عبرة الكلمات 446
بقلم غسان عبد الله
صباحٌ جديد
لا تقف كثيراً على الأطلال خصوصاً إذا كانت الخفافيشُ قد سكنتها.. والأشباحُ عرَفَتْ طريقَها.. وابحث عن صوتِ عصفورٍ يتسلل وراءَ الأُفْقِ مع ضوءٍ صباحٍ جديد.
أوراقٌ وسطور
لا تنظر إلى الأوراق التي تغيّر لونُها.. وبَهتَتْ حروفُها.. وتاهت سطورُها بين الألم والوحشة.. سوف تكتشفُ أن هذه السطورَ ليست أجملَ ما كتَبْت.. وأن هذه الأوراقَ ليست آخرَ ما سطّرْت.. ويجب أن تفرّق بين مَنْ وَضَعَ سطورَك في عينيه.. ومَنْ ألقى بها للرياح.. لم تكن هذه السطورُ مجرَّدَ كلامٍ جميلٍ عابر.. ولكنها مشاعرُ قلبٍ عاشها حرفاً حرفا.. ونبْضُ إنسانٍ حَمَلها حلماً.. واكتوى بنارها ألماً.
مالكُ الحزين
لا تكن مثلَ مالِكِ الحزين.. هذا الطائرُ العجيبُ الذي يغني أجملَ ألحانه وهو ينزف.. فلا شيءَ في هذه الدنيا الفانيةِ يستحقُّ من دمِكَ نقطة.
نجومٌ لا تضيء
لكي نكْبُرَ.. هناكَ مئاتُ الطرقِ.. إلا أن أكثرَها شعبيةً هي السفرْ.. فوضَّبْنا أحلامَنا.. وبضعَ سنينٍ عتيقة.. واتجهنا نحو شطِّ الأمان.. وهناك غرَّتنا عباراتُ الترحيبِ الزرقاءُ المصلوبةُ على اللافتات.. أضاعَنا الطريقُ.. وانفرطَ عُقْدُ الأخطاء.. وخَبَا الفجرُ مشدوهاً كئيباً.. وعربَدَ الشقاءُ فتيِّاً لاهثاً.. ليغمِسَ أرواحنا الحُبلى بالأماني في نقيعِ البؤس.. هذا هو أولُ درسٍ مجانيٍّ تقدِّمُهُ لكَ الأيامُ اللدنة.