محليات

تنسيق أمريكي- فرنسي بشأن الملف اللبناني القوات تواصل تحريضها والثنائي يؤكد أن الحوار هو المدخل لملء الفراغ الرئاسي

بقلم: محمد الضيقة

وسط هذه المخاوف تتحرك اللجنة الخماسية في الداخل حيث يلتقي أعضاؤها بالكتل السياسية الفاعلة في سياق تحرك هو امتداد لتحرك دولي تقوده باريس باتجاه واشنطن.

أوساط سياسية متابعة أوضحت أن آخر اقتراحات اللجنة التي حاولت تسويقه خلال لقاءاتها هو البحث عن خيار ثالث بذريعة كسر الجمود بشأن الفراغ الرئاسي، إلا أن هذا السعي – تقول الأوساط – والذي يهدف إلى إيجاد نقاط مشتركة بين المكونات السياسية ما زال يصطدم بموقف القوات اللبنانية، لأن الثنائي الوطني لم يرفض البحث بمثل هذا الخيار، إلا أنه اشترط أن يحصل حوار بين الكتل النيابية وعلى ضوء نتائج هذا الحوار يتم الدعوة إلى جلسة انتخاب.

وأشارت الأوساط إلى أن تعنت القوات اللبنانية وحلفاءها ما زال يشكل عقبة أساسية، وهذا يعني كما تؤكد هذه الأوساط أن الأفق والتوافق ما زال غائباً ومن أن فرضية التفاهم مستحيلة خصوصاً في ظل التصعيد التي تقوده القوات اللبنانية وآخر صرعات تحريضها على المقاومة وحزب الله هو العمل من أجل عقد مؤتمر في معراب لمناقشة القرار الدولي 1701.

وأضافت الأوساط أن فشل سفراء اللجنة الخماسية يعني أن لا زيارة للمبعوث الفرنسي إيف سان دو لوريان ولا للمبعوث الأمريكي هوكشتاين، وكل التقارير التي تتحدث عن مجيئهما إلى بيروت هي مجرد فقاعات صابون.

واعتبرت الأوساط أن اللقاء الذي عقد في باريس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون والرئيس الفرنسي ماكرون لن يبدل في المشهد المعقّد شيئاً، فكل فريق متمسك بثوابته ولن يتخلى عنها، فالقوات اللبنانية مكلفة من واشنطن ومن بعض دول الخليج بالعمل على توتير المناخ الداخلي من أجل إرباك المقاومة التي تواجه العدو في الجنوب، في حين أن محور المقاومة الذي يصر على الحوار كمدخل لملء الشغور الرئاسي، ويعتبر أنه في ظل استمرار العدوان على غزة وعلى لبنان من الصعب التوصل إلى أي صيغة تفاهم، ولفتت الأوساط إلى أن باريس لم تيأس من محاولاتها المتكررة من أجل فصل المسارين اللبناني والفلسطيني وهذا ما سيسعى إليه وزير خارجيتها المرتقب وصوله خلال هذا الأسبوع إلى بيروت في إطار جولة ستشمل السعودية والأراضي المحتلة.

وأكدت الأوساط أن باريس تنسق حركتها مع واشنطن خصوصاً بعد أن تبين للعاصمتين أن العدوان الصهيوني على غزة قد يستمر لفترة طويلة، وهذا يعني أن هناك مخاوف لدى العاصمة الفرنسية كما العاصمة الأمريكية من أن تتدحرج المواجهات الدائرة حتى الآن وفق قواعد اشتباك مضبوطة نحو حرب شاملة، لن يتمكن الكيان الصهيوني من الصمود فيها، خصوصاً بعد دخول طهران على خط المواجهات، وخوف العاصمتين يكمن من أنَّ أي حرب شاملة لن تهدد وجود الكيان الصهيوني فقط بل ستهدد مصالحهما في المنطقة، لأن انتصار محور المقاومة في هذه المواجهة سيعني أنه سيكون للشرق الأوسط نظام إقليمي جديد، يد الطولى فيه لمحور المقاومة.