حزب الله: سنواصل إسناد غزة وإذا أردتم توسعة الحرب فالمقاومة جاهزة
الفيتو السعودي على عودة الحريري ما زال قائماً
بقلم: محمد الضيقة
تتصدر التهديدات الصهيونية لمدينة رفح في قطاع غزة المشهد السياسي الدولي والإقليمي خصوصاً أنها تتزامن مع مفاوضات رباعية تجري في القاهرة من أجل التوصل إلى حلٍ ما يؤدي إلى هدنة طويلة أو إلى وقف إطلاق نار دائم، كما تطالب وتصر عليه فصائل المقاومة في غزة.
وسط هذه التطورات وصل الرئيس سعد الحريري إلى بيروت للمشاركة في ذكرى اغتيال والده، هذه الزيارة رافقها أيضاً مجموعة من التساؤلات حول استمراره في الاعتزال، أو أنه بات جاهزاً للعودة إلى المسرح السياسي.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن عودة الحريري للعب دور في السياسة الداخلية اللبنانية أمراً ليس بيده، والقرار موجود في الرياض، وكما يبدو أن هذا القرار لم يصدر حتى الآن وقد لا يصدر لزمن طويل، وهذا يعني أن كل الحشد الشعبي الذي عمل تيار المستقبل لإظهار أن الحريرية السياسية ما زالت تمثل القسم الأكبر من السنة في لبنان قد تبخر أدراج الرياح، وأن الحريري سيعود إلى مربط خيله في الإمارات بانتظار أن يعفو عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضافت الأوساط أن المشهد السياسي في لبنان تبدل جذرياً عما كان عليه في عام 2019، كما أن طوفان الأقصى كانت له تداعيات حقيقية على المشهد السياسي الداخلي خصوصاً بعد انخراط المقاومة في حرب لمساندة غزة، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن محاولات تيار المستقبل للبحث عن دور ما في الداخل مرهون بمتغيرات حقيقية وجدية ولها صلة مباشرة بموقفه مما يحصل في غزة وبالتالي ما يحصل على الجبهة الجنوبية مع العدو الصهيوني.
وأشارت إلى أن استمرار العدوان على غزة يعني بقاء المواجهات في الجنوب، وهذا ما أكده سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، معتبرة أن كل المبعوثين والوسطاء والرسائل سواء تلك التي تتضمن النصائح أو تلك التي تحمل تهديدات لم تغير في المشهد الجنوبي شيئاً إذا لم يوقف الكيان الصهيوني عدوانه على غزة بشكل نهائي.
وأضافت الأوساط أنه وعلى الرغم من الاهتمام غير المسبوق وبشأن الجبهة الجنوبية إلا أنه في المقابل هناك من يؤكد أن الملف الرئاسي ليس مهملاً، على الرغم من فشل سفراء اللجنة الخماسية في تحريكه جدياً، لأن المواقف السياسية المتناقضة التي كانت في السابق ما زالت على حالها وهذا يؤشر إلى أن تحريك ملف ملء الفراغ الرئاسي لن يتحرك إلا بعد وقف العدوان على غزة، وقراءة تداعياتها التي ستكون على مستوى الإقليم وعلى محور المقاومة بشكل خاص.
وأضافت الأوساط أن التطورات التي ستحكم اتجاهات العدوان على غزة هي التي ستحدد المسارات السياسية في لبنان، وأن الجهد السياسي والدبلوماسي الذي تبذله أكثر من عاصمة دولية وإقليمية لردع العدو الصهيوني عن توسيع عدوانه على لبنان قد يحقق هذا الهدف لأن واشنطن كما باريس يعلمان جيداً أن اندلاع مواجهات واسعة مع المقاومة في لبنان يعني أن الكيان الصهيوني سيواجه خطراً وجودياً، خصوصاً بعد أن رسخ سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معادلة الردع بوضوح تام “المقاومة جاهزة لوقف عملياتها في الجنوب إذا توقف العدوان على غزة، وإذا ما أراد العدو توسعة الحرب فالمقاومة جاهزة لذلك”.