روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 437

محمود سامي البارودي ـ الأخلاق مواهب

وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ أَنْ يَعِيشَ مُحَسَّــداً تَنَـازَعُ فِيهِ النَّاجِــذَيْنِ اْلأَنَامِـلُ
لَعَمْرُكَ مَـــا الأَخْلاَقُ إِلاَّ مَوَاهِبٌ مقسَّــمةٌ بينَ الورى، وفـواضلُ
وَما الناسُ إلاَّ كادحـــانِ: فعالمٌ يســيرُ على قصدٍ، وَآخرُ جاهلُ
فذو العلمِ مأخوذٌ بأســـبابِ علمهِ وَذُو الْجَهْلِ مَقْطُوعُ الْقَرِينَةِ جَـافِلُ

أبو القاسمِ الشَّابي ـ أحلامُ الشباب

ألا إنَّ أحْلامَ الشَّـــــبابِ ضَئيلَةٌ تُحَطِّمُهـــا مثلَ الغُصونِ المَصائبُ
ســألتُ الدَّياجي عنْ أماني شَـبيبَتي فقـالتْ تَرامَتْهـــا الرِّياحُ الجَوائِبُ
ولمَّا ســألْتُ الرِّيحَ عنهــا أجابَني تَلَقَّفَهــا سَــــيْلُ القَضا والنَّوائبُ
فَصارتْ عَفــاءً واضْمَحَـلَّتْ كَذَرَّةٍ على الشَّاطئ المَحْمومِ والموجُ صاخِبُ

أبو العلاء المعري ـ صحَّةُ العقل

لا تَفرَحَنَّ بِفَألٍ إِن سَــــمِعتَ بِهِ وَلا تَطَيَّرَ إِذا مــا ناعِبٌ نَعَـــبا
فَالخَطبُ أَفظَعُ مِن سَـــرّاءَ تَأمُلُها وَالأَمرُ أَيسَـرُ مِن أَن تُضمِرَ الرُعُبا
إِذا تَفَكَّرتَ فِكراً لا يُمـــــازِجُهُ فَســادُ عَقلٍ صَحيحٍ هانَ ما صَعُبا
فَاللُبُّ إِن صَحَّ أَعطى النَفسَ فَترَتَهـا حَتّى تَموتَ وَسَــــمّى جِدَّها لَعِبا

ابن عبد ربه الأندلسي ـ طمو

وَالحُـــرُّ لا يَكْتَفي مِنْ نَيْلِ مَكْرُمَةٍ حَتَّى يَرُومَ الَّتي مِنْ دُونِهَــا الْعَطَبُ
يَسْــــعى بِهِ أَمَلٌ مِنْ دُونهُ أَجَلٌ إِنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْــــتَدْعِهِ رَغَبُ
لِذَاكَ مَا سَـــالَ مُوسَى رَبَّهُ أَرِني أَنْظُرْ إِلَيْكَ وَفي تَسْــــالِهِ عَجَبُ
يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيمـــا نَالَ مِنْ كَرَمٍ وَهْـوَ النَّجِـيُّ لَدَيْه الوَحْيُ والكُّتُبُ