إلى الواقفين على أعتاب رفح
بقلم غسان عبد الله
أيها العربيٌّ خلف السورْ.. سيهلكُ الأحبةُ.. فمتى تثورْ..
أَسمعتَ حشرجةَ جائعٍ خلفَ السورِ يضجُّ غَداةَ يعلو صوتُهُ المقهورُ!!؟
يبدو كأنَّ الصَّوْتَ – يخلعُه فينهضُ، أو يكادُ تطيرُ
يمشي… كأنَّ الأرضَ واقفةٌ خُشوعاً، والزَّمانُ يسيرُ
أسمعتَ طفلةً ينهشُ العطشُ شفاهَها أم أن أذُناكَ سمعُها للصمتِ منذورُ
حدِّق قليلاً يا أيها الواقفُ على عتبات رفح..
ماذا ترى؟؟ أو هل لا زلت ترى.. هياكل عظميةً أكل لحمها الجوعُ..
وأنت بالخيرات مطمورُ؟..
هل يكفي أيها المتفرِّجُ أن تدعو لهم؟.. والموتُ حولهم منشورُ..
هلا أفاق ضميرُكَ من سباتهِ أم أنه عن أهل غزَّةَ محجورُ..
لا يطلبونَ شيئاً سوى أنهم.. منتظرونَ أن يُزالَ عن حدودِهم السُّورُ..
لكن غفوتكَ طالت.. وحين تفيقُ.. تُرى هل ستَسَعَهُم في غزةَ قبورُ؟!..
آن اكتمال الطَّوَفان
وتصيح “غزَّةُ” حين تفجؤها الرياحْ:
ـ مهلاً فإن مطالِعَ الأحلامِ حمراءُ المدى
قدري أُطَوَّفُ في مدارات السلاح
قدري أموتُ كما أشاءْ إن لم أصغْ لحونَ الحياة كما أشاءْ
شجرٌ وأطفالٌ تباكِرهم صباحاتُ الغضبْ
شجرٌ وأطفالٌ، رصاصٌ، خوذةٌ، طوافةٌ دبابةٌ، وعلى رصيفِ الحلم ينسفح اللهبْ
شجرٌ وأطفالٌ يهدهدُ نبضَهم شفقٌ خريفيٌ يعلّق في مدى “جينين”
لهفةُ غيمةٍ ورديةٍ مدَّتْ براعِمَ ضوئها من حالق الأقصى إلى رمل النَّقَبْ
ويسافرُ المطرُ الجهاديُّ المتهاطِلُ مرةً أخرى إلى أقصى العرب
ويا غزّةَ الأنواءِ والأحلامِ والرؤيا.. أفيقي آن اكتمال الطَّوَفان
هزي إليك بأرجوانِ الصرخةِ الأولى..
التي نامت زماناً في الحناجر والعيون
فالناظرون إلى اخضرارك ضوّؤوا أقمارهم.. مضوا لمجدك ينشدون
ويركعون، ويسجدون، ويُقتلون..
لبهاءِ وجهِكِ يُقتلونَ.. ويُبعثون..
ويُقتلون.. ويُبعثون.. يُقتلون.. ويُبعثون.. ويُبعثون.. ويُبعثون.