جعجع يُفشل لقاء بكركي والموفد البابوي: حل مشكلة الرئاسة تبدأ من عين التينة
بقلم: محمد الضيقة
في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة التصدي للعدوان الصهيوني على لبنان حفاظاً على سيادته وعلى مواطنيه دون أي تفرقة كما فعلت في تصديها للإرهاب الداعشي، يواصل حلفاء واشنطن وبعض الأنظمة العربية العميلة حملة عشواء ضدها، لا يُفهم منها سوى أنها للتسويق لمزاعم العدو الصهيوني.
أوساط سياسية متابعة أشارت إلى أن خطابات التحريض من القوات اللبنانية وحلفائها وتلك التي صدرت عن البطريرك الراعي يواكبها جوقة من سياسيين وإعلاميين وما يسمى نشطاء، وآخرها وأخطرها التحريض على جعل مطار رفيق الحريري الدولي من ضمن الأهداف الحربية للعدو في حال اندلاع حرب شاملة، هذه الحملة تؤكد أن القوات اللبنانية وحلفاءها وحتى البطريركية لا يعنيهم لا من قريب أو من بعيد الدفاع عن لبنان حتى يذهبون في حقدهم أبعد من ذلك، فإنهم يؤدون دوراً لا يُفهم إلا أنهم حلفاء للعدو الصهيوني، خصوصاً ما صدر عن البطريرك بشارة الراعي عندما اعتبر أن ما تقوم به المقاومة في التصدي للعدوانية الصهيونية إرهاباً.
وأضافت الأوساط أن ما صدر عن الراعي لم يكن عفوياً وإنما يحمل في طياته موقفاً عدائياً وحاقداً على كل من يقاتل العدو سواء كان شيعياً أو سنياً أو درزياً وحتى مسيحياً.
وأشارت الأوساط إلى أن دعوة الراعي لإدخال لبنان في إطار نظام الحياد وتحويله من واقع سياسي وأمني إلى واقع دستوري يعطيه صفة الثبات والديمومة من خلال رعاية دولية، هي دعوة لإخراج لبنان من محيطه العربي ووضعه تحت وصاية دولية، يعني أن البطريرك والقوات وحلفاءهم صنفوا أنفسهم من أن ما يحصل في الإقليم لا يعنيهم، ومن أنهم غير معنيين بالقضية الفلسطينية أو المشاركة في أي جهد من أجل تحريرها.
وأكدت الأوساط أن دعوة بكركي للقاء روحي لكل الطوائف لم يكن سوى خديعة، الهدف منها التغطية على المواقف التي أعلنها الراعي، ومن أجل استعادة بكركي لدورها التاريخي كعنوان جامع لكافة الطوائف اللبنانية، إلا أن هذا الهدف تبدد بعد أن قاطعتها القوات اللبنانية لحسابات يعرفها القاصي والداني من أن جعجع لا يريد رئيساً للجمهورية ويحلم بالفدرالية وحتى بالتقسيم، ولا يريد أي تفاهم مع التيار الوطني الحر وتيار المردة، ولكن تقول الأوساط إن ما أعلنه الموفد البابوي في عين التينة من أن حل أزمة الفراغ الرئاسي تبدأ من عين التينة، وهذا يشير إلى أن لا تطابق بين بكركي والفاتيكان في الوسيلة التي قد يتم اعتمادها لانتخاب رئيساً للجمهورية، ففي الوقت الذي حدد أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين اتجاه بوصلة الانتخاب بأنها تبدأ من مقر رئيس مجلس النواب، صمتت بكركي ولم يصدر عنها أي موقف لا سلباً ولا إيجاباً، وهذا يعني أن هناك مبادرة من الفاتيكان قد لا يستطيع الراعي معارضتها، وهي قد تلاقي ترحيباً من الثنائي الوطني، بعد أن أشاد بها الوزير السابق وليد جنبلاط الذي اعتبرها فرصة في الوقت الصعب والمعقد لإيجاد تسوية للشغور الرئاسي.
وأضافت الأوساط أنه في حال تبنّت بعض الأطراف السياسية المسيحية أي مبادرة من الفاتيكان وفق ما أعلنه موفدها، سيتم عزل جعجع وحلفائه في حزب الكتائب، لأن غيابه الشخصي عن لقاء بكركي قد يكون بالتنسيق مع الراعي وقد يكون موقفاً من القوات العارفة بمضمون ما يحمله موفد البابا، وهذا سيفضح في النهاية جعجع الذي اتخذ موقفاً سلبياً ليس من بكركي فقط بل من الفاتيكان ومن مبدأ التلاقي والحوار المسيحي- الإسلامي، ومن الحوار المسيحي – المسيحي لا يمكن فهمه إلا في سياق تعطيل الحلول وإدامة أزمة الفراغ الرئاسي.