روائع الشعر العربي 432
كعب بن زهير ـ الشَّيْبُ قد أَزِفَا
| بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أَزِفَا | ولا أرى لشــبابٍ ذاهبٍ خَلَفـا | |
| عاد الســوادُ بياضاً في مفارقهِ | لا مرحباً ها بذا اللونِ الذي ردفا | |
| فــي كلِّ يومٍ أرى منه مبيِّنـةً | تكاد تُسـْقِطُ منِّي مُنَّةً أَسَــفَا | |
| ليت الشَّــبَابَ حَلِيفٌ لا يُزَايِلُنا | بل ليته ارتدّ منه بعضُ ما سلفا |
النابغة الشيباني ـ وصايا
| عليك بكل ذي حســبٍ ودينٍ | فإنَّهُــمُ هُــمُ أهـلُ الوفـاءِ | |
| وإن خُـيِّرْتَ بينهُـمُ فَإلْـصَقْ | بأهل العقلِ منهــم والحـياء | |
| فإنَّ العقـلَ ليْسَ لَـهُ إذا مـا | تَفَـاضَلَتِ الفَضائلُ مـن كِفاءِ | |
| ولا تَثِقَـنَّ بالنَمّــامِ فيمــا | حَبَاكَ مِنَ النصيحةِ في الخَلاءِ | |
| وأيقِنْ أن مــا أفضي إلـيه | من الأسـرار منكشف الغطاء |
ابن رشيق القيرواني ـ في العشق
| عَسـى أَنْ يَسُـرَّ السَّـائِرين إِيابُ | وأَنْ يردَعَ البينَ المُشِــتَّ عِـتابُ | |
| وما العِشْـقُ إِلا موتُ نفسٍ إِذا دَعا | فـإِنَّ نفـوسَ العاشــقِين جـوابُ | |
| ومَــنْ صَحَّ مِـنْ داءِ الصَّبابَةِ قَلْبُه | رَأَى أَنَّ رأْي العَـــاذِلينَ صَوابُ | |
| رعـى اللهُ قومـاً روَّعوا بفـراقِهم | فُؤاداً حَمــاهُ عَن حِـجَاهُ حِـجَابُ |
ابن الزيات ـ دواء الحب
| لَيسَ أَخــو الحُبِّ مَن يَمَلُّ وَلا | مَـن يَطـرَحُ الحَبلَ فَوقَ غارِبِه | |
| يَأخُــذُ مِـنهُ الَّذي يَطيبُ لَه | غَيرَ صَبورٍ عَــلى نَوايِبــِه | |
| لَــم أَرَ داءً وَلا دَواءَ لَــه | إِلا وَفي الحُبِّ مــا يُقاسُ بِه | |
| ســائِل عَنِ الحُبِّ من تَضَمَّنَه | ما شــاهِدُ الأَمرِ مِثلُ غـايِبِه |
