حركة سفراء اللجنة الخماسية بلا نتيجة وإبعاد حزب الله عن الحدود لن يحصل
بقلم: محمد الضيقة
شهدت بيروت بالتزامن مع المفاوضات التي تجري لوقف العدوان الصهيوني على غزة حركة دبلوماسية قادتها اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني إلى اتصالات يومية تجري مع المسؤولين اللبنانيين تهدف جميعها إلى البحث في كيفية وقف حزب الله مساندته لغزة من خلال الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، كذلك تتحرك واشنطن وبالتنسيق مع لندن من خلال مواصلة عدوانهما على اليمن والعراق للغاية نفسها.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن كل الاتصالات التي تجري مع المسؤولين اللبنانيين لم ولن تصل إلى نتيجة تذكر على صعيد إيقاف حزب الله مساندته لغزة، والسبيل الوحيد لذلك هو وقف العدوان الصهيوني على غزة، ومن ثم يصبح هناك إمكانية للحديث عن مسألة تنفيذ القرار 1701 العنوان الذي تستخدمه واشنطن وحلفاؤها في المنطقة ومع القوى التي تخضع لتوجهاتها في لبنان.
وأضافت أن الزيارة التي كانت مقررة للمبعوث الأمريكي لبيروت بعد زيارته الكيان الصهيوني قد تم تأجيلها لأن واشنطن باتت على يقين من أن حزب الله لن يناقش أي أفكار حول ما يحصل في الجنوب إلا بعد وقف العدوان الصهيوني على غزة، معتبرة أن حراك سفراء دول الخماسية في بيروت يندرج في سياق سياسة إثبات الوجود، في ذات الوقت لا يوجد شيء جاهز لدى هذه الدول حتى الآن، ولا يوجد لديها أي أفكار حول ملء الفراغ الرئاسي وكل حراك سفرائها يندرج في سياق البحث والتقييم الأولي، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن نتيجة اتصالات هؤلاء السفراء ما زالت في بدايتها، وتهدف إلى الوصول لفكرة أو تسوية تضمن إيجاد المخارج لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا يعني – تضيف الأوساط – أن المسألة ما زالت في بدايتها، وقد تتطلب شهوراً لإنضاجها حتى لو توقف العدوان على غزة.
معتبرة النصائح للمبعوثين الدوليين والإقليميين بضرورة وقف حزب الله مساندته لغزة، لأن أي حرب واسعة ضد لبنان ستؤدي إلى كوارث كبيرة على اقتصاده هو عكس الواقع القائم حسب هذه الأوساط، لأن كل الكلام الذي يتم تداوله عن تهديدات صهيونية بالحرب والتي ينقلها هؤلاء المبعوثون للمسؤولين اللبنانيين لا يعكس حقيقة النقاش الدائر، كل هذه البروباغندا التي يعمل هؤلاء على إشاعتها الهدف منها أولاً وأخيراً حماية الكيان الصهيوني الذي يعيش قلقاً وجودياً من قوة المقاومة التي كبدته خسائر مادية وبشرية كبيرة خلال مواجهات الأشهر الأربعة، وأن قادة العدو يتعرضون لضغوط كبيرة من المستوطنين وهم بالآلاف الذين تركوا مستعمراتهم ويرفضون العودة إليها إلا بعد أن يحصلوا على ضمانات من الجيش الصهيوني حول أمنهم، وهذا الأمر لن يحصل إلا إذا توقف العدوان على غزة، لذلك تقول هذه الأوساط أن دعوات التهدئة التي تأتي تحت شعار أن المنطقة في دائرة خطر الانزلاق نحو حرب شاملة ما هي إلا سياسة أمريكية غربية ترمي إلى حماية الكيان الذي بات وجوده على المحك، وأي حرب شاملة التي تحذر منها واشنطن وفيما لو حصلت تؤكد الأوساط أنها قد تؤدي إلى انهياره كلياً.