حبر على ورق 437
بقلم غسان عبد الله
حزن
راحَ من العمرِ ما لم يُحصهِ قلبي من النبضِ الكليلْ.. ضاقَ الطريقُ على خطايَ.. فعدتُ أرشف وشوشاتِ الحزنِ من أُفقِ الرَّحيلْ.. كُلُّ الجهاتِ تنام عن عيني.. وترمي في جفونِ الوقت ثلجاً لا يذوبُ ولا يكابدهُ المسيلْ.. حتّى الفصولُ.. تهبُّ في رؤايَ برداً لاذعاً فأرى دمي في الليل سنبلةً لها سبعٌ من الرَّجفاتِ.. أو لوناً من الحزنِ الطويلْ.
هل للحروفِ مكانْ؟
تزدحمُ المشاعرُ بالهتافاتِ ويصلى القلبُ نارَ الوجيبِ.. وينعتقُ في سرِّ الليالي ألفُ قيدٍ من يدِ السجَّانْ.. أي ربي.. هل للحروفِ في هذا الليلِ مكان؟؟.. علِّي ارتقي تخومَ المواجعِ.. واعتلي بالجرحِ صهوة الخلودِ.. وامتلكَ الجنانْ.. هل للحروفِ مكانْ؟؟.
نوافذُ الصباح
حزينةٌ نوافذُ الصّباحْ وكلَّ ليلةٍ تجيءُ وحدَها قوافلُ الجراحْ.. تُريقُ في حلوقنا مدادَها وتنتضي متونَ وقعِها كأنَّما.. من صوتنا المُباحْ.
أسرار
أيتها القبرات الطالعات إلى أسرار روحي تنقرين حباتها برفق لن تتأخري بالوصول.. فأنا لا أملك أسراراً سوى أنني أحبّ الناس الطيبين.. والأشجار الخضراء والأرض الدافئة.. من حسن حظ العصافير أنها لا تمتلك غير ثوب من الزقزقات ومروحة صغيرة من الريش الناعم ومن حسن حظ الأشجار أنها تمنح الخضرة والظل والثمر ثم.. تموت واقفة.