وسط انتظار مفاوضات الهدنة في غزة الخارج يجمد حركته لملء الفراغ الرئاسي والقوات ترفض الحوار
بقلم محمد الضيقة
وسط استمرار العدوان الصهيوني على غزة وعلى لبنان من دون أن تلوح في الأفق أي تسوية، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن ضغوط أمريكية على نتنياهو، يستمر عداد المبادرات من أكثر من طرف من أجل ملء الفراغ الرئاسي.
فمن المبادرة التي تعمل اللجنة الخماسية على تسويقها وتصطدم بموقف القوات اللبنانية وحلفائها، إلى مبادرة ما يسمى المعارضة التي تعمل أيضاً على تمريرها في سياق رفع العتب، وتكرر في مضمونها ما تضمنته سلسلة المبادرات التي سبقتها.
أوساط سياسية متابعة دعت من ينتظر أي تغيير في التوازنات الداخلية السياسية من خلال ما يحصل في الجنوب أو الذين يراهنون على ضغوط دولية لملء الفراغ الرئاسي، سينتظر طويلاً باعتبار إن أي رئيس لا يحظى بموافقة المكونات السياسية والطائفية سيكون وجوده في الرئاسة أكثر سوءاً من الفراغ – كما تقول هذه الأوساط -.
وأضافت أن مبادرة ما يسمى معارضة هي رقم تم إضافته إلى عداد المبادرات، وهي مجرّدة من أي مضمون حقيقي إلا من أنها تأتي من باب رفع العتب لتبرئة نفسها أنها لا تعرقل ومسعاها إيجابي.
وأضافت هذه الأوساط التي تتابع عن كثب كافة مجريات المبادرات ومدى فعاليتها في تغيير المواقف الثابتة لكافة القوى السياسية، أن السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي هو حوار يدعو إليه رئيس المجلس نبيه بري ويترأسه، وهذا الخيار ترفضه القوات اللبنانية وحلفاؤها التي تستمر في رهاناتها على متغيرات قد تنتج عن العدوان الصهيوني على غزة ولبنان ويكون لمصلحتها، أي أن هذا الفريق يراهن على أن ينتصر الكيان على محور المقاومة، وهذا الرهان يتم التعبير عنه من خلال المواقف السياسية على لسان مسؤولي القوات وحلفائهم.
وأشارت الأوساط إلى أن المحاولات التي يبذلها الفريق الذي ينسق مع واشنطن وبعض دول الخليج من خلال المبادرات المتواصلة لإخراج الثنائي الوطني لن تجدي هؤلاء نفعاً، لأن الرئيس بري سيتمسك بموقعه إلى النهاية، ولن يتنازل عن موقفه وحقه في الدعوة إلى الحوار.
واتهمت الأوساط، القوات اللبنانية وحلفاءها أنهم لا يريدون إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ويريدون أن ينسحب الشغور على المؤسسات، ويراهنون على ضغوط أمريكية وفرنسية، على الرغم من الارتباك اللاحق بترشيح جو بايدن والضغوط عليه للانسحاب من السباق الرئاسي، وهذا سيؤثر حتماً على مهمة الموفد الأمريكي هوكشتاين، وعلى الرغم من هذا الارتباك الذي تعزز أيضاً بعد فوز اليسار في الانتخابات البرلمانية في فرنسا الذي قد يؤثر أيضاً على مهمة لودريان، فإن هؤلاء متمسكون بمواقفهم، وكأنهم لا يريدون ملء الفراغ الرئاسي ويدفعون البلد نحو فراغ شامل وصولاً إلى خيار الفدرالية باعتبار أنها الحل لمعضلة الرئاسة.
وختمت الأوساط أن اللجنة الخماسية جمدت كل تحركاتها لعدم وجود أي أفق لأي حلحلة بانتظار ما ستسفر عنه المواجهات الدائرة جنوب لبنان وفي قطاع غزة، كذلك ستنأى واشنطن عن تحريك موفدها للغاية ذاتها.
أما باريس فهي منشغلة بالانقلاب على سياسات ماكرون في الإقليم، والذي أحدث زلزالاً على صعيد السلطة، وبعد الانتصار الذي حققه اليسار المرشح لاستلام السلطة، وهذا قد يؤثر على السياسات الخارجية للعاصمة الفرنسية.