حبر على ورق

حبر على ورق 441

بقلم غسان عبد الله

الهواجس

أعبئ في جعبتي الذكريات.. أرتبها مثلما أفردتني غريباً على سدة الوقت أو ريشةً في مهب الحياة.. وأمسح عنها غبار الزمان لتبقى المرايا كما شئتها في وضوحي.. على صفحة الماء حيث أرى رغبتي في اقتناص النجاة.. ولا شيء يبعث فيّ الهواجس إلا رياح تناكف رملاً وعمراً توزع بين الشتات.

السؤال

أصبو إلى فرحٍ ناشزٍ في أقاصي الخيالْ.. وَاعدَ الروحَ يوماً بشهد الحياة.. وما يُطفأ الهمُ حين يثور بصدري السؤالْ: إلى أين تمضي..؟ وكل الدروب نهاياتها تلتقي في خريف الليالي الطوالْ؟.. فمن أي دربٍ سأعبر نحوي؟ وفي أي فصلٍ سيورق غصني؟.. ويزهر عمري..؟ ليمتصّ نحلي رحيق الوصالْ؟.

النفس

أمامي تنمحي السبلُ.. فلا نفسي تؤجّلني لتعبرِ موجةٌ تحتي بلا خَرَقٍ ولا غَرَقِ.. ولا رؤيايَ تحملني وفي قدميّ شوقٌ ما له حدٌ.. وفيه الحزنُ والوجلُ.. يسابقني لأدخل ساحة الإشراق حيث الروح بالأنوار تكتحلُ.. هناك النفس ساكنةٌ تحب صفاءها أملاً وكأسُ الحب يكتملُ.

العودة

رمى في حفرة النسيان رغبته وظل ينوح في أحداقه البصرُ.. وكان زمانه كهلاً فسار به على مَهَلٍ ينقّله على جمر السنينِ كما يشاء بدربه القدرُ.. رمى دمعاً.. وعاطفةً.. وشوقاً… أحرقَ الأسمالَ واحترقت بها الحفرُ.. ولمّا عاد متشحاً بثوب الليل فزّ الدمعُ والأشواقُ والصّورُ.