عبرة الكلمات 445
بقلم غسان عبد الله
غياب وتذكُّر
تحتَ مظلّة المطر.. كرسيٌّ شاغرٌ لا نجرؤ بالجلوس عليه!.. وفي محطةِ الشتاء المؤجّل للحزنِ لم أكن وحدي أشيّع العمر بغيابك وأستقبل الحضور بالتذكّر.. كان البرد محمّلاً بآخرين لا ينام في قلوبهم الحنين ولا يتذكّرهم الأصدقاء!.
مدن الثلج
ثلاثون عاماً في أرصفة الصقيع يا صديقي.. أغنّي للشمس فينتظرني الخريف.. وآخذ من وجوه المسافرين وَهْمَ انتظاركَ لي!.. وحين تعود من الزمنِ الأخير يعود المطر إلى مظلّة الريح فيأخذني البرد وراءك إلى مدن الثلج!.
دم الشهيد
الرصاصة بريئةٌ من دم الشهيد.. كانت تبحث عن أفُقٍ للحريّةِ فاعترضها جسده..!
مفهوم السعادة
تكاثر حديث الشعراء حول مفهوم السعادة.. قال مسلمٌ هجّاء فيهم ـ لعله الحطيئة ـ: “ولستُ أرى السعادة جمع مالٍ ولكن التقيَّ هو السعيدُ”، لكن المتنبي يرى أن (الغباء والجهل) بعض مظاهر السعادة حين يقول: “تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ عما مضى منها وما يتوقّعُ”.
القصائد
لا يعني هذا أن يحتل النثر والرواية العلاقة المتبتلة في محراب الشعر، ولكن.. لمزيد من الصلوات حتى تؤوب الشجون لشعرائها!.. فالقصائد ليست كالطيور على أشكالها تقع.. إنها كالشعور على أوراقها تشع!.
أعلمُ.. ولكن!!
أعلم أن عينيكَ آخر المرافئ التي ينتظر رؤيتها البحارة المنهكون من جلد الرياح لأشرعتهم المهترئة.. ولكن.. حسبي أن أسكنها ليلة قبل أن تحملني الرياح كمطرٍ عاهد الرمل على العشب!.