عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 450

بقلم غسان عبد الله

رحيل

يا أيها النهرُ خذني إليهِ،‏ لأجرحَ أهدابَ قلبي على النايِ..‏ واجرِ إليَّ حزنَهُ سلسبيلْ!‏.. خذوني إلى فسحةِ العمرِ‏ كي أتأملَ لونَ العصافيرِ في زرقةِ الفجرِ‏.. لا تتركوني وحيداً على النهرِ!‏ لا تتركوا قمرَ التوتِ قربي جريحاً‏ لأعرفَ أنَّ السحابَ رحيلْ!.

على ضفاف الهوى

عُدْ إلى القمحِ يا قرويَّ العشقِ!‏ أنتَ الدموعُ التي ذَرَفَتْها الغيومُ‏ على زهرِ حزنيَ.. أولُ رمانةٍ أسقطتها الرياحُ‏ على قلبيَ الغضِّ‏.. أولُ أغنيةٍ أنزلتها النجومُ إلى بئرِ روحي‏ ورجَّعَهَا الماءُ عند حدود القرى‏ في الأصيلْ.‏. أشتاقُكَ.. لكنهُ القمحُ:‏ شَلْحُ حفيفٍ من الحزنِ‏ يحفِنُ أرواحَنا بالدموعِ،‏ ويجعلُ من حنطةٍ دَمَنا‏ ثم يتركنا في ضفافِ الهوى كالنصوبْ.‏

ريحان

نجمٌ يسامرُ وردةَ الصبحِ‏.. صبحٌ فوقَ لُجَّةٍ من نهار‏.. يفتحُ باب فجره وينتظر من يمنحُهُ لحظةً‏ لأحلامِهِ الذابلةِ كباقاتِ ريحانٍ فوقَ قبر.‏

العاشقون

أينَ الأحبةُ أصحابُ الوضوءِ في الليلِ المُقيم.. أصحابُ الصلاةِ في الغُفَيْلَةِ المُرتجاة؟‏.. كانوا على صخرةِ الصبحِ‏ أجملَ شلحةِ فلٍّ رآها السحابُ،‏ ولوّحها طائرُ العشقِ‏ فوقَ أعالي القممْ.‏. فكيفَ تشيخُ دموعُ المواويل‏.. في درجِ الليل؟‏ كيفَ تمرُّ سنونٌ من العشقِ كاملةً‏ دون أن تجرحَ النسماتُ خدودَ الهديلِ؟‏ وكيفَ رثى روحَنا في خريفِ الحياة‏ الهِرَمْ؟.‏. هلالٌ جريح على شجرِ الليل.. والعاشقون ليلُهم طويلٌ طويلْ.

عرائشُ الغيم

شيخوخةُ العمرِ كتابٌ‏ بين زهرِ الأصيلِ.. ومساءُ الكَرَزِ وقَفَ باكياً كطفلٍ‏ سرقوا دميةَ الوقتِ منه‏.. أعطيتُهُ نبضي!!..‏ تلكَ أحلامُ الطفولةِ..‏ مزَّقوا كلَّ الرسائلِ ورَمَوْها‏ في سلَّةِ النار.‏. نفضوا أصابِعَهُم من دمي.. بَزَغَتْ عرائشُ غيمةٍ تُبَرْعِمُ صوتَها ريشةُ طيرٍ:‏ ((ترّجلْ عن صهوةِ تيهِكَ‏.. واعتلِ جبالَ وعيكَ.. وانتظر مني زخاتِ المطر)).‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *