عبرة الكلمات 435
بقلم غسان عبد الله
غياهب
مِنْ غَيْهَبٍ إلى غيهبٍ يُلْقَى بِنَا.. والفِراقُ مُسْتَحِيل.. كُلّما تَوَحَّشتْ أسالِيبُنَا في التعبيرِ على عصافيرِ أقفاصِنَا المفتوحَةِ وخَلَّفَتْ جُرْحَاً في الصَّمِيمِ وسالَ دمُ الوِجْدَانِ على أديمِ الحُبِّ أَعْلَنَ الشاعرُ فينا يأسَهُ مِنْ خُصوبَةِ المعنى ورَحابَةِ اللغةِ وحَضَنَ الخَواءِ.
همسات الحبيب
يَفيضُ المُحَالُ بِكُلِّ الجِهَاتِ وبيْ رغبةٌ لاقْتِحَامِ الغَرَقْ.. وما لي سِوى مركبٍ منْ حَبَقْ.. وبعضِ البنفسجِ والأُقْحُوانِ تَنَاثرَ في شُرُفَاتِ الأُفُقْ… أُهَدِّئُ مِنْ عَتَباتِ انْهِيَاريْ وَأنْفِرُ مِنِّيْ إلى سَهْلِ رُوحِكَ حيثُ الحَمَائِمُ ليستْ تَنُوحُ.. وليستْ تَبُوحُ بِغَيرِ النَّدِيِّ مِنَ الهَمَساتِ.
تغيير
ها أنا ذا لم أعد كما كنتُ.. سهلاً ممتنعاً.. عصياً على الفرحِ.. ها أنا اليومَ أمشي وتَصْحَبُنِي اليَمامَةُ.. والبَنَفْسَجَةُ الحَزِينَةُ والخريفُ وبُلْبُلُ العُشِّ الفَقِيرِ وغَيْمَةٌ تَتْلُوْ مَواجِعَهَا وحُبٌّ ليسَ يَرْحَمُهُ الشتاءْ.
ما الحب؟!
ما الحُبُّ؟.. لِكُلٍّ تأويلُهُ.. ونحنُ صامتون، نكتفي بالكلام، نُصَحِّحُ به هذه الأرضَ الخطأَ التي لم تُخْلَقْ عَبَثَاً.. والحُبُّ أن نُرَمِّمَ فينا ما يَتَهَدَّمُ، أَوْ نَعْبُرَ الطريقَ بأمانٍ في عِنَاقِ الكُلِّ والأجزاء، أو… لِكُلٍّ تَأوِيلُهُ ولا حُبَّ عِنْدَ كَثِير.