محليات

وسط تهديدات إسرائيل بالعدوان على لبنان اللجنة الخماسية تتحرك، فهل تنجح في إنجاز الملف الرئاسي؟!!

بقلم محمد الضيقة

وسط تقارير إعلامية تتحدث عن إمكانية التوصل إلى هدنة بين العدو الصهيوني وحركات المقاومة في غزة، تحركت اللجنة الخماسية المعنية بالملف الرئاسي اللبناني، والتقى سفراؤها بالرئيس نبيه بري في خطوة تندرج في سياق استكشاف مواقف القوى السياسية اللبنانية حول إمكانية التوصل إلى صيغة لملء الفراغ الرئاسي.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن حراك اللجنة الخماسية التي قد توفد المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت محكوم بالتطورات التي قد تشهدها جبهة غزة، لأن المعادلة التي أرساها حزب الله “أن لا حديث عن تحريك الملف الرئاسي قبل وقف العدوان الصهيوني على غزة وعلى الجنوب اللبناني”، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن حركة اللجنة الخماسية قد لا تؤدي إلى ما ترسمه لجهة إنجاز الاستحقاق الرئاسي علماً أن مواقف القوى السياسية اللبنانية المعنية بهذا الملف ما زالت على حالها، خصوصاً القوى التي تخضع للتوجهات الأمريكية والغربية.

ولفتت الأوساط إلى أن سفراء اللجنة الخماسية الذين التقوا مع الرئيس بري لم يحملوا معهم أي أسماء يعملون على تسويقها ومن أنهم لا يضعون فيتو على أي مرشح ولن يقدموا على تزكية اسم على حساب آخر، وهذا الموقف من أعضاء اللجنة يؤشر إلى أن هناك تبدلاً ما في مواقف أعضائها الذين عبّروا في السابق عن تأييدهم لأكثر من اسم تم التداول به في المرحلة التي سبقت طوفان الأقصى.

وقالت الأوساط إن الإدارة الأمريكية التي تحرك اللجنة الخماسية باتجاه لبنان تعرف جيداً موازين القوى والاحتمالات والخيارات، وهذا يعني أن كل التهديدات الصهيونية بشن عدوان على لبنان هي مجرد احتمالات، وأن إدارة بايدن لن تتورط بأي عمل عسكري قد يؤدي إلى الانزلاق لمواجهة كبرى مع محور المقاومة وحتى مع إيران، ومن خلال هذه المعادلة الثابتة التي ترتكز على عجز الكيان الصهيوني اتجاه محور المقاومة، تحاول اللجنة الخماسية تمرير الاستحقاقات اللبنانية، بانتظار توقف العدوان على غزة والتداعيات المرتقبة لهذه الحرب على المنطقة ومن ضمنها لبنان. لإن انتصار محور المقاومة على الكيان في هذه المواجهة سيؤسس لمرحلة جديدة في الإقليم لها قوانينها وقواعدها كنتيجة طبيعية لهذا الانتصار، ولن يكون لبنان بمنأى عنها، خصوصاً مسألة رئاسة الجمهورية.

وتؤكد الأوساط أن هذه المعادلة الناتجة عن هذه المواجهة سوف تحكم أي مشروع لإعادة تشكيل توازنات الشرق الأوسط الجديد.

مشيرة إلى أن هزيمة الكيان الصهيوني التي باتت ثابتة ستكون لها أيضاً تداعيات سلبية على الأطراف اللبنانية التي تدور في فلك واشنطن وحلفائها، وبالتالي فإن أي تحرك من أي طرف كان لملء الفراغ الرئاسي يجب أن يقرأ جيداً توازنات القوى التي تنتجها المواجهة مع الكيان الصهيوني.