روائع الشعر العربي 450
ابن هرمة ـ عصمة
| إِذَا أَنْتَ لَم تأخذ من الناس عِصْمـةً | تُشَــــدُّ بها في راحتيْكَ الأَصابعُ | |
| شــرِبْتَ بِطَرْقِ الماء حيثُ وَجَدْتَه | علـى كـدرٍ واستعبَدَتْـكَ المطامعُ | |
| وإِنِّي لَمِمَّا أَلْبِسُ الثوبَ ضيِّقَــــا | وأتركُ لبسَ الثوبِ والثوبُ واســعُ | |
| وأصرفُ عن بَعضِ المِيـاهِ مطيَّتي | إذا أَعجبتْ بعضَ الرجالِ المشـارعُ |
أبو الطيب المتنبي ـ الموت
| وما الموتُ إلاَّ سارِقٌ دَقَّ شَخْصُهُ | يصولُ بلا كفٍّ ويَسعَى بِلاَ رِجْلِ | |
| نُبَكـِّي لموتَانَا على غَيـرِ رَغبَةٍ | تفوتُ من الدنيا ولاَ مَوْهِبٍ جَزْلِ | |
| إذا مَا تَـأَمَّلْـتَ الزَّمانَ وصَرْفَه | تيقَّنْتَ أَن الموتَ ضربٌ من القتلِ | |
| وما الدهــرُ أَهْلٌ أنْ تُؤَمَّلَ عندهُ | حيـاةٌ وأن يُشتَاقَ فيه إلى النَّسْـلِ |
ابن أياس الكناني ـ حبٌّ شديد
| نازَعَني الحُـــبُّ مَــدى غايَةٍ | بَليتُ فيها وَهُـــوَ غَضُّ جَـديد | |
| لَـــو صُبَّ ما بِالقَلبِ مِن حُبِّها | عَلى حَــديدٍ ذابَ مِـنهُ الحَـديد | |
| حُبّي لَهــا صافٍ وَوُدّي لَهــا | مَحضٌ وَإِشــفاقي عَلَيها شَـديد | |
| وَزادَني صَبراً عَلى جَهـــدِ ما | أَلقى وَقَلبي مُســــتَهامٌ عَميدُ | |
| أَنّي سَـــعيدُ الجَــدِّ إِن نِلتُها | وَأَنَّني إِن مِتُّ مِتُّ شَـــــهيدُ |
طريح بن إسماعيل الثقفي ـ ظمأُ الهوى
| إِنّي عَجِبتُ لِصَوتِ غَيثٍ مُرسَـلٍ | يَغشــى البَرِّيَةَ وَهُـوَ عَنّي مُقلِعُ | |
| وَلِمَعشَــــرٍ لَم يَبلُغوا مِن وُدَّكُم | مـا قَد بَلَغتُ يَقومـــونَ وَأدفَعُ | |
| مـا لي أُخَلَّى عَن حِياضِكمْ مُفرَداً | يَرِدُ الظِمـاءُ فَيَشــرَبونَ وَأقدَعُ | |
| فَكَأَنَّكُم فيما مَضى مِن عيشَـــتي | لَم تَعلَموا وَتَرَوا هَوايَ وَتَسـمَعوا | |
