عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 444

بقلم غسان عبد الله

أقرأُ طيفَكَ

أُنشِد في صهوات الليل الدائر بالوجدِ أغاني الطينِ الطافحِ بالتوقِ أعبق مثلَ نسيمٍ يخرج من ثغر البرقِ أفرش من عبقي ورداً فوق سرير الأوردةِ النشوانة يستلقي أُصبحُ شيئاً سمْحاً، أقرأ طيفَكَ لمحاً يختصر الأشكالَ بديعاً وبغمر الشوقِ أدقّ على قرصِ الليلِ وأرقص، أرقص نشوانَ الروحِ ومن فرحي العارمِ.. أبكي.

الشاعر

يحيا في المنفى إن فجَّرَ في أصدافِ الكلماتِ الياقوتْ أو أثخنَ في الثلجِ النارْ أو أضرمَ في الخمرِ ضفائرَ مُهْرتهِ أو أطفأ في الخمر حرائقَ مهجتهِ فالشاعر في كلِّ الأسبابْ مكتوبٌ مكبوتْ يحمل حلمَ النعشِ ويُدفن وعداً في تابوتْ الشاعر ينشأ في المنفى يبحث عن ظلٍّ أخْضَرْ.. عن قمرٍ عنبي العينينْ.. عن طفلةِ روحٍ ويَدَيْنْ.. عن سنبلةٍ تطمر كحنان الأمْ.. عن لغةٍ تمطر في الوصل ويحلو في المنفى الضمْ.. عن سيفٍ ماسيٍّ يخرق قلبَ الضيْمْ.. عن نارٍ تقذف للثلج مَشيمَتَها فيصيح الرعدُ ويَهمي الغيمْ.. الشاعر يُبعث في الظلمةْ.. يتوحّد بالكلمةْ وإذا فار التنّورْ.. يخلع منفاهُ ويعيشُ الأُمّةْ.

وصية

غداً.. يا صغيري إذا استأْثَرَتْكَ السواقي وناداكَ نهرُ البنفسجِ واستحضرتْكَ الفصولُ ودبّتْ بكَ الرعشةُ الحانيةْ ورمْتَ التفتّحَ عبر الهواءِ لتصبحَ غصناً وريفاً فكن واثقاً من نشيدكَ.. إنّ هديلَ الظلالِ قريرُ الشجرْ.. وإنّ ضفافَ السواقي مآقٍ تبثّ الفصولَ أغاني القمرْ غداً.. يا صغيري إذا ما كبرتَ وشاهدتَ قبحَ المرايا يطارد يومَكْ وراحتْ تقوِّض فوضى المدينةِ حلْمَكْ فلا تبتئسْ.. أرسلِ الطرفَ صوبَ النجوم وطوّفْ بعينيكَ قل باعتدادٍ كبيرْ: أبي عاش حيَّ الضميرْ يوزع أنفاسَهُ في تتبّعِ لحنِ السواقي يتوق لحبٍ يضمّ البلاد ويمهرُ ذاتَهْ شموعاً بدرب الظلام.. وفوق زهور السلام يذيب حياتَهْ.

للمشتاق

مطرٌ يهمي على الزيتون، والصمتُ بذارْ… أيها المشتاقُ، هل في البال يمٌّ أم يَمامْ؟! أيها الطائر أخبرني أقمحاً في حقول الغيب تلقى أم غمامْ؟!! كلما ضجّ الأسى داخلَ عشبٍ ذَبلَ العشُّ وطارتْ كلُّ أسرابِ الكلامْ.