روائع الشعر العربي 441
زكي مبارك ـ خيانةُ صديق
قضيتُ الليلَ في كربٍ شديدِ | متى تخلو حياتي من كروبي | |
صديقٌ خانَنِي وأضاعَ عهدي | لماذا كلُّ هذا يا حبيبي | |
وكنتُ ظننتُ أنّكَ لي صديقٌ | وأنّكَ في حياتي من نصيبي | |
ظننتُ فما رأيتُ سوى خيالٍ | وحُسْنُ الظّنِّ عيبٌ من عيوني | |
تَرَكْتَ مودَّتِي جهراً لأنّي | غدوتُ وليس قرشٌ في جيوبي |
ابراهيم الحضرمي ـ وعظٌ لمعتبر
يا من يغلظُ للبنيانِ طينتَهُ | اغْسِلْ يديكَ فقد نُوديتَ للسفر | |
خلِّ الديارَ وخلِّ الطينَ يعمُرُهُ | مَنْ سوفَ يتركُهُ للريحِ والمطر | |
إنّا لنُعَمّرُ دنيانا لنسكُنَها | هيهات لا سكنَ فيها سوى الحفر | |
كم قبْلَنا أممٌ كانوا أُولِي لَجَب | أضحتْ مساكِنُهُم وعظاً لمعتبر |
الشافعي ـ الزمان وأهله
كُن ساكِناً في ذا الزَمانِ بِسَيرِهِ | وَعَنِ الوَرى كُن راهِباً في دَيرِهِ | |
وَاِغسِل يَدَيكَ مِنَ الزَمانِ وَأَهلِهِ | وَاِحذَر مَوَدَّتَهُم تَنَل مِن خَيرِهِ | |
إِنّي اِطَّلَعتُ فَلَم أَجِد لي صاحِباً | أَصحَبُهُ في الدَهرِ وَلا في غَيرِهِ | |
فَتَرَكتُ أَسفَلَهُم لَكَثرَةِ شَرِّهِ | وَتَرَكتُ أَعلاهُم لِقِلَّةِ خَيرِهِ |
بشار بن برد ـ عتب على الزمان
عَتَبتُ عَلى الزَمانِ وَأَيُّ حَيٍّ | مِنَ الأَحياءِ أَعتَبَهُ الزَمانُ | |
وَآمِنةٍ مِنَ الحَدَثانِ تَزري | عَلَيَّ وَلَيسَ مِن حَدَثٍ أَمانُ | |
وَلَيسَ بِزائِلٍ يَرمي وَيُرمى | مُعانٌ مَرَّةً أَو مُستَعانُ | |
مِتى تَأبَ الكَرامَةَ مِن كَريمٍ | فَما لَكَ عِندَهُ إِلاّ الهَوانُ |