محليات

في ظل أكثر من مبادرة لملء الفراغ الرئاسي القوات تعرقل وتسعى إلى فدرلة لبنان وصولاً إلى تقسيمه

بقلم: محمد الضيقة

وللغاية ذاتها تجمع الاعتدال الوطني يواصل تحركاته، كذلك يتحرك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بكل الاتجاهات ويجري حوارات مع كافة الأطراف والهدف أيضاً هو رئاسة الجمهورية.

وكان قد سبق هذه التحركات تحرك لباريس فشلت في جسر الهوة بين القوى السياسية، كذلك فشلت أيضاً اللجنة الخماسية في إقناع الفرقاء السياسيين بصيغة تسوية.

أوساط سياسية متابعة لهذه التحركات أكدت أن لا سبيل لتحريك الملف الرئاسي والوصول به إلى خواتم إيجابية، إلا بقبول كافة القوى بالجلوس إلى طاولة الحوار وكما يبدو أن القوات اللبنانية وحلفاءها في حزب الكتائب وما تبقى من 14 آذار ما زالوا يرفضون هذه التسوية، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن الأزمة باقية على حالها لأنه من الصعب جداً في ظل التوازنات القائمة في البرلمان بين الفريقين، لا تسمح لفريق بتأمين النصاب المطلوب وهو 86 نائباً من أجل أن تصبح جلسة الانتخاب شرعية.

وتضيف الأوساط أن المطلوب من هذه الأطراف التي تحمل مبادرات، إقناع القوات اللبنانية وحلفائها من أن الحوار أو التشاور هو الممر الإلزامي لإنجاز هذا الاستحقاق وأنه لا بد منه أولاً، وثانياً معتبرة أن ذرائع القوات اللبنانية التي اتهمها الموفد الفرنسي من أنها العقبة أمام ملء الفراغ الرئاسي للحوار ليست في مكانها لأنه لا سبيل غير هذا الخيار لإخراج انتخاب الرئيس من الدوران في حلقة مفرغة.

واعتبرت الأوساط تمسك القوات بمواقفها ولا تبدي استعداداً لتسهيل المهمة تؤشر إلى أن رفض جعجع لخيار الحوار يعني أن له مشروعاً آخراً، لافتة في هذا السياق إلى عشرات المواقف لمسؤولين في هذا الحزب يتحدثون عن صعوبة التعايش بين المكونات اللبنانية، أي أن القوات برفضها تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية تسعى إلى خلق أمر واقع، حتى تصبح الفيدرالية مسألة مطلوبة للخروج من مأزق الفراغ، وهذا الخيار القديم الجديد في أجندة القوات اللبنانية قد يكون مدعوماً من واشنطن ومن الرياض لأن هاتين العاصمتين تعتبران مثل هذا الخيار قد يربك المقاومة ويضعف موقف لبنان في ظل المواجهات الدائرة مع العدو الصهيوني.

وتقول الأوساط أن آخر بدع سمير جعجع كانت اتصاله بجبران باسيل والطلب منه تأييد ترشيحه لرئاسة الجمهورية بذريعة إقفال الطريق أمام تيار المردة سليمان فرنجية، معتبرة هذا الطلب من جعجع يؤشر إلى أنه ليس مستعجلاً لانتخاب رئيس وهو الذي يعلم جيداً استحالة القبول بترشيحه ليس من الثنائي الوطني وحلفائهم بل من التيار الوطني الحر.

وأكدت الأوساط أن الحوار تفرضه الظروف التي يمر بها لبنان والتوازنات داخل البرلمان، وأن موقف القوات هو مجرد ذريعة لتعطيل العملية الانتخابية لأن رياحها لا تجري حسب مسار سفنها، لأنها ما زالت تحلم على الأقل بالفيدرالية باعتبار أن وقعها محمول أمام مصطلح التقسيم.

وتساءلت الأوساط لماذا هذا الرفض من القوات للحوار؟! خصوصاً أن لبنان اعتاد اللجوء أمام الأزمات التي يمر بها إلى الحوار والتشاور والتفاهم من أجل الوصول للحل، مؤكدة أن هذا الرفض لا يمكن تفسيره إلا أن القوات لا تريد رئيساً للجمهورية إذا لم يكن من فريقها، وبما أن هذا مستحيل فإنها تسعى إلى إبقاء هذا الانقسام بهدف الوصول إلى الفيدرالية.