إقليميات

“إسرائيل” تترقّب صفعات المقاومة من كل الجبهات!

بقلم زينب عدنان زراقط

كل هذا باستمرار عربدتها باستهداف قوات الحشد الشعبي العراقي، وأدواتها الوهابية التي أعدمت بدمٍ بارد العشرات من المسلمين الشيعة في باكستان، ويدها الطولى الإسرائيلية عبر استهدافها الهمجي للضاحية الجنوبية في بيروت، وطهران، مُستهدفة “قائد الجهاد الكبير” في حزب الله ورئيس المكتب السياسي في حماس.

فمن بعد هذه التطورات الميدانية، إلى أين انتقلت طبيعة المعركة مع جبهات المقاومة المساندة جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة على سيادة دول المقاومة، وما موقف قادة المقاومة بالتوعّد لإسرائيل بالقصاص الصارم والمؤكّد؟ وما هو حال العدو وهو يترقّب صفعةً من هنا وهُناك؟!.

“حزب الله” و”الحرس الثوري” يتوعّدون…

ظنّ الكيان الإسرائيلي أنه باغتيال مسؤول حزب الله الكبير فؤاد شكر في بيروت وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، يعيد لجيشه وللاستخبارات الإسرائيلية مكانتهما الضائعة التي ضاعت في 7 أكتوبر، لمعلوماته الاستخبارية الدقيقة وقدرته التنفيذية، ويكون بذلك قد صاغ منفذاً يستطيع من خلاله بعد التوجّه لمفاوضات جدّية توقف عنه خطر انهياره الداخلي من ضغط المستوطنين في شأن الأسرى الإسرائيليين والدّمار الذي يلحق بمواقعه العسكرية وارتفاع أعداد الضحايا في صفوف عديده في حرب “غزّة” التي تعدّدت جبهات المقاومة المُساندة لفلسطين فيها، من لبنان إلى اليمن والعراق أيضاً.

إلاّ أنّه ما تبيّن اليوم، بعد ما اقترفه العدو الصهيوني من حماقه بالانتهاك المباشر للقائد الشهيد “هنية” في حرم الضيافة الإيرانية في “طهران” وللشهيد القائد “الكبير” في حزب الله الحاج “مُحسن” في حرم “الضاحية الجنوبية” لبيروت – لبنان – أنّ إسرائيل قد أقحمت نفسها في تهديد لا بدّ منه من كُلّ جبهات المقاومة، فمن أين سيتلقاها الكيان الإسرائيلي أو من أين، – أمِن حزب الله أو الحرس الثوري أو الحوثيين أم الحشد العراقي -؟!.

فبحسب قادة المقاومة فإن حرب “غزة” لم تعُد محصورةً بالقطاع المُحاصر وجبهة الإسناد من الجنوب اللبناني، المعركة من لحظة التهوّر الإسرائيلي والقصف المباشر لبيروت وطهران أصبحت مواجهة مفتوحة وليس مُجرّد جبهات إسنادٍ مُقاومة. كذلك توعّد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بتشييع الشهيد القائد “فؤاد شكر” – السيد محسن – الإسرائيلي بردٍّ لن يعرفوا من أين يأتي “هل من شمال فلسطين أو جنوبها وهل سيكون متفرقاً أم متزامناً؟ – اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً!” – فيما توعّد قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله من إيران بردٍّ ضدّ كيان العدو الإسرائيلي على انتهاكه سيادة الجمهورية الإسلامية واستهداف رئيس المكتب السياسي “إسماعيل هنية” في طهران، مُعتبراً أن الرّد واجبٌ حتميّ! “اغتال الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي ضيفنا العزيز في بيتنا، وأفجع قلوبنا، لكنه أعدّ لنفسه أيضاً عقاباً قاسياً… إنّنا نعدّ الثأر لدمه في هذه الحادثة المريرة والصعبة، التي وقعت في حرم الجمهورية الإسلامية، واجباً علينا“. وأكّدت الخارجية الإيرانية حق إيران في الرد بالشكل المناسب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” في طهران، شاملةً بذلك مسؤولية الحكومة الأمريكية باعتبارها الداعم والمتواطئ مع إسرائيل وفي ارتكاب هذا العمل الإرهابي الشنيع. وذلك ما أوضحه سفير إيران لدى الأمم المتحدة “أمير سعيد إيرواني” في جلسة مجلس الأمن التي عقدت حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران من قبل الكيان الصهيوني، “بأن مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية كحليف استراتيجي وداعم رئيسي للكيان الإسرائيلي في المنطقة لا ينبغي تجاهلها في هذه الجريمة المروعة. ولم يكن من الممكن أن يحدث هذا العمل دون إذن ودعم استخباراتي من الولايات المتحدة”. بالمقابل أخذت الولايات المتحدة الأمريكية تهديدات الجمهورية الإسلامية على محمل الجدّ وصرّحَ البيت الأبيض على أنه “يجب أن تؤخذ تهديدات إيران بالانتقام من إسرائيل على محمل الجد فقد أثبتت أنها قادرة على فعل ذلك”.

“إسرائيل” تحت التهديد اليمني…

في وقتٍ لم تُخفِ فيه “إسرائيل” خشيتها المُسبقةِ من الرّد اليمني على أنّه حتمي وآت لا محالة، عقب الهجوم على الحُديدة ولذلك رفعت من مستوى التأهب والاستنفار لسلاح الجو “الإسرائيلي” في كل أنحاء فلسطين المحتلة، ورفع سلاح بحرية العدو درجة التأهب في منطقة “إيلات” إلى أعلى درجات الخطورة.

وقد كشفت المُسيّرات نقطة ضعف في نظام الدفاع الجوي “الإسرائيلي”. فمنظومة القبة الحديدية ودوريات المقاتلات ‏الجوية الهادفة إلى اعتراض الصواريخ، لا يمكنها منع اختراق المسيّرات للحدود “الإسرائيلية” بصورة تامة، لا في المدى ‏القريب ولا البعيد، وهذه حقيقة أثبتها نشاط الحوثيين، ليس في “إيلات” وصحراء عربة فحسب، بل أيضاً في قلب “تل ‏أبيب”.

فرضت صنعاء واقعاً سيئاً جديداً يهدد القطاعات الاقتصادية “الإسرائيلية”، وقدَّرت مصادر مصلحة الضرائب “الإسرائيلية” أن الأضرار الناجمة عن استهداف “يافا” تبلغ عدة ملايين من الشواكل، فيما تتكبّد إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة في كل يوم يتأخر فيه الرّد اليمني عقب الهجوم الإسرائيلي على “الحديدة”، ويزداد الاستنزاف العسكري لسلاح الجو، الذي يقوم بتمشيط أجواء الكيان على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى ما كشفت عنه صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية، أن المستثمرين يواصلون الهروب بأموالهم من “إسرائيل”، وسط مخاوف المستثمرين من الأوضاع الاقتصادية مع استمرار الحرب على غزة، وبالتزامن مع تصعيد صنعاء وتهديدها بشن هجمات مباشرة على مواقع هامة وحيوية داخل الكيان.

في الختام، لقد كانت إسرائيل مُنشغلةً بالرّد اليمني وهمُّها أكبر منها، مُتأهّبةً، تترقّب وتنتظر المُسيّرات اليمنية برهبةٍ. أما الآن، فحال الكيان الإسرائيلي، لا يُحسد عليه، بل يُرثى له! بات يترقّب صفعةً من هُنا وهُناك، فتعطلت لذلك كافة مرافقه الحيوية، وتوقف نشاط المواطنين عامةً، الجميع خائف ويتحصّن وراء الجُدر وفي الملاجئ! كم ستصمد الحكومة الإسرائيلي وجيشها على هذا الوضع ريثما تتوالى ردود المقاومة، ومن يدري ما توقيت “الساعة” لكُلٍّ منها وهل بات الوضع الراهن مفصولاً عن مفاوضات “غزة” ووقف إطلاق النار؟!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *