حول مجزرة خيم رفح
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري الذي خصصته لمتابعة التطورات في فلسطين المحتلة وآخر التطورات في مدينة رفح، وصدر عنها البيان التالي:
دخلنا في اليوم الرابع والثلاثين بعد المئتين وما زال العدو الصهيوني مستمراً في ارتكابه للمجازر الرهيبة التي يندى لها جبين الإنسانية، وآخرها محرقة خيام النازحين التي فاقت كل تصور وذهب ضحيتها العديد من الأطفال والنساء منهم من تفحمت جثثهم وأصيب قرابة مائتين وخمسين آخرين بجروح وحروق، إن هذه الجريمة الشنعاء التي يرتكبها العدو الصهيوني في رفح وفي كل غزة وسط سكوت مطبق من العالم الذي يسمي نفسه بالعالم المتحضر، هو دليل على أن المعركة هي معركة الإنسانية ضد الوحشية الحيوانية التي يعبر عنها الكيان الصهيوني أفضل تعبير. ونحن أمام هذه المصيبة الجديدة والجريمة الجديدة نعتقد أن العدو الصهيوني إنما يفعل ذلك نتيجة ضعفه ونتيجة هزيمته، ونتيجة أن المقاومة ما زالت إلى اليوم تقتل في جنوده وتجرح وتأسر وتدمر آلياته كاليوم الأول بل ولعله أكثر من اليوم الأول، لذلك فإن ردة الفعل هذه إن عبرت عن شيء فإنها تعبر عن الضعف والهزيمة التي يجب أن يقر بها العدو الصهيوني قبل وصول الأمور إلى أعظم من ذلك. ونحن نعتقد أنه إذا ما تمادى العدو الصهيوني في جرائمه فإنه سيصل حتماً إلى زوال كيانه والذي بات قريباً وقريباً جداً.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئته الإدارية نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني بمجزرة في خيام النازحين، التي تعرضت لغارات من طائرات العدو الصهيوني في محيط مخازن الأونروا شمال غرب رفح وراح ضحيتها أكثر من خمس وأربعين شهيداً معظمهم من النساء والأطفال والعديد منهم تفحمت جثثهم، وأصيب قرابة مئتين وخمسين آخرين بجروح وحروق، إننا في تجمع العلماء المسلمين ندعو العالم وندعو المؤسسات الإنسانية في العالم لأن تهب هبة رجل واحد من أجل أن تقف بوجه جرائم العدو الصهيوني.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لجنود الجيش المصري الذين أطلقوا النار تجاه جنود الجيش الصهيوني مقابل رفح وهذه المسألة تعبر عن أن هذا الجيش إن أراد فإنه يستطيع أن يفعل فعلاً عزيزاً وقوياً ويمكن أن يؤثر في مجريات الأمور، وبالتالي فإننا نعلق أمالاً كبيرة على أن تنهض مصر بواجبها الوطني والقومي والإسلامي، وتقدم للقضية الفلسطينية ما يجب أن تقدمه كجزء من هذه الأمة، ولكي تكون كما أرادها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قلب العروبة النابض.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لكتائب عز الدين القسام الذين استطاعوا استدراج قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا واشتبكت معهم من مسافة صفر وأوقعتهم بين قتيل وجريح وأسير، هذا يؤكد أن المقاومة حاضرة وقوية وهي كاليوم الأول ما زالت تستطيع أن تفعل فعلاً كبيراً وإعجازياً وأسطورياً، ونتوجه بالتحية أيضاً لها على قصفها لتل أبيب بدفعة من الصواريخ التي ظن العدو الصهيوني أنه قد انتهى منها، وأنها أصبحت غير موجودة، ما يؤكد كذب هذا الكيان في أنه حقق شيئاً على صعيد غزوه لغزة.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام قوات العدو الصهيوني بقصف مدخل مستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، ما أدى إلى ارتفاع شهيد وعشرة جرحى من المدنيين، وهذا الاستهداف لمؤسسة إنسانية طبية لعلاج المستضعفين هو دليل على همجية ووحشية العدو الصهيوني، ونحن ننتظر من المقاومة الرد المناسب والموجع والذي سيمنع العدو عن التمادي في غيه وإجرامه.