محمود سامي البارودي ـ الأخلاق مواهب
| وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ أَنْ يَعِيشَ مُحَسَّــداً | | تَنَـازَعُ فِيهِ النَّاجِــذَيْنِ اْلأَنَامِـلُ |
| لَعَمْرُكَ مَـــا الأَخْلاَقُ إِلاَّ مَوَاهِبٌ | | مقسَّــمةٌ بينَ الورى، وفـواضلُ |
| وَما الناسُ إلاَّ كادحـــانِ: فعالمٌ | | يســيرُ على قصدٍ، وَآخرُ جاهلُ |
| فذو العلمِ مأخوذٌ بأســـبابِ علمهِ | | وَذُو الْجَهْلِ مَقْطُوعُ الْقَرِينَةِ جَـافِلُ |
أبو القاسمِ الشَّابي ـ أحلامُ الشباب
| ألا إنَّ أحْلامَ الشَّـــــبابِ ضَئيلَةٌ | | تُحَطِّمُهـــا مثلَ الغُصونِ المَصائبُ |
| ســألتُ الدَّياجي عنْ أماني شَـبيبَتي | | فقـالتْ تَرامَتْهـــا الرِّياحُ الجَوائِبُ |
| ولمَّا ســألْتُ الرِّيحَ عنهــا أجابَني | | تَلَقَّفَهــا سَــــيْلُ القَضا والنَّوائبُ |
| فَصارتْ عَفــاءً واضْمَحَـلَّتْ كَذَرَّةٍ | | على الشَّاطئ المَحْمومِ والموجُ صاخِبُ |
أبو العلاء المعري ـ صحَّةُ العقل
| لا تَفرَحَنَّ بِفَألٍ إِن سَــــمِعتَ بِهِ | | وَلا تَطَيَّرَ إِذا مــا ناعِبٌ نَعَـــبا |
| فَالخَطبُ أَفظَعُ مِن سَـــرّاءَ تَأمُلُها | | وَالأَمرُ أَيسَـرُ مِن أَن تُضمِرَ الرُعُبا |
| إِذا تَفَكَّرتَ فِكراً لا يُمـــــازِجُهُ | | فَســادُ عَقلٍ صَحيحٍ هانَ ما صَعُبا |
| فَاللُبُّ إِن صَحَّ أَعطى النَفسَ فَترَتَهـا | | حَتّى تَموتَ وَسَــــمّى جِدَّها لَعِبا |
ابن عبد ربه الأندلسي ـ طمو
| وَالحُـــرُّ لا يَكْتَفي مِنْ نَيْلِ مَكْرُمَةٍ | | حَتَّى يَرُومَ الَّتي مِنْ دُونِهَــا الْعَطَبُ |
| يَسْــــعى بِهِ أَمَلٌ مِنْ دُونهُ أَجَلٌ | | إِنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْــــتَدْعِهِ رَغَبُ |
| لِذَاكَ مَا سَـــالَ مُوسَى رَبَّهُ أَرِني | | أَنْظُرْ إِلَيْكَ وَفي تَسْــــالِهِ عَجَبُ |
| يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيمـــا نَالَ مِنْ كَرَمٍ | | وَهْـوَ النَّجِـيُّ لَدَيْه الوَحْيُ والكُّتُبُ |