عبرة الكلمات 430
بقلم غسان عبد الله
إذا جاء نصرٌ من اللهِ
يجيء إلينا.. بتفَّاحة من حجرْ.. ويلقي إلينا أزاهيره.. كالشررْ.. فنقرأ في الوجه فاتحة الانتصارِ وخاتمة القهر.. والاصطبارِ.. إذا جاء نصرٌ من اللهِ.. تسمو الحجارة فوق النضارِ.. ويهمي على السادرين المطرْ
الرقاد
يضمني المساء… وألفُ لهفةٍ تحزُّ في الضلوعْ.. كأنني أهيمُ في شوارعَ بلا حدود.. أسير في متاهةٍ بلا هدفْ.. أحسُّ بالقرفْ.. وغرفتي.. تضيق بالأشباح والغيلان وبابها يئن بالصرير.. تموت شمعتي.. تذوب.. وساعتي.. مشنوقة على الجدار.. تجرر الخطوات في بلادة إلى النهار تدق كالمطارق الثقيلة رأسي.. فأهوي في قرارة الرقاد كأنني.. بلا وساد.
شهر رمضان
رمضان إذا جاءَ.. ليدخل بيت المقدسِ.. فوق براق العزّة والنخوةِ.. يبحث عن خبز يقتاتُ.. يرى من يأكل لحمَ أخيهِ ميْتاً.. ويرى الطاعونَ.. يخيّم فوق جدارِ الصمتِ.. وموتى يختالونَ بلا موت.. ويرى الألوان.. بلا ألوانْ.
قليل
قليل إذا جئت أجثو على قبر أمّي.. أقبّل موطئ أقدامها.. وأشمّ أديماً يضمّ رفات أبي.. وأرضاً ذلولاً سعى في مناكبها.. فاستحالت كروماً.. تدلّت عناقيدها في الربى.. وقطوفاً دنتْ في الخميلْ.. قليل إذا جئت أسفح شعري على كلّ ذرّة رملٍ على “الرادوف” هذا قليلٌ.. قليلٌ.. قليلْ.