المقاومة تُحرق فخرَ الّصناعة الجوّية الإسرائيلية
بقلم: زينب عدنان زراقط
في عرض السماء، الطائرة الحربية الإسرائيلية التي اعتدت على بيوت الناس وعلى المدنيين، “انظروا إليها تحترق”… مشهدٌ محفورٌ في وجدان اللبنانيين والمجاهدين، مشابهٌ لما حصل سابقاً عندما ضربت المقاومة الإسلامية البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية “ساعر” – عام 2006 – مقابل شاطئ بيروت واحترقت..
بالأمس استطاعوا أن يتصدّوا بحراً، واليوم “حزب الله” يثبت تفوّقه على إحدى أهم الطائرات الإسرائيلية الحربية والباهظة الثمن – بتكلفة بقيمة ملايين الدولارات – طائرة هرمز وهي فخر الصناعة “الإسرائيلية” فأسقطت لتصبح كومة حديد محترق، تعكس اقتدار المقاومة وتمكّنها وحيازتها العديد من المفاجآت التي لم تُفصح عنها بعد.. فما هي أهمية هذه الطائرة الحربية “هرمز” وتفاصيل إسقاطها ومخاوف العدو على إثرها؟ وما هي الإنجازات التكتيكية العسكرية التي حقّقتها المقاومة مُثبّتة قواعد الاشتباك ولجمت حماقة العدو؟.
“فخر الصناعة الإسرائيلية” سقطت!!
في تفاصيل العملية الأخيرة، قالت المقاومة في بيانها إن عملية الإسقاط جاءت بعد أن كمن المجاهدون لهذ المسيرة الصهيونية من نوع “هرمز 900″، والتي “كانت تعتدي على أهلنا وقرانا”. حيث تم استهدافها فوق الأراضي اللبنانية من الخطوط الأمامية بالأسلحة المناسبة وإسقاطها – دون الإفصاح عن نوع الصاروخ الذي أُطلق – وهو يوضح ما للمقاومة من قدرات في الدفاع الجوي. كما وأكدت أن هذه العملية أيضاً، أتت بعد رصد وترقب ومتابعة دقيقة لمسيرات العدو التي تقوم بالاغتيالات واستهداف المنازل الآمنة. وأشار البيان إلى أن إسقاط المسيّرة جاء “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة”. ولاحقاً، أكّد المتحدث باسم “جيش” العدو الصهيوني إسقاط مسيّرة صهيونية فوق جنوب لبنان، وأقرّ جيش العدو بأنه “قبل قليل، أُطلق صاروخ أرض- جو تجاه طائرة من دون طيّار تابعة لسلاح الجو الصهيوني كانت تحلّق في سماء لبنان، ما أدى إلى إصابتها وسقوطها في الأراضي اللبنانية”.
وأظهرت مشاهد مصوّرة بكاميرات المواطنين سقوط المسيّرة بشكل عمودي بعد إصابتها بصاروخ دفاع جوي أطلق عليها في منطقة الريحان في إقليم التفاح قرب جزين جنوبي لبنان. وبإسقاط المقاومة الإسلامية طائرة هرمز 900 المسيّرة اليوم، يرتفع عدد المسيّرات التي استهدفتها المقاومة وأصابتها، منذ بداية طوفان الأقصى في لبنان إلى ثلاث من نوع هرمز 900، سقطت تباعاً في دير ميماس، دير كيفا، واليوم في مرتفعات الريحان. بالإضافة إلى مسيّرتين من نوع هرمز 450، أُسقطت اثنتان في مرتفعات الريحان، ومسيّرتان من نوع سكاي لارك أسقطتا في المنطقة الحدودية. ما يُشيرُ إلى إذعانٍ صاخب عن مدى معرفة وإدراك “حزب الله” بالتفاصيل التكتيكية للطائرات الإسرائيلية المهمة والتي يعتبرها فخر الصناعة الإسرائيلية!. ضاربةً القيمة العسكرية والتجارية لعائلة طائرات “الهرمز” بنوعيها (450 – 900) بعد إسقاطها بدفاعات وصواريخ المقاومة.
قال ضابط كبير سابق شغل مواقع قيادية في أحد الجيوش العربية وتولى مناصب وخاض حروباً إن ما كشفه حزب الله من أسلحة وعتاد حربي كمفاجآت حربية من صاروخ بركان ثم صاروخ برق المزوّد بكاميرا وصولاً إلى إسقاطه طائرة هرمز 900 التي تحلق على ارتفاعات عالية، وأمس في استخدامه لطائرة مسيرة لإطلاق صواريخ جو أرض يؤكد أنه يملك لأيام الحرب الكبرى – إذا وقعت – أضعاف هذه المفاجآت كماً ونوعاً فهو يُبهر بمفاجآته، حيثُ لا تزال الحرب في نظره في مرتبة تمهيديّة، وهي بالتأكيد ليست المنازلة الفاصلة التي تستوجب الإفراج عن الأسرار الكبرى والمفاجآت الكبرى. فيما علّق موقع “حدشوت بزمان” العبري على إسقاط المسيرة بأنه: “لا يهم هي فقط خسارة بضعة ملايين وحكومتنا الفاشلة يمكنها تحمل هذا، منظمة حزب الله تلقن الحكومة درساً قاسياً”.
إنجازات عسكرية وتكتيكيّة
مُجريات الحرب وتطوراتها تُفيد أن إسرائيل تتلقى ضربات موجعة في جبهتها الشمالية وتشير إلى تغير في نمط هجمات حزب الله وتوسُّع رقعة استهدافاته، حيث استخدم حزب الله منذ بداية الحرب أسلحة دقيقة لمسافات قريبة وبعيدة ويعترف العدو بتلك التغيرات، إن كان بالاتجاه إلى العمق بالاستهداف أو بالنوع والكمّ للسلاح. حيث تكيفت المقاومة مع تلك المواجهة بتكتيكات جديدة اتسمت بالدّقة في الاستهداف، باستخدام الصواريخ المعدلة ذات قدرة تدميرية عالية، ومسيرات انقضاضيه، ومسيرات محملة بصواريخ، ما أحدث ضرراً أكبر بالهدف.
وفي ضوء تلك المتغيرات القتالية والتكتيكية حقّق “حزب الله” إنجازات ثبّتها بقواعد اشتباك وبمستويات عدة:
1- أثّر ضرب العمق الإسرائيلي على كبح جنون العدو بعدم تجاوزه لخطوط محددة حتى لو تطورت الحرب، ما يعني أن حزب الله نجح في وضع معادلة عملياتية بحماية العمق اللبناني.
2- إسقاط جهود الأمريكي في رسالته بتعزيز حضوره الميداني على أنه قادر على حماية الكيان حيث شكّلت عمليات المقاومة ضربة للتهويل وللرهان على تلك الحماية وذلك الحضور العسكري برصيفه البحري وغيره.
3- إثبات أن “حزب الله” هو جيش بقدرات عالية وله تدريبات على وسائل قتالية حديثة ومعقدة واستطاع ان يفاجئ العدو.
4- إظهار أن “حزب الله” لديه تقنيات عسكرية حديثة لم يخرجها بعد.
5- إظهار قدرات الدّفاع الجوي، الرّدع الذي أذلّ فخر القوة الجوّية للعدو.
6- خلق منطقة عازلة في شمال فلسطين المحتلة، عبر تهجير حوالي 100 ألف مستوطن لأول مرة في تاريخ الكيان.
7- جر العدو لكشف قدراته، ما يتيح لحزب الله تطوير هجومه المستقبلي.
8- تدمير أكثر من 950 منزل مستوطن.
9- نقل المعركة لأول مرة في التاريخ من الأراضي اللبنانية إلى المستوطنات وذلك يكشف عن ضعفٍ يشكل خطر على الكيان.
نختم بما اعتبره العدو أنّ اسقاط طائرات “هرمز” الحربية هي “تجاوزٌ للخطوط الحمر”، وكان ردُّ أمين عام المقاومة “السيد حسن نصر الله” على قوله “من قال إننا لا نتجاوز الخطوط الحمر؟” وللمُفاجئات بقيةٌ في الأيام التالية كُلّما تمادى العدو بضرباته، وتهوّر!.