أرضُ الطفِّ تذروني رماداً فوق أرصفةِ البُكا
بقلم غسان عبد الله
إذاً سأقرأ في السنابلِ آيةً من نحرِكَ المجبولِ بالآياتِ
في أَبَدِ الجُرحِ.. أو في أزلِ النَّبْتِ في البساتينْ..
فأنا عَلِقْتُ على نداءاتِ الطفوفِ
لأنني لم أستطع بَعْدُ التقاطَ الباقياتِ من الدروب.
لجراحِكَ الحمراءِ طعمُ الأرضِ، سيدي يا حسين..
تستبقُ الصلاة تعبداً، وترفلُ بالدعاءِ عندَ أكفِ الضَّارعينْ
وتصوغ من نجاواكَ قمحاً، تستعيد به الطريقْ.. تعبِّدهُ للسالكينْ
وعلى مدى الأزمانِ يبزغ صوتُكَ البركانُ مئذنةً،
فيحكي النَّجيعُ مسكَ الأرجوانْ.!! وتحكي سباياك قصصَ الصابرينْ
يا سيِّدَ الشُّهداءِ حلِّقْ في تباريحِ الفدا.
فالغيمُ أرسى ناظريهِ على ورودِ الجرحِ دمعاً،
مالَ يستجدي رفاتَ الصادقينْ،
ولم يعدْ في الكفِّ ما أَسقي بهِ ظمأَ الشقائقِ في خدودِ الأرضِ،
لم يعدْ من سحابة أو ندى.. أو باقةَ ياسمينْ
فانْثُرْ جراحَكَ فوق روحي..
إنَّ أرضَ الطفِّ تذروني رماداً فوق أرصفةِ البُكا.
حتى استطالت مقلتاي تسكُّعاً يستمطر التربَ السجينْ..
فكيف تُدركني السعادةُ حينَ يدرِكُ حياتيَ صخبُ الحريقِ..
ويغزوني الطغاةُ برأسكَ الشريفِ على القنا..
كيفَ – سيدي – تُراني أسْتَكينْ؟؟
وكيف يقطفُ عِطرُ أوردتي الكواكبَ من ضفافِ الطَّفِ
حين تَرُدُّنِي الجنَّاتُ عن أبوابِها بغيرِ دموعي عليكَ.؟!
لأعودَ وحديْ أسْتَظِلُّ نداءَكَ الغافي على مطرِ البكاءْ.
متعثراً ببقايا مرسايَ الحزينْ..
يا سيِّدَ الجراحاتِ يا ألقَ السائرينْ..
تعبْتُ أعبُّ المسافاتِ لأدركَ نداءكَ..
فلا أجدُ سوى الصدى يترددُ بين حينٍ وحينْ..
كيفَ أعودُ للأفراحِ وقد غالني السيفُ قبيلَ النحرِ منكَ..
ولمْ أزَلْ أواصِلُ هذا الأنينْ..
كيفَ أرنو للفجرِ وقدْ سفحوا نورَهُ عند أقدامكَ
أو أرتِّبُ الخطواتِ كي أرى رَكْبَ السبايا.. فتُدْميني الشجونْ
والنارُ تَعصِر في مسامي ملحَ جراحيَ، وقد آنستُ ماءً خلف ظلي..
وحين راودهُ احتراقي عليكَ عن مواسمهِ أحْرَقَتْهُ الميادينْ.. .
الغيثُ يا وطنَ المواجعِ والقلقِ.. ذاك انبعاثُكَ قد أتى يا قِبْلةَ الحائرينْ
عادت إلى أرواحِنا انكساراتُ الصورْ..
وظلالُك المُثلى ترفرفُ في حنايا الانعتاق كجمرةٍ في الخافِقَيْنْ
تبكي النوارسُ صرخةَ الفرحِ الشهيدِ بلا رؤى..
كالمستغيث من الولادة بالبكاءِ..
فهل تخبئُ في مواقيتِ انتصارِكَ على الجرحِ سيِّدي لحظةً من ياسمينْ.؟.
هل من جوابٍ يقطف الشك المهاجرَ في مدارات اليقينْ.؟