عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 449

بقلم غسان عبد الله

اشتعال

أنا خَشَبٌ صامتٌ‏ وانقسامٌ تحوَّل إلى ما لستُ أدري.. ومن حولي‏ قد يظلّ البياضُ بطيئاً‏ ودافئاً‏ ومذاباً كارتعاشةٍ.. ثم هذا الجفاف الصامت‏ حولني إلى اشتعالْ‏.. وإلى نشيدٍ يرتدّ كصخرة..‏ وإلى‏ صدى خائفٍ.. وإلى محاولةٍ تجيء على شكل قمر‏.

رحيل

يا أيها النهرُ خذني إليهِ،‏ لأجرحَ أهدابَ قلبي على النايِ..‏ واجرِ إليَّ حزنَهُ سلسبيلْ!‏.. خذوني إلى فسحةِ العمرِ‏ كي أتأملَ لونَ العصافيرِ في زرقةِ الفجرِ‏.. لا تتركوني وحيداً على النهرِ!‏ لا تتركوا قمرَ التوتِ قربي جريحاً‏ لأعرفَ أنَّ السحابَ رحيلْ!.

شاعر‏

القاعةُ ضِّيقَةٌ‏ وكثيراً كان الجمهورْ‏.. والشَّاعرُ فوق المنبر منفرداً‏ يُعمي عينيه ترابُ الأرضِ‏.. وفي دمه‏ تتخثّر كلُّ دماء العالم‏.. الشَّاعرُ يقرأُ كلَّ الأفكار‏ سوى ما يمكنُ أن يفهَمَهُ الجمهورْ‏.

العاشقون

أينَ الأحبةُ أصحابُ الوضوءِ في الليلِ المُقيم.. أصحابُ الصلاةِ في الغُفَيْلَةِ المُرتجاة؟‏.. كانوا على صخرةِ الصبحِ‏ أجملَ شلحةِ فلٍّ رآها السحابُ،‏ ولوّحها طائرُ العشقِ‏ فوقَ أعالي القممْ.‏. فكيفَ تشيخُ دموعُ المواويل‏.. في درجِ الليل؟‏ كيفَ تمرُّ سنونٌ من العشقِ كاملةً‏ دون أن تجرحَ النسماتُ خدودَ الهديلِ؟‏ وكيفَ رثى روحَنا في خريفِ الحياة‏ الهِرَمْ؟.‏. هلالٌ جريح على شجرِ الليل.. والعاشقون ليلُهم طويلٌ طويلْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *