حبر على ورق

حبر على ورق 438

بقلم غسان عبد الله

موقف‏

لي نجمةٌ في الروحِ..‏ لي في الحلمِ مملكةٌ.. ولي في الأرضِ أُغنيةٌ‏ وأُفْقٌ واسعٌ أخضرُ..‏ فإن دارتْ عليَّ الأرضُ،‏ وانسدَّتْ منافذُها‏.. أضمُّ العينَ‏.. أجمع ما تبقى من حنان الآس،‏ والأطياف،‏ والعنبرْ.‏

الغيمة

مرت الغيمةُ‏ فوق السنبلةْ.. خجلاً‏.. قالت مياهُ الغيمةِ المستعجلةْ‏: “كم من البور العطاش‏ والعيون الحائرةْ.. ترقُب الآن‏ هطول الزوبعةْ؟!!.

شيخوخة

تأمل وجهه‏.. قمصانَهُ..‏ كتباً على رفٍّ قديم‏ من خشَبْ‏.. تصاويراً‏ لجدته‏ تقول:‏ وكان يا ما كانْ‏.. وأشياءً بلا دفءٍ‏ ولا ألوانْ..‏ تلمّس بعضَها.. سَقَطَتْ‏.. تفَحّصَ وجهَهُ مراتٍ‏ فأدركَ حالَهُ ثم انتحبْ.‏

البحر

للبحرِ،‏ طبع‏ لن تغيِّرَهْ الشواطئُ‏ لن يعاشرَ،‏ عمقَهُ،‏ إلاّ مدارهْ…‏ منذ اصطفاني البحرُ،‏ أرَّقَني،‏ وعلمَّني‏ بأن بداية الأشياءِ،‏ لا تهوى‏ كما البحر العميقْ.. ولا تهادنْ مرّةً‏ ومغالق الأشياءِ،‏ كالقيعانِ،‏ موصدةَ‏ وزينتها الغريقْ‏.. قد يستوي‏ في موجِهِ‏ زبدٌ‏ يدورُ‏.. ونورسٌ حِلو يفتشُ عن وديعتهِ‏ وما يسعى لهُ‏ ليس احتمالاً‏ أن يكونَ البحرُ‏ غير البحر،‏ أمسِ‏ تيمَّم القلبُ،‏ ازدهى‏ صلَّى‏ على أعتابه،‏ واختارَ‏ شاطئه،‏ طريقْ‏.