حبر على ورق 433
بقلم غسان عبد الله
مسافة جميلة!
كم هي المسافةُ قاتلةٌ بين الوصولِ إلى النهايةِ وبين العودةِ لنفسِ موقعِ البداية؟.. بينهما عمقُ الجرحِ ونزفُهُ.. بينهما تعبُ الوقتِ وصرختُهُ!.. بينهما شعورٌ غريبٌ ينزِفُ ويتعب.. كم هي المسافةُ طويلةٌ.. لكنها جميلة!.
افتقاد!
بين تعبِ النهاِر وقلقِ المساءِ كان الافتقادُ عبثَ كلِّ الأيام.. وبينَ السحابِ المُمطرِ والأرضِ العطشى كان كلُّ خريفٍ يعبسُ في وجهِ النهار.. وبين كلِّ هذا وهذا كان العمرُ يركضُ للمغيبِ وكان التّعبُ ينهشُ من الجسدِ.. وكان الأملُ يتبخّر باتجاه السراب.
خطوة جريئة!..
مسلسلُ الذاكرةِ يواصلُ السّردَ.. وكلُّ مشاعرِ الاضطرابِ تُعلنُ قدومَها لحكايةٍ تبحثُ عن وجودٍ بين اللاوجود!!، وعند البحثِ يكون التواجدُ أو عدمُهُ.. أو يكون العمرُ أو لا يكون!.
اتخاذ قرار!
المسيرُ في طريقٍ بلا دليلٍ انجرافٌ بلا حدودٍ من قلبٍ تَعِبَ كثيراً في العثورِ على مرفأٍ تسكنُ عنده أحاسيسُ بلا حدود!!، والعزوفُ عن المسير.. خطوةٌ أكثرُ تهوّراً لأحاسيسَ تبحثُ عن متنفّس!!. ومعاكسةُ المسير.. جنون بلا حدود!.
قرار..
عند افتقادك لمعنى الوجود.. يضحي الوجود برمته عنواناً تافهاً لكتاب بلا محتوى!!.. ولما لا وذاك الباعث الحقيقي قد أحال وجوده لعدم. وبين لحظة وأخرى.. وبين اهتزاز دواخل.. وانتعاشها.. وبين دمعة تسبق البسمة.. وبين.. وبين.. ينطلق السؤال الأكثر بعداً والباحث عن إجابة تحيل الغموض لقراءة سريعة للفشل!!.