حبر على ورق 422
طَيَران
أدافعُ عن حلمٍ.. كان يوماً دليلي إليَّ، وكان بديلَ حضورٍ فقيرْ.. أدافعُ عن كوكبٍ، تتآكلُ فيه الحياةُ، وأرضُ الطفولةِ كانتْ فضاءَهُ… وعن كائنٍ من زمانٍ أخيرٍ يدشِّنُ غربتهُ أو شقاءَهْ… ولم يمتلكْ دائماً أسلحةْ!.. وبعضُ الدِّفاعِ هوى، أَمْ يعبِّرُ عن حكمةٍ أو براءَةْ!.. أدافعُ عن شاعرٍ لم يواصلْ غناءَهْ!. .فكيف يخلِّصُ بالكلماتِ مكاناً، تُعَدُّ لَهُ مذبحةْ!.. ويحلمُ بالطّيرانِ بعيداً… يطيرُ… ولكنْ… بلا أجنحةْ!.
تأملات
أحاولُ أن أتأمَّلَ بيتاً صغيراً كبيراً… وأن أتخيَّلَ مستقبلاً عادلاً، يختلفْ!.. ولا بدَّ أن نتأمَّل، أو نتخيَّلَ، أو نتصوَّرْ!.. ولا بدَّ في لحظةٍ أن نقولَ الذي لا يُقالُ، وأن نعترفْ!.. أنا… أنتَ… نحنُ… انتهينا أخيراً إلى حكمةٍ يُتوقَّعُ منها اختيارٌ يغايرُ كلَّ اختباراتِنا، ويؤهِّلُ أفضيةً للحوارْ.. وماذا سنختارُ؟ والوقتُ لم نمتلكْهُ، ولم يبقَ منه سوى الانتظارْ!.. وكيف سنرشدُ، أو نتغيَّرْ؟.
حريق
يهدهُ سِرْبُ نميرٍ جداولَهُ، ثمَّ يطلقُ نحلاتهِ في سماءِ حديقةْ!.. ويبسطُ أرضاً من الضِّوءِ، وتخفقُ أجنحةُ الطّيرِ فيها، تشاركُ طفلاً غناءَهْ.. ويكتشفُ المهرجانُ طريقَهْ.. إلى مطرٍ، سيهدِّئُ تربتَهُ أو بذورَهْ!.. يسرِّحُ سربُ اليمامِ حجاراً تحرِّكُها حبةٌ من بذارِ مقيمْ.. فتخرجُ منه جسومٌ مضاءَهْ.. أيختبرُ الليل فيها نهاراً ويوجزُ دورتَهُ في وجيبٍ، ويطفئُ في حركاتٍ حريقَهْ!.. وأين يبيتُ؟ وكيف يقيمْ؟
هواء
تقيمونَ مملكةً من هواءْ!.. هواء يذكِّرني بعصافيرَ تنقرُ نافذةً بمناقيرِ ماءْ!.. وتبني من الضوءِ عشَّ حَضَورْ.. تخرِّبهُ كائناتٌ سديميّةٌ، والجذورُ تغورْ.. وتنزفُ تُربتَها، وتروِّجُ في الأرضِ عرسَ السّماءْ!.. ولا وقتَ كي تنضجَ السنبلةْ!.. هواءٌ تآكلَ.. لا بيتَ لَهْ!.. ويعلنُ عن ملكوتٍ سيدخلهُ ـ اللحظةَ ـ الفقراءْ!.. وأيُّ هواءٍ يُجِّددُ جمهرةً مهملةْ!.