية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر2023، أظهرت أرقام موقع مارين ترافيك. كوم أن حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر انخفضت بنسبة 30% تقريباً عن اليوم ذاته من السنة السابقة.

وقد زاد عدد عمليات التحويل منذ الهجوم الذي جد في 30 كانون الأول/ديسمبر 2023 على سفينة ميرسك هانغتشو، التي تديرها شركة إيه بي مولر – ميرسك الدنماركية. فقد هز الهجوم ثقة خطوط الشحن في أن عملية “حارس الازدهار” الأمريكية، والتي تهدف إلى منع هجمات الحوثيين، ستحل المشكلة.

السعودية تدعم ضرب الحوثيين في اليمن

في هذا السياق نشرت صحيفة” التايمز “البريطانية تقريراً لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر وسامر الأطرش وغابريبل واينغر قالوا فيه إنَّ دولاً عربية أعربت عن دعمها لضربة أمريكية ضد الحوثيين في اليمن لردعهم عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

وقالوا إنَّ المملكة السعودية هي من بين الدول التي أخبرت الغرب بأنها ستدعم الهجمات ضد الحوثيين الذين تسببت عملياتهم ضد السفن التجارية بتراجع الملاحة في هذا الممر البحري المهم. إلا أنَّ أي ضربة للحوثيين يجب أن تتزامن مع محاولات الولايات المتحدة لمنع انتشار الحرب في غزة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس وحماس إلى بقية المنطقة.

ويؤكد الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة في اليمن بما فيها العاصمة صنعاء، أنَّهم يستهدفون فقط السفن ذات العلاقة مع الكيان الصهيوني، ما زاد من شعبيتهم في المنطقة العربية. ويديرون في الوقت عينه محادثات مع السعودية برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل وقف الحرب المدمرة والطويلة في اليمن.

وتخشى السعودية تخريب عملية عسكرية أمريكية وبريطانية ضد الحوثيين على المحادثات، لكنها توصلت إلى وجهة نظر مفادها أن عدم التحرك يجعل الحوثيين أكثر تعنتاً في المفاوضات. وقبل حرب غزة، كانت السعودية في محادثات مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مقابل ضمانات أمنية أمريكية وتنازلات إسرائيلية للفلسطينيين، لكنها قادت الجهود العربية لوقف الحرب، كما أنها راغبة بإخراج نفسها من حرب مضى عليها ثمانية أعوام وتخفيض توتر التنافسات الإقليمية والتركيز على القضايا المحلية مثل الاقتصاد والسياحة.

ازدياد شعبية الحوثيين بسبب دخولهم في الحرب ضد إسرائيل

أدَّى فتج جبهة صراع جديدة في منطقة البحر الأحمر ضد الكيان الصهيوني من قبل الحوثيين إلى زيادة تكاليف الشحن البحري بشكل مطرد، في الوقت الذي حقق فيه الحوثيون مكاسب سياسية واستراتيجية كبيرة، بوصفهم من محور المقاومة الذي ينتصر على الجبهة الدعائية داخل اليمن وخارجه.

فقد ازداد الدعم للحوثيين في اليمن حتى بين صفوف بعض خصومهم. وفي العديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى، يُنظر إلى الحوثيين على أنَّهم الجماعة الإسلامية الوحيدة التي تحدّت العدوان الإسرائيلي – الأمريكي.

ووفقاً لمصادر يمنية، فقد أدى ذلك إلى زيادة تجنيد الحوثيين بشكل كبير ناهيك عن تدفق التبرعات لتمويل الجهود الحربية للحوثيين من الشركات اليمنية والمواطنين الأفراد، وتمثل هذه الهجمات أيضاً دليلاً على النفوذ الجيوسياسي للحوثيين وبروزهم كقوة إقليمية.

وجزءٌ كبير من أسلحة الحوثيين وعتادهم متأت مما تقدمه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لوكلائهم في اليمن، وتبيع العديد من هذه الميليشيات المدعومة من السعودية والإمارات الأسلحة في سوق الأسلحة المزدهر في اليمن، التي يشتريها الحوثيون.

وتتزايد تكاليف هذه التدابير إذ لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الاستمرار بسهولة في إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ النادرة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات للقضاء على الطائرات بدون طيار التي يمكن أن تكلف أقل من ألف دولار. ويمتلك الحوثيون مصانع يقع الكثير منها في مناطق حضرية كثيفة يصعب استهدافها، ويمكنها تصنيع عشرات إلى مئات الطائرات بدون طيار أسبوعياً إذا سمحت الإمدادات بذلك.

وبينما ما زال الحوثيون يتلقون المساعدة والعتاد من إيران، فإن جميع طائرات الجماعة بدون طيار وصواريخها تُجمع في اليمن. ويركز الحوثيون أيضاً بشكل متزايد على تعديل وتكييف التصاميم الإيرانية للصواريخ والطائرات بدون طيار لتناسب متطلباتهم الخاصة.

وحتى اللحظة الراهنة، لم يستخدم الحوثيون سوى جزء صغير من الطائرات المسلحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها حالياً، ولم يستخدموا طائراتهم بدون طيار وصواريخهم الأكثر تطوراً بعيدة المدى. كما يمتلك الحوثيّون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية التي يصعب اكتشافها.

ويعتقد الخبراء أنَّ الصراع في البحر الأحمر هو نذير لما يخبئه المستقبل للشرق الأوسط مع استمرار انتشار أنظمة الأسلحة منخفضة التكلفة ذات القدرة المتزايدة.

هل تقود غزة إلى حرب بين أمريكا وإيران؟

لا شك أنَّ العدوان الصهيوني – الأمريكي على قطاع غزة، وحرب الإبادة الصهيونية ضد السكان المدنيين، استوليا على المشهد السياسي والعسكري في كل إقليم الشرق الأوسط، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ما جعل المسؤولين المتنفذين لدى الإدارة الأمريكية يخشون أن يؤدي كل هذا إلى تفجير حرب إقليمية، بين أمريكا و إيران، في ظل تصاعد عمليات محور المقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكي – الإسرائيلي بسبب العدوان على قطاع غزة.

ويعتقد القادة العسكريون في البنتاغون ووكالات الاستخبارات الأمريكية الذين يراقبون إيران عن كثب وكذلك فصائل محور المقاومة التي تدعمها، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، و “حركة حزب الله النجباء”، بوصفها الفصيل الأكثر شراسة في مناهضة الوجود العسكري في العراق، والمرتبط بـ “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني الذي كان يقوده سليماني، أنَّ إيران تستخدم هجمات محور المقاومة لتحذير الولايات المتحدة مما سيحدث للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة، إذا وسعت “إسرائيل” حربها  لتشمل حزب الله اللبناني، أو إذا استهدفت البرنامج النووي الإيراني كما في السابق.

وتقول إدارة بايدن بشكل علني، إنَّ استراتيجيتها قائمة على الردع، وفي أعقاب هجمات حركة حماس، سعى البنتاغون إلى إرسال رسالة الردع تلك، من خلال حاملتي طائرات وسفينتين حربيتين مرافقتين – واحدة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط والأخرى بالقرب من الخليج العربي – بالإضافة إلى قوة عمل برمائية من مشاة البحرية وعشرات السفن الحربية، وطائرات حربية إضافية. ويقول مسؤولو إدارة بايدن إنَّ الضربات المحسوبة تهدف إلى إلحاق تكلفة بإيران ووكلائها دون إشعال حرب إقليمية من شأنها أن تجر الولايات المتحدة.

السؤال المطروح إقليمياً ودولياً، هل ستجرُّ حرب غزة وتداعياتها المنطقة، إلى المفاوضات والسلام، أم إلى الحرب الإقليمية؟

السلام وفق المنطق الأمريكي لا يعكس الشرعية الدولية ومبادئها ودور الأمم لمتحدة في مؤتمر السلام بشأن تسوية الصراع العربي – الصهيوني، لأنَّ الموقف الأمريكي من السلام الذي يمثل السياسة الخارجية الأمريكية عملياً منذ أن نجح “هنري كيسنجر” في السيطرة على شؤون الشرق الأوسط هو الدفاع عن ضرورة رفض “إسرائيل الكبرى” لأية انسحاب، وضرورة استمرار سيطرتها على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

ثم إنَّ الموقف الأمريكي من “السلام” منذ مشروع أيزنهاور عام 1957، ومشروع روجرز عام 1970، ومشروع ريغان عام 1982، ومبادرة الرئيس بوش 1991 تتمثل في خوض معارك التدخل والسيطرة بأساليب مختلفة على كل العالم العربي عبر الوجود العسكري المباشر، والقواعد والتسهيلات العسكرية، من خلال إعادة الكمبرادورية كاملة من أقصى العالم العربي إلى أقصاه، تحت اسم التطبيع مع الكيان الصهيوني بمضمونه المعروف التخلي عن إقامة دولة فلسطينية ، والخضوع لرأس المال الاحتكاري العالمي، والغزو الثقافي، وهيمنة المصالح النفطية على الصعيد الإقليمي وتركيز السلطة في الأقطار العربية في أيدي الفئات والطبقات الكمبرادورية الجديدة، المرتبطة بنيوياً بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” ومصالحهما في المنطقة.

كما أن السلام مع إيران، يقتضي من إدارة بايدن العودة إلى إعادة تفعيل الاتفاق النووي الشامل لعام 2015، الذي هندسه الرئيس السابق باراك أوباما، ومعالجة أزمات المنطقة في سوريا ولبنان واليمن، وربما يفضي إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية. فالسلام مع إيران، لا يقتصر على البرنامج النووي، فهناك أزمة غزة، بأبعادها الإقليمية والدولية وهي مرتبطة بحل القضية الفلسطينية، مثلما كانت سوريا والصراع الإقليمي والدولي حولها. وبما أنَّ الولايات المتحدة على أبواب الدخول في مرحلة سنة الانتخابات الرئاسية، فمن الصعب جداً على الرئيس الأمريكي بايدن أن يقدّم أية مشاريع تسوية لأزمات المنطقة ترفضها “إسرائيل”.

في ظل انهيار النظام الإقليمي العربي إلى قاع البئر منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، والحرب على سوريا (2011-2021)، والحرب العدوانية الإسرائيلية الحالية على الشعب الفلسطيني في غزة، وانكشاف العجز العربي في مواجهة العدوان الصهيوني، القوتان الدوليتان اللتان تمتلكان مفاتيح الحرب والسلام، والتفاوض حول إنهاء أزمات المنطقة، هما الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى القوة الإقليمية الصاعدة: إيران.

خاتمة

الولايات المتحدة لا تبحث عن السلام، ولا تريد إيجاد تسويات لأزمات المنطقة، والخطة الحالية التي يعرضها وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن لا تؤسس لتسوية مستدامة في الشرق الأوسط بعد حرب غزة. فبلينكن يريد أن تلعب المملكة السعودية دوراً مهماً في تلك الخطة، لا سيما أنَّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يريد من الرياض أن تستأنف المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل، مقابل ضبط النفس الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، والتعهد باستيعاب المصالح الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، أو على الأقل درجة ما من السيادة.

إنَّها كذبة أمريكية صدقها فلسطينيو السلطة والأنظمة العربية منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن، ولا يزالون، في ظل مواجهة مقاومة مستمرة من قِبل حكومة نتانياهو الفاشية التي تدعو لتهجير سكان غزة إلى صحراء مصر، وترفض أي شيء يشبه الدولة الفلسطينية.

وتشير الدلائل إلى أنَّ نتنياهو المحاصر سياسياً يرى أنَّ معارضته لخطط بايدن هي المفتاح لإبقاء نفسه في منصبه وربما خارج السجن. وكان نتنياهو يقول لأعضاء حزب الليكود إنَّه وحده القادر على منع إنشاء دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية بعد الحرب. ويدعم الصهاينة بشكل متزايد فكرة نتنياهو القائلة إنَّ أية درجة من السيادة تُمنح لأي كيان فلسطيني ستعني هجمات مستقبلية على “إسرائيل”، وإنَّ الحديث عن مثل هذه النتيجة الآن لن يؤدي إلا إلى تحقيق النصر لحماس.