عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 433

بقلم غسان عبد الله

أسئلةٌ برسمِ القلق

لماذا نكيدُ لتفاحِ الأيامِ، ونقتحمُ‏ مهاجعَ الزّنبقِ في الليلْ؟‏.. لماذا نحاربُ غيوثَ مساءاتٍ‏ تًمطِرُنا بعقيقِ الفَرَحْ!.. ونكيدُ لصباحاتِ جيوشٍ مثْقَلَةٍ‏ بأحزانِ الأنهارْ!.. لا نسامحُ خَطَأَ أقحوانةٍ في لحظةِ‏ ضَوْعٍ محمومْ.. لا نسامحُ ضَلالَ نهرٍ يفيضُ لانحرافِ موجَةِ ماءْ!.. لا نسامحُ جموحَ جَوادٍ في حَلَبةِ سباقٍ خاسرْ؟!.

هَمسُ الماء

هَمِسَ الماءُ لضفَّةِ العَطَشِ الصيفيِّ:‏ املأي قِرابَكِ من نبع الترابِ.. تَبتّلي للهِ أن يسقي أرضاً بَوْراً‏ حتى يتفتَّقَ فيها نَسْلي‏.. مُرِي أمواجَ الطوفانِ تشيلُ عنكِ‏ جراراً من طُمَىً ينخرُ في شرايينكِ.. رُشّي من زَبَدٍ طافحٍ كرذاذ لُعابٍ‏ يهدرُ في نتوءاتِ الأرضِ‏ لينبُضَ من سنبلَةٍ مَيْتَةٍ‏ غبشٌ يؤرِّقُ في بلادٍ نائيةٍ‏ مَطَراً وجرحاً مضَرَّجاً بثياب الغَمامْ.

هو الوطن‏

حفنَةُ ضوءٍ، تنثالُ فوق موجةِ ماءْ‏ هو الوطنْ..‏ نبضَةُ شمسٍ، تنسابُ على أرضٍ مالحةٍ..‏ تورقُ الأرضُ، ويزهرُ الملحُ.. هو الوطنْ… نَطفَةُ دَمٍ تسيلُ فوق جلمود صخرٍ‏ يُخْضَوْضَرُ العشبُ،‏ يُعْشَوْشَبُ الصخرُ،‏ هو الوطنْ…‏ خيطُ نجمةٍ‏ مزروعٌ في أعماق البحرِ‏ يتشرنقُ فوق أديمَ الموجِ‏ فتسطعُ الآفاقْ…‏ هو الوطنْ!.

سلمٌ وحرب

عند الحربْ.. تشتدُّ الحاجَةُ إلى العَطَشْ!‏.. عَطَشُ الحربِ‏ غيرُ عطشِ السِّلْمِ‏ كلُّ ما يحفظُهُ المرءُ عن ظهر قلبٍ‏ يخسرُهُ وقت احتدام المعاركْ‏.. في السِّلمِ‏ يلزمنا وقتٌ نتحرَّرُ بهِ‏ من أعبائنا.. وتتحرَّرُ أجسادُنا..‏ من ذلّها‏ ونتقَدّمْ.