روائع الشعر العربي 438
أبو العلاء المعرّي ـ القبحُ والجمال
أَرى زَمَـناً تَقــادَمَ غَيرَ فانٍ | فَسُــبحانَ المُهَيمِنِ ذي الكَمالِ | |
قَدِ اِكتَحَلَت عُيـونٌ لِلثُرَيّا | بِما يُربي عَلى كُثُبِ الرِمالِ | |
غَدَونا سـائِرينَ عَلى وِفـازٍ | صُحاةً مِثلَ شُرّابِ ثِمالِ | |
عَلَى الفَرَسَينِ لا فَرَسَي رِهانٍ | أَوِ الجَمَلَينِ لَيسا كَالجِمالِ | |
فَلا يُعجَب بِصورَتِهِ جَميلٌ | فَإِنَّ القُبحَ يُطوى كَالجَمالِ |
يحي بن زيد الحارثي ـ الشيب
دع التصابي فإن الشـيب قد لاحا | أو قد أراك قبيل الشـيب ممزاحا | |
وقد يعيب الفتى وخط المشيب به | إذا غدا مرةً للّهو أو راحا | |
والشيب يقطع من ذي اللهو شرته | ويذهب المزح ممـن كان مزّاحا | |
والشـــيب سابقةً للموت قدمه | ثم ترى المـوت للأقوام فضّاحا |
ابن رشيق القيرواني ـ هو المرء
فَقُلْ لِصُروفِ الدَّهْرِ ضُرِّي أَوِ انْفَعي | فَإِنّيَ مِنْ مَثْوَىً بَعيدٍ عَلــى قُرْبِ | |
هُوَ المَـرْءُ أَمَّـا جارُهُ فَهْـوَ آمِنٌ | وَأَمّا الْعِدى وَالمَالُ مِنْهُ فَفي رُعْبِ | |
مَتى يَدْعُـهُ الدَّاعي لِدَفْعِ مُلِمَّــةٍ | تُجاوِبْهْ مَنْصُورَ اليَدَيْنِ عَلى الَخْطْبِ |
الشافعي ـ الحكمة
لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ | يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهـلِ | |
وَلا يَنالُ العِلمَ إِلا فَتـىً | خالٍ مِـنَ الأَفكارِ وَالشُــغلِ | |
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّـذي | سـارَت بِهِ الـرُكبانُ بِالفَضلِ | |
بُلي بِفَقــرٍ وَعِيالٍ لَما | فَـرَّقَ بَينَ الـتِبنِ وَالبَقـلِ |