باريس تتحرك وفق الأجندة الصهيونية وحزب الله يؤكد لا حوار قبل وقف العدوان على غزة
بقلم محمد الضيقة
كل الزيارات لمبعوثين إقليميين ودوليين إلى بيروت لم ينجحوا في تحقيق أي تقدم على صعيد إنجاز الملف الرئاسي، إضافة إلى مسألة تبريد الجبهة الجنوبية، هذا الفشل واكبه تصعيدٌ في الجبهة الجنوبية وارتفاع وتيرة التصعيد في الداخل عبر مواقف مباشرة للقوات اللبنانية وحلفائها..
أوساط سياسية متابعة أشارت إلى عدم تمكن المبادرة من تحقيق أي اختراق لا على صعيد الأزمة الداخلية ولا صعيد تبريد المواجهات التي تدور رحاها على الحدود اللبنانية – الفلسطينية، معتبرة أن هذا الفشل سببه أن كل المبادرات تنطلق على خلفية من أن الكيان الصهيوني قد حقق انتصاراً على المقاومة، وهذا ما تعكسه مواقف القوات اللبنانية من خلال مواقفها التصعيدية في مواجهة المقاومة، في حين أن الحقيقة مختلفة جذرياً، فالعدو الصهيوني يواجه عشرات الأزمات المستعصية على الحلول، سواء مسألة التشرذم في الشارع الإسرائيلي أو نكساته في مواجهة المقاومة في غزة، إضافة إلى ذلك التبدل الجذري في الرأي العام الدولي اتجاه القضية الفلسطينية والتي يتم التعبير عنها في كل عواصم العالم، والأخطر فيها حسب هذه الأوساط ما تشهده الجامعات الأمريكية.
وتضيف الأوساط أن عملية طوفان الأقصى قد أحدثت تغييرات جذرية اتجاه الملف الفلسطيني وباتت مسألة وجودية الكيان مسألة وقت، وبالتالي فإن محور المقاومة سيواصل تحقيق الانتصارات ومراكمتها حتى يحين وقت المعركة الكبرى، هذا تؤكده حقيقة المواجهات حتى الآن، وهذا الواقع يقرأه حزب الله جيداً كما يقرأه الغرب عموماً والذي يحاول إنقاذ الكيان من نفسه.
واعتبرت الأوساط أن الجهد الفرنسي الهادف إلى تبريد الجبهة الجنوبية والذي تواكبه مواقف مماثلة للمبعوث الأمريكي هوكشتاين تصب في نفس الاتجاه، وهو حماية الكيان الصهيوني، وهذا الذي يدفع حزب الله إلى التمسك بمواقفه ولن يحيد عنها مهما تعرض للضغوط من الخارج والداخل، ومؤكداً أنه من اليوم الأول لانخراطه في الحرب حدد موقفه أن عملياته ضد العدو ستتواصل ما دام العدوان الصهيوني يواصل حربه على قطاع غزة. وهذا يقود حسب الأوساط أن ملء الشغور الرئاسي مرتبط بشكل وثيق بما يجري في غزة.
وتؤكد الأوساط أن القوات اللبنانية تراهن على تطورات الحرب الدائرة في غزة أو تلك الدائرة جنوبي لبنان أن تأتي لصالحها من أجل الاستثمار بها في ملف رئاسة الجمهورية وبقية الملفات المرتبطة بهذا الاستحقاق.
وفق هذا الرهان يعني أن الفريقين، القوات اللبنانية وحلفاؤها وفريق محور المقاومة ينتظران ما سينتج عن حرب غزة وبالتالي فإن كل الملفات اللبنانية العالقة ستؤجل إلى أمد بعيد لأنه وكما يبدو أن الكيان الصهيوني لن يوقف عدوانه حتى يحقق ولو انتصاراً صغيراً يتمكن من خلاله نتنياهو من الحفاظ على حكومته المهددة بالانهيار كل لحظة، وهذا ربما سيحصل قريباً في حال نجحت الوساطات الدولية والإقليمية في إلزام العدو بوقف إطلاق النار ولو لفترة محدودة.