نشاطات

مؤتمر الأونيسكو.. فعالية النصر المبين

أقام تجمع العلماء المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة والملتقى العلمائي العالمي ومجلس علماء فلسطين فعالية بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد القائديْن الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس واستنكاراً لجريمة اغتيال ‏الشيخ صالح العاروري في قاعة قصر الأونيسكو تحت عنوان: “بشائر النصر ‏المبين”.

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود:

طوفان الأقصى، جدد قضية فلسطين التي زعم البعض أنها أنسيت وكانت ضربة قوية على الكيان، هذا لم نكن نتوقعه في يوم قريب، أيضاً هذا الحجم من التظاهرات في العالم، في عواصم العالم وكثير من المتظاهرين بل أكثر المتظاهرين أمريكان أو إنجليز أو أوروبيون أو غير ذلك يتضامنون مع فلسطين، هذا أمر يجب أن يستثمر وأن يبنى عليه وأن نقول بإذن الله تعالى، هذه المقاومة قد ساهمت في عودة الوعي إلى جزء لا بأس به من العالم.

كلمة نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم:

يجتمع العالم المستكبر وعلى رأسه أميركا مع إجرام العدو الإسرائيلي على ظُلمهم وقتلهم للأطفال والنساء وعبثهم بمصير الملايين من البشر في منطقتنا من بوابة غزة وفلسطين، فكيف لا نجتمع نحن على العدل وعلى حق فلسطين فنحميها ونحمي بلدنا ومستقبلنا من هذه الغدَّة السرطانية؟ كيف يحق لهم أن يجتمعوا جميعاً على الظلم ويأتوا بكل الإمكانات والأساطيل ويبذلون الأموال الطائلة.. لقتل الأطفال والأبرياء ولا نجتمع لنصرخ ونقول لا؟ ما يجري في فلسطين لن يقتصر على فلسطين بل سيمتد لكل المنطقة، خيرٌ لشباب المنطقة أن يقفوا بالمرصاد من الآن ليوقفوا هذا المد السرطاني في مكانه ويستأصلوه بالتعاون مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة. عندما نساند غزة فنحن نساند وطننا، ونحمي أجيالنا من هذا الوحش التوسعي الذي ينطلق من فلسطين ليسيطر على المنطقة، بعضهم يقول بأنَّ القرارات الدولية تحمينا، نقول لهم بأنَّ كل القرارات الدولية التي أصدرها طغاة الأرض تَبين أنهم منحازون بالكامل لهذه القرارات الدولية، توجد قرارات بحق فلسطين منذ 75 سنة ولم ينفَّذ بنداً واحداً في مواجهة إسرائيل، والقرار بحق لبنان (425) بقي حبراً على ورق، حتى القرار 1701 بعد سنة 2006 مضى عليه 17 سنة ولم تنفِّذ منهُ إسرائيل بنداً واحداً ولم يطالبها أحد، وبقيت تخوض في الأجواء وتعتدي وترتكب الموبقات ولم تلتزم بهذا القرار. كيف تحمينا هذه القرارات إذا كانت علناً مع إسرائيل؟ الحل هو بالمقاومة والمقاومة أثبتت أنها تجاوزت القرارات الدولية وأعادت الحق إلى أصحابه سواء بتحرير لبنان أو بتحرير غزة أو بكل الأعمال التي أثبتت أننا لا نحصل عليها إلا من خلال المقاومة، لذا نحن سنستمر بالمقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلِّحها أكثر وستبقى على جهوزية دائمة، وسنكون مقاومة ممتدة في المحور تتعاون مع بعضها لا تخشى من أن يواجهها البعض لأنَّها تتجاوز حدود الجغرافيا، ولأنَّ الظلم قد تجاوز حدود الجغرافيا وتجاوز حدود الإنسانية، ولا يمكننا أن نُحرِّر منطقتنا إلَّا إذا كنَّا تحت قاعدة المقاومة القوية الصلبة التي تقف في وجه العالم ولا يخيفها شيء. أقول لهم لا تهددوننا لأننا عندما نسمع تهديداتكم نشعر بسخفكم، احترموا أنفسكم على الأقل وما لديكم افعلوه وما لدينا سنفعله.

ممثل حركة حماس في لبنان الأخ أحمد عبد الهادي:

بالرغم من القصف الغير مسبوق والقوة المفرطة التي استخدمها فشل العدو فشلاً ذريعاً، والذي يؤكد ذلك هو انسحابه من الشمال وإعلانه عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة والتي تعني الفشل، وأيضاً انسحاب لواء غولاني قبل ذلك، وكل ما قام به هو الدخول إلى مناطق في غزة في الشمال والوسط والجنوب ظناً منه أنه سيطر، فإذا بالمقاومين يصطادون جنوده وضباطه وآلياته بأعداد كبيرة جداً، فشل فشلا ذريعاً لأن المقاومة أعدت لهذا العدوان جيداً، وامتلكت ما يمكن أن تستمر به فترات طويلة بالرغم من مرور ثلاثة أشهر أو يزيد، ومازالت في أوج قوتها وتتحكم بالميدان وتسيطر عليه وتمسك بزمام المبادرة.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله:

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

 نجتمعُ اليومَ في رحابِ ذكرى قائدَيْنِ عاشقَيْنِ للشهادةِ من قادةِ محورِ المقاومةِ الإسلاميةِ في العالمِ هما الشهيدُ القائدُ الحاج قاسم سليماني والشهيدُ القائدُ الحاج أبو مهدي المهندس، وهما منذ بدايةِ الصراعِ مع العدوِّ الأمريكيِّ وتابعِهِ الصهيونيِّ، كانا في نشاطٍ دائمٍ وحضورٍ مستمرٍ في ساحاتِ الوغى، ما خافا الموتَ، وكان الموتُ قريباً منهم في لحظاتٍ عدّة، ومع ذلك كانت غايةُ الأماني عندهما لقاءَ الله شهيدَيْن في طريقِ إعزازِ الإسلامِ ورفْعِ رايتِهِ، ولكنْ حتى معَ غيابهم، ما زلنا نراهم في الميدانِ، يحضرونَ في كلِّ ساحٍ، يحملونَ السلاحَ في وجهِ العدوِّ ويحفِّزونَ الأمةَ على الانطلاقِ في مشروعِ تحريرِ فلسطينَ كلِّ فلسطين، نحن نرى الحاجَ اللواءَ قاسم سليماني في فلسطينَ من خلالِ المواجهةِ البطوليةِ التي تخوضُها اليومَ، المقاومةُ في فلسطينَ تمرِّغُ أنفَ الكيانِ الصهيونيِّ وتُذلُّهُ وتجعلُهُ أضحوكةً لدى جيوشِ العالمِ عندما استطاعتْ في سبعة تشرين أن تدخلَ إلى عمقِ تواجدِهِ في غلافِ غزّةَ وتهزِمَهُ شرَّ هزيمةٍ، وما كان ذلكَ ليحدُثَ لولا بطولاتُ هذا الشعبِ الرائعةُ وبطولاتُ المقاومةِ في فلسطينَ والدّعمُ الذي قدّمهُ لهم الحاج قاسم سليماني، نرى الحاج أبو مهدي المهندس في الحشدِ الشعبيِّ في العراقِ الذي يَكيلُ الضرباتِ اليومَ في قاعدةِ عينِ الأسدِ وفي كونيكو وفي التنف وفي كلِّ أماكنِ أو تواجُدِ الاحتلالِ الأمريكيِّ نرى الحاجَ أبو مهدي المهندس، نرى الحاج قاسم سليماني في لبنانَ في المقاومةِ التي تمرِّغُ أنفَ الكيانِ الصهيونيِّ وتُذِيقُه الويلاتِ، وبالأمسِ عندما ضُرِبَتْ أكبرُ قاعدةٍ له في المنطقةِ (ميرون)، وجعلَتْهُ أعمى لا يستطيعُ رصدَ وتوجيِه طائراتِهِ بفضلِ الحضورِ التقنيِّ والميدانيِّ والعسكريِّ والأمنيِّ للمقاومةِ التي كان للحاجِ قاسم سليماني فيها وجوداً وحضورا ًكبيراً، وهو الذي بقيَ مع المجاهدينَ في العام 2006 لتحقيقِ النصرِ، نرى الحاج قاسم سليماني مع أنصارِ اللهِ في اليمنِ التي أغلقتْ بابَ المندِبِ لكي تخنُقَ العدوَّ الصهيونيَّ وتمنَعَهُ من تحقيقِ أيِّ إنجاز، وتمنعَ وصولَ كلِّ الدعمِ الغذائيِّ والماديِّ والنفطيِّ، وتجعلَ اقتصادَهُ يتدهورُ أكثرَ مما هو متدهور.

 إننا أيضاً نجتمعُ لاستنكارِ اغتيالِ القائدِ الشيخ صالحِ العاروري، الذي نعتبرُ أن اغتيالَهُ ليس هزيمةً، وإنما هو انتصارٌ للمقاومةِ، لأن العدوَّ الصهيونيَّ الذي لم يستطعْ أن يحقّقَ أيَّ إنجازٍ في فلسطينَ امتدتْ يدُهُ الغادرةُ كما يفعلُ دائماً لتنالَ من هذا البطلِ ومن هذا القائدِ الذي له الفضلُ في الإنجازِ الذي تحقّقَ في طوفانِ الأقصى، والعدوُّ الصهيونيُّ الذي تتوالى هزائمُهُ ولم يستطعْ – ونحن قد دخلنا في الشهر الرابع – من أن يحقّقَ أيَّ إنجازٍ، هل يستطيعُ أن يحققَ أيَّ إنجاز؟ هل يستطيعً العدوُّ الصهيونيُّ أن يقولَ للعالمِ ولشعبِهِ أنه عندما انتقلَ من المرحلةِ الأولى إلى المرحلةِ الثانيةِ ماذا حقّق؟ واليومَ عندما يُعلِنُ انتقالَهُ من المرحلةِ الثانيةِ إلى المرحلةِ الثالثةِ ماذا حقّقَ؟ ما هي أهدافُ المرحلةِ الأولى؟ وما هي أهدافُ المرحلةِ الثّانية؟ وتبعاً ما هي أهدافُ المرحلةِ الثالثةِ التي نقولُ أن هذا العدوَّ خرجَ من هزيمةٍ إلى هزيمةٍ أكبر، وستنتهي المرحلةُ الثالثةُ ويعودُ صاغراً إلى طاولةِ المفاوضاتِ غيرِ المباشرةِ لكي تحقِّقَ المقاومةُ إنجازَها بتبييضِ السجونِ وغيرُ ذلك فلن يستطيعَ الحصولَ على أيِّ أسيرٍ له لدى المقاومة، إننا نعتقدُ أنه مع الإنجازِ الكبيرِ الذي تحقّقَ في طوفانِ الأقصى، أننا على يقينٍ بأننا أصبحنا قابَ قوسينِ أو أدنى من الانتصارِ الحاسمِ وزوالِ الكيانِ الصهيونيِّ، وأعتقدُ أن الاحتفالَ المقبلَ إن شاءَ اللهُ أو الذي يليهِ على أبعدِ تقديرٍ سيكونُ على أرضِ فلسطينَ في القدسِ الشريفِ بإذن الله تعالى، فهذا الكيانُ لم يعدْ يمتلكُ إمكانياتِ الصمودِ وإمكانياتِ البقاء، وهو لن يستطيعَ إقناعَ شعبهِ بأن وجودَهُ سيكون آمناً على أرضِ فلسطين، ففلسطينُ هذه ليستْ لهم، وعليهم أن يعودوا إلى البلدانِ التي كانوا قد جاءوا منها. ولحكامِ العربِ نقولُ مع أنه لا أملَ فيكم ولكن فلتكن هذه دعوةً أخيرةً، عليكم العودةُ إلى خيارِ الأمةِ قبلَ فواتِ الأوان، يمكن لكم أن تعيدوا الصلحَ مع شعبِكُم وتتخذوا قراراتٍ حاسمةً في دعمِ الشعبِ الفلسطيني، أما إذا لم تفعلوا ذلكَ فإنكم ستزولونَ مع زوالِ هذا الكيان، وهذا وعدٌ مكتوبٌ، عليكم أن تتهيأوا له، إما أن تعودوا إلى خَيارِ الشعبِ، خَيارِ الأمةِ، خَيارِ المقاومةِ، وإلا فإن مصيرَكُم مزابلُ التاريخ. ونداءٌ أخيرٌ للسلطةِ الفلسطينية، هذا السكوتُ غيرُ مقبول، يجب النزولُ عندَ خيارِ الشعبِ، يجب تقديمُ كلِّ الدعمِ للمقاومةِ في جنين وفي الخليل وفي نابلس، يجب أن تلتهبَ الأرضُ من تحتِ أقدامِ الصهاينة، ولديكمُ الفرصةُ ونعلّقُ عليكم أملاً في أن تعودوا إلى خَيارِ الشعب، فصائلُ المقاومةِ التي تقاتلُ اليومَ بعملياتٍ مشترّكةٍ، في داخلِ فلسطين، في غزةَ تحقّقُ حلماً كان يراودُ الكثيرَ من أبناءِ الأمةِ أنه لا فصائلُ للمقاومةِ بل مقاومةٌ واحدةٌ بهدفٍ واحدٍ وعسكرٍ واحدٍ وخطةٍ واحدةٍ وجهازٍ واحد، ونحن نقول نريدُ جيشاً واحداً لأمةٍ واحدةٍ تقاتلُ من أجلِ تحريرِ فلسطين.

 أما ما هو المتوقعُ بعد الانتصارِ وبعدَ تحقُّقِ الهزيمةِ للكيانِ الصهيوني، أيها الإخوة، تعرفون أننا في تجمعِ العلماءِ المسلمين نمتلكُ خِبرةً عاليةً في فهمِ مخططاتِ العدوِّ، خاصةً فيما يتعلقُ بالفتنةِ، ونحن نعتقدُ أن العدوَّ الصهيونيَّ كما لجأ إلى الفتنةِ باغتيالِ الرئيسِ الشهيدِ رفيق الحريري بعد انتصارِ 2000، وكما لجأَ إلى الفتنةِ بعد نصر 2006 من خلالِ داعشَ صنيعةِ الاستكبارِ العالميِّ والمخابراتِ الصهيونية، سيلجأ إلى الفتنةِ بعد هزيمتِهِ المنكرةِ في عمليةِ طوفانِ الأقصى، وبالتالي أنا لا أتحدثُ هنا عن واقعٍ سيحصلُ وإنما أتحدثُ عن أمورٍ تحصلُ، هذا الأمرُ بدأنا نسمعُ به عندما قام أحدُ وعّاظِ السلاطينَ ليقولَ لأبي عبيدة “اذهبْ إلى جهادِ السّننِ، وأما أمرُ فلسطينَ فأمرُها عندَ ولاةِ الأمر” أيُّ ولاةِ أمرٍ هؤلاء؟!! إنهم قد باعوا القضيةَ وطبَّعوا مع العدوِّ الصهيونيِّ، وهذه الفتنةُ نراها في تفجيرِ كرمان الذي يهدفُ إلى قيامِ العدوِّ التكفيريِّ بمؤازرةِ العدوِّ الصهيونيِّ من أجلِ خَلْقِ فتنةٍ بين أطرافِ الأمةِ سواءٌ بين الشيعةِ والسنةِ أو بين الفرسِ والعرب، وخَسِئ فلن يحصلَ على نتيجةٍ، وهذا أيضاً ما شَهِدْناهُ بالأمسِ في مطارِ بيروت من تدخُّلٍ عبر شبكاتِ الإنترنتِ لوضعِ عباراتٍ توحي بأنها صادرةٌ عن مجموعةٍ مسيحيةٍ لإيقاعِ فتنةٍ مسيحيةٍ إسلاميةٍ في لبنان، ولكننا أوعى من أن نَنجَرَّ إلى هكذا أمور، المطلوبُ هو الوحدةُ في مواجهةِ العدوِّ الصهيونيِّ، ولن تنفعَ كلُّ وسائلِ العدوِّ الصهيونيِّ في إيقاعِ الفتنةِ بين أبناءِ أمتنا، وسنكونُ جهةً واحدةً في مواجهةِ هذا العدوِّ حتى تحقيقِ النصرِ، لا عدوَّ لنا في داخلِ أمّتنا سوى العدوِّ الصهيونيِّ، وإن محاولةَ الإيحاءِ بأعداءٍ أخرينَ هو يخدمُ أهدافَ الكيانِ الصهيونيِّ والولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ والاستعمارِ البريطاني، انتبهوا لا مجالَ لأيِّ فتنةٍ داخليةٍ، ولْنَعْمَلَ جميعاً على رصِّ الصفوفِ ووحدةِ الأمةِ والتوجُّهِ بشكلٍ واحدٍ وبيدٍ واحدةٍ وكصفٍّ واحدٍ ضدَّ العدوِّ الصهيونيِّ، وساعتئذٍ نحققُ أمنيةَ الحاج قاسم وأمنيةَ أبي مهدي المهندس وأمنيةَ الشهيد الشيخ صالح العاروري، وتنتصرُ فلسطينُ وتنتصرُ الأمة، والحمد لله رب العالمين.

الناطق الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان سماحة الشيخ الدكتور محمد الموعد:

الذين يقولون ليس فلسطين أولاً، فلسطين أولاً لأن فلسطين نذكرها في كتاب الله عز وجل ونصلي نتعبد بآياتها في كتاب الله، وأي أرض أقدس من هذه الأرض المباركة؟ لذلك وجدنا أن هذه الهجمة هي على أي مشروع أو على أي شخص يقاتل هذا الكيان الصهيوني، فتم استشهاد هؤلاء القادة الأبطال، اللواء قاسم سليماني، أبو مهدي المهندس ومن معهم، والقائد الكبير الشيخ الذي درس الشريعة ولكنه لم يتعمم أبداً لأنه كان ميدانياً منذ اعتقاله إلى نفيه إلى جهاده، إلى استشهاده، وأعني الشهيد القائد صالح العاروري أبو محمد رحمه الله ومن معه من القادة الأبطال.

ممثل حركة حماس في لبنان الشيخ علي أبو شاهين:

إن الجيش الصهيوني الذي أرادوه حاكماً بأمره في المنطقة، يغرق في وحل غزة عاجزاً عن تحقيق أهداف عسكرية وسياسية، كان يظن أنها في متناول اليد ساعة يشاء، فأبت غزة بمقاومتها وبشعبها إلا أن تقطع اليد الصهيونية التي حاصرتها طوال سبعة عشر عاماً قبل أن تصل إلى المسجد الأقصى المبارك، كما يقف عاجزاً عن احتواء حالة المقاومة المتنامية في الضفة المحتلة، وهي تخوض الاشتباك اليومي مع جنوده ومع قطعان مستوطنيه، ويفشل في كسر إرادة المقاومين رغم كل القتل والإرهاب والاعتقالات وكل صنوف العدوان، إن مسيرة الشهداء ودماء الشهداء هي الزيت المبارك الذي يوقد شعلة المقاومة باتجاه القدس، فكان طوفان القدس هادراً يقطع الطريق على كل المؤامرات التي أرادت في ليل أسود كوجوههم تصفية قضية فلسطين وتهجير شعبها وبسط دنس الاحتلال على المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه والتسيّد على الأمن القومي للمنطقة بأسرها واستعباد شعوبها.

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل سماحة الشيخ حسن المصري:

كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم وعلى مختلف ميولهم أن يكونوا صفاً واحداً خلف المقاومة، وإذا بهذه المقاومة في بضع أماكن تلال شبعا، رب ثلاثين، بنت جبيل تضع حداً للغطرسة الجيش الذي لا يقهر، واستمرت هذه المواجهة، نعم هذا الأمر علينا أن نتمسك به، ولا خيار لنا على الإطلاق سوى خيار المقاومة، لأن عدونا لا يفهم إلا بمنطق القوة، وهذا ما تقوم به المقاومة في جنوب لبنان اليوم.

منسق جبهة العمل الإسلامي سماحة الشيخ زهير الجعيد:

يا أيها الإخوة في حركة حماس والإخوة في حركة الجهاد الإسلامي، شكراً لكم على طوفان الأقصى لأنكم أسقطتم الكذبة الكبيرة بالفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، نعم كانت مؤامرة عالمية لإسقاط فلسطين وإسقاط العروبة والإسلام، فبطوفان الأقصى لم تسقطوا فقط عروش التطبيع والعدو الصهيوني، ولكنكم أسقطتم الفتنة المذهبية إلى غير رجعة، شكراً لكل طفل وامرأة في غزة قبل أن نشكر المقاومين، إن المرأة التي تقف بين يدي أطفالها ممزقين هي التي علمت هؤلاء القادة والمجاهدون أن يقفوا في وجه العدوان.

البيان الختامي تلاه الدكتور مصطفى اللداوي:

﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾.

بدعوةٍ من الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، وتجمع العلماء المسلمين في لبنان، والملتقى العلمائي العالمي، ومجلس علماء فلسطين في لبنان، عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الثلاثاء السابع والعشرون من شهر جمادى الآخرة لعام 1445 هجرية، الموافق ليوم التاسع من يناير/كانون الثاني لعام 2024 ميلادية، ملتقى “بشائر النصر المبين”، انتصاراً لبطولات المقاومة في غزة الصمود وفي دول محور المقاومة، واستنكاراً للجريمة الصهيونية النكراء بحق الشهيد الشيخ صالح العاروري، وذلك في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد قائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس.

شارك في الملتقى لفيفٌ كبيرٌ من علماء المقاومة في لبنان، الذين استشعروا الخطر المحدق بالأمة وقضيتها المركزية فلسطين، فهبوا للقيام بواجبهم، والعمل على استنهاض الأمة وتحفيزها للدفاع عن فلسطين وأهلها، والتصدي للعدو الصهيوني وحلفائه، الذين اجتمعوا ضد فلسطين ومقاومتها، وضد الأمة العربية والإسلامية وحقوقها المشروعة في أرضها وخيراتها وحقوقها واستقلالها ومستقبل أجيالها.

وقد أكد السادة العلماء المشاركون في أعمال الملتقى، على عددٍ من المفاهيم والقضايا التي يجب على الأمة العربية والإسلامية أن تعيها وتدركها…

أولاً: تمر الأمة العربية والإسلامية في مرحلةٍ تاريخية استثنائيةٍ، لم تمر بمثلها في التاريخ، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فالعدوان الإسرائيلي الغاشم ضد قطاع غزة لم يحصل مثله في تاريخ الصراع، إذ يدمر الاحتلال الإسرائيلي، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، كل معالم الحياة الفلسطينية في قطاع غزة، وقد قتل وأصاب أكثر من مائة ألف فلسطيني من سكان القطاع، أي قرابة 5% من أهله باتوا شهداء أو جرحى، ودمر وخرب أكثر من 70%  من بيوت ومنازل ومساجد ومدارس ومعامل ومصانع ومؤسسات القطاع الخاصة والعامة.

ثانياً: إن صبر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خصوصاً وفي عموم فلسطين عموماً، إنما هو صبرٌ مباركٌ عظيمٌ، ليس له جزاءٌ من الله عز وجل إلا الجنة يوم القيامة، والنصر والتمكين في الحياة الدنيا، ولعله لا يوجد شعبٌ في تاريخ البشرية قد صبر صبرهم، واحتمل احتمالهم، وقاوم مثلهم، وأصر على تحقيق أهدافه واستعادة حقوقه مثلهم.

ثالثاً: أمام ثبات الشعب الفلسطيني وصموده، وقوة المقاومة وبسالتها، ويقين الأمة والتفافها حول المقاومة، نؤكد أننا على أبواب الوعد القرآني الرباني بقرب زوال دولة بني إسرائيل، الذي يعتقد به الإسرائيليون أنفسهم ويخافون منه، فهذا وعدٌ إلهي غير مكذوبٍ، تصدقه الآيات القرآنية، ويؤكده صدق وثبات المقاومة، التي أعدت واستعدت، وخططت طويلاً وعملت كثيراً، وقاتلت واستبسلت، وأثخنت في صفوف العدو ونالت منه.

رابعاً: يشيد السادة العلماء بدور قوى محور المقاومة الممتد من صنعاء إلى بغداد وطهران ودمشق وبيروت، ويعتبرون أن ما تقوم به عملياتٍ مباشرةٍ ضد العدو ومصالحه، وضد الولايات المتحدة الأمريكية المتحالفة معه والمؤيدة له، إنما تصب في أصل المعركة، وتخدم الشعب الفلسطيني وتساند مقاومته وتعزز صموده، ويدعو السادة العلماء إلى المزيد من العمليات العسكرية ضد العدو، التي باتت توجعه وتؤلمه، ويشكو منها ولا يقوى على منعها أو التصدي لها.

خامساً: يدين السادة العلماء بشدةٍ المواقف الرسمية العربية المتخاذلة، والعجز الرسمي المقيت، الذي شكل دعماً للعدو الصهيوني وتشجيعاً نحو مزيدٍ من القتل والتدمير، والقصف والعدوان، إذ لولا هذا التخاذل العربي الرسمي الذليل والمهين، لما تجرأ العدو علينا ولما أمعن في قتل الفلسطينيين والعدوان عليهم في أطول حربٍ يشنها ضدهم، وعليه فإنها ملزمةٌ بتغيير مواقفها والانحياز إلى شعوبها وأمتها، والتوقف عن كل إجراءٍ أو اتفاقٍ أو اعترافٍ وتطبيعٍ مع الكيان الصهيوني، عدو الأمة العربية والإسلامية.

سادساً: لا شك لدى الأمة بأن النصر قادم، وأن هزيمة العدو واقعة لا محاولة، وأنه مهما طال العدوان فهو إلى زوال، ومهما تأخر النصر فهو قادمٌ بإذن الله عز وجل، وأن استهداف قادة المقاومة ورموزها، لن ينال من عضد المقاومة ولن يفت في عزمها، فالقادة الشهداء الذين قدموا وبذلوا، وخططوا وعملوا، قد تركوا خلفهم قادةً عظاماً ومقاومةً صلبةً لا تنكسر، وعنيدةً لا تلين، فلهم البشرى في جنات الخلد شهداء عند الله بإذنه عز وجل، ولكم من بعدهم بشائر النصر والعودة والتمكين بإذن الله.

سابعاً: يدعو السادة العلماء أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى تحذير حكامهم وتنبيه حكوماتهم إلى الدور الخطير الذي يلعبونه، والمؤامرة الكبيرة التي يشاركون بها، وأنهم بصمتهم عن جرائم العدو، وتخاذلهم عن الواجب الملقى عليهم، إنما يمهدون لزوالهم، ويؤسسون لسقوطهم، فالمقاومة بإذن الله ستنتصر، والعدو الذي تحالفوا معه وسكتوا عنه سينكسر وسيزول ومن معه ومن أيده وسانده.

ثامناً: يشيد السادة العلماء بمواقف شعوب الأمة العربية والإسلامية، التي خرجت في مظاهراتٍ ومسيراتٍ جابت شوارع عواصم الأمة، تأييداً لفلسطين ونصرةً لأهلها وشعبها، وتؤكد على ضرورة تحويل هذا الحراك الشعبي إلى يقينٍ فعلي وبرنامجٍ عملي، وخطط ومشاريع جادة، ليكون لها دورها ومساهمتها المؤثرة في معركة الأمة من أجل تحرير فلسطين واستعادتها، وهذا لا يكون بغير الوعي والإيمان بضرورة استعادة إرادة الأمة وبناء قوتها. وأكد السادة العلماء على وجوب التزام شعوب الأمة العربية والإسلامية بالإضراب العام الشامل الذي دعت إليه فعاليات عربية ودولية كثيرة، والتظاهر أمام سفارات الكيان الصهيوني، لوقف العدوان وجرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وذلك في يوم الاثنين 15/1/2024، الذي يصادف اليوم 101 على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ونشيد هنا بأهمية وقيمة التغير الإيجابي لدى العديد من شخصيات الأمة العربية والإسلامية وفعالياتها العلمية والفكرية والثقافية والفنية، التي كانت تنتقد المقاومة وتدعو إلى التطبيع والاعتراف بالعدو الإسرائيلي، وغيرهم الكثير من الشخصيات الغربية التي انحازت إلى المقاومة ووقفت معها، وانتقدت المواقف السلبية للأنظمة الرسمية وطالبتها بالتغيير، وسلطت الضوء على الاستنسابية الدولية والازدواجية في المعايير، والانحياز الأعمى البغيض للعدو الصهيوني.

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.. ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾. صدق الله العلي العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.