إقليميات

أمريكا و “إسرائيل” وجرائم حرب الاغتيالات الإقليمية

بقلم توفيق المديني

ولم تنفرد بموقفها ذاك، فقد تبعتها القوى الأوروبية التي لم تتخلّص من روحها الاستعمارية. لقد أسقطت غزّة الغربَ، نموذجاً وقِيماً وأخلاقاً دفعةً واحدةً، إذ سرعان ما انكشفت الازدواجية الصارخة لعنف القوة العسكرية المتوحشة الأمريكية، حين قادت بالشراكة مع الكيان الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إنَّ نماذج العنف الوحشي الذي مارسته أمريكا والكيان الصهيوني في غزَّة موثق ومعروف، ولعل أبشع صورة له تجلت الآن في جرائم حرب الاغتيالات لقيادات حركات محور المقاومة في إقليم الشرق الأوسط، حين عجزا عن تصفية المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس.

فقد شكلت زيارة رئيس الحكومة الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو لواشنطن مؤخراً، وإلقائه خطاب الكذب، بشأن القضاء على نفوذ وسلطة حركة حماس في غزة، أمام نواب الكونغرس الأمريكي وعاصفة التصفيق الحار التي حظي بها، تحولاً نوعياً في التنسيق والتخطيط بين الكيان الصهيوني والدولة العميقة الأمريكية (بشقيها أجهزة الاستخبارات (السي. أي. إي) والمؤسسة العسكرية، واتخاذ القرار المشترك، لتنفيذ سلسلة من جرائم الاغتيالات في إقليم الشرق الأوسط.

اغتيال القائد العسكري الكبير الشهيد فؤاد شكر

بينما كان عددٌ كبيرُ من المسؤولين على مستوى العالم يبذلون جهودا دبلوماسية مكثفة، لإثناء الكيان الصهيوني عن زيادة الهجمات على لبنان، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً، قام الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء 30 تموز/يوليو2024، بشنِّ غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، بالقرب من مستشفى بهمن في حارة حريك، معقل حزب الله، استهدفت القائد العسكري الكبير في حزب الله الشهيد فؤاد شكر، بواسطة طائرة من دون طيار، التي أطلقت 3 صواريخ.

وقال جيش الاحتلال الصهيوني في حينه إنَّ “الضربة على ضاحية بيروت استهدفت القائد المسؤول عن هجوم الجولان “، رداً على ضربة صاروخية قتلت 12 طفلاً يلعبون كرة القدم في بلدة مجدل شمس الواقعة في مرتفعات الجولان المحتلة، وهو الهجوم الذي نفى حزب الله مسؤوليته عنه، فيما زعمت القناة 12 الإسرائيلية أنَّ القيادي في حزب الله فؤاد شكر هو المستهدف في الغارة.

ونعى حزب الله الأربعاء 31 تموز/يوليو2024 “القائد الجهادي الكبير” فؤاد شكر، بعد نحو 24 ساعة من غارة إسرائيلية استهدفت مساء الثلاثاء مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.  وتضمن بيان لحزب الله “نزفه شهيداً كبيراً على طريق القدس”، واصفاً إياه بأنَّه “رمزٌ من رموز (المقاومة) الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتى النَّفْسِ الأخير”.

 ووفقَا للبيان، فإنَّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيتحدث اليوم الخميس في مسيرة تشييع شكر ليعبّر عن “موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكبرى”.

من هو الشهيد فؤاد شكر الملقب بـ “الحاج محسن”؟

حسب القناتين العبريتين الـ “12″ و”14″، فإنَّ الشهيد فؤاد شكر هو كبير مستشاري الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، والمسؤول عن برنامج الصواريخ الدقيقة في الحزب. وولد فؤاد شكر، المعروف أيضا باسم “الحاج محسن”، في بلدة النبي شيت بمنطقة بعلبك يوم 15 نيسان/ أبريل 1961، وفق موقع “مكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأمريكية.

ورصدت واشنطن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن الشهيد فؤاد شكر، الذي قالت إنه “مستشار كبير في الشؤون العسكرية لأمين عام جماعة حزب الله حسن نصر الله”. ويعمل شكر في أعلى هيئة عسكرية لـ”حزب الله”، وهي “مجلس الجهاد”، وساعد مقاتلي الحزب والقوات المؤيدة للدولة السورية في الحملة العسكرية ضد قوات المعارضة في سوريا، حسب الموقع.

كما لعب دوراً محورياً، وفق الموقع، في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ببيروت، في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1983؛ ما أسفر عن مقتل 241 عسكرياً أمريكياً وإصابة 128 آخرين. وفي عام 2019، صنَّفت وزارة الخارجية الأمريكية شكر “إرهابياً” لعمله لصالح “حزب الله”. وتعدُّ غارة الثلاثاء الماضي ثاني عدوان إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية منذ 2 كانون الثاني/ يناير 2024، حين اغتالت “إسرائيل” حينها القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري.

ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، دخل حزب الله الحرب ضد الكيان الصهيوني دعماً وإسناداً لحركة حماس، حيث تصاعدت وتيرة هجماته تدريجياً، وذلك من حيث نوعية السلاح المستخدم والعمق الجغرافي للاستهدافات.

في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة أدَّت المواجهات العسكرية بين حزب الله والعدو الصهيوني، إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة على جانبي الحدود، وسط مخاوف لبنانية من احتمال تكبّد المزيد من الخسائر الفادحة إذا ما نفذ الجانب الصهيوني تهديده بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان. ومنذ الثامن من أكتوبر حتى الوقت الراهن، سجّلت وزارة الصحة اللبنانية 1904 إصابات، من بينها 466 شهيداً، معظمهم من مقاتلي حزب الله، أما عدد النازحين فبلغ 96829 شخصاً.

وتستهدف الولايات المتحدة و”إسرائيل” من خلال هذه الضربة الجوية الاستباقية ضد حزب الله، القضاء على التسلسل الهرمي لقيادته العليا وهو ما سيشكل ضربة عملياتية ومعنوية قاسية لصفوف حزب الله. وفي عام 1992، قتلت “إسرائيل” ثاني أمين عام لحزب الله اللبناني عباس موسوي، وفي عام 2008 قتلت عماد مغنية رئيس الجناح العسكري لحزب الله والرقم 2 في المنظمة، والآن استهدفت “إسرائيل” الشهيد فؤاد شكر. ومنذ بداية الحرب قتلت “إسرائيل” 10 من القادة الميدانيين لحزب الله أبرزهم وسام الطويل وطالب عبد الله، وأخيراً فؤاد شكر.

ويرهن حزب الله وقف القصف لشمال فلسطين المحتلة بإنهاء العدوان الذي يشنه الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ ما خلّف أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ 10 آلاف مفقود.

اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية

تمَّ اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية في طهران فجر يوم الأربعاء 31 تموز/يوليو 2024، بعد أن أنهى حضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ويُعدُّ هذا الاغتيال لشخصية سياسية وطنية فلسطينية جريمة إرهابية كاملة الأوصاف، وانتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة الإيرانية، باعتبار الشهيد قد حل ضيفاً على إيران، ووقع اغتياله على أراضيها من قبل صاروخ أطلق من دولة مجاورة لإيران على مقر إقامة الشهيد هنية. وتتجه أصابع الاتهام إلى أذربيجان نظرا لعلاقتها الوطيدة مع الكيان الصهيوني، وإلى تواطؤ أمريكي لتسهيل حركة “إسرائيل” في أجواء العراق، أو إلى الأجواء السورية سهلة الحركة نسبيا للاحتلال الصهيوني.

ليس خافياً على أحدٍ أنَّ قرار الاغتيال اتخذ في واشنطن عقب زيارة نتنياهو الأخيرة، “إسرائيل” ليست إلاَّ أداة منفذة لهذه الجريمة، لأنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تشترك مع الكيان الصهيوني في هدفٍ واحدٍ ألا وهو تصفية حركة حماس من أجل إنهاء الحرب.

وأدار الشهيد إسماعيل هنية، 61 عاماً علاقات الحركة مع حلفاء إيران في المنطقة بمن فيهم حزب الله. وكان هنية يعتبر شخصية براغماتية ومنفتحاً على المفاوضات. وكان من الداعين داخل حماس للجهود الدبلوماسية والسياسية إلى جانب المقاومة المسلحة، وتبنى المراجعة التي قام بها سلفه لميثاق حماس عام 2017.

وها هي الولايات المتحدة بعد فشلها هي وربيبتها “إسرائيل “في تصفية  حركة حماس والمقاومة الإسلامية في لبنان، نقلت الدولة العميقة الأمريكية ومخابراتها المركزية، إلى تنفيذ المخطط الأمريكي – الصهيوني، الذي بات يرى اللجوء إلى ارتكاب جرائم الاغتيالات لقيادات المقاومة المتنفذين جزء من أهداف تصفية حركات المقاومة في إقليم الشرق الأوسط، لا سيما أنَّ القائد السياسي والدبلوماسي الشهيد إسماعيل هنية، يُعَدُّ الشخصية الوطنية الأكثر بروزاً في فلسطين، ناهيك عن كونه الأكثر شعبية، إذْ نجح هنية في خوض المعركة السياسية والدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي باقتدارٍ كبيرٍ، دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وفي إقامة وتعزيز علاقاته مع روسيا والصين ودول أخرى، وهذا ما يزعج كثيراً الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

تاريخ الولايات المتحدة الأسود في ارتكاب الجرائم السياسية في إقليم الشرق الأوسط وباقي مناطق العالم، يشهد لها بذلك، فمنذ تأسيسها عام 1947، أصبحت وكالة المخابرات المركزية آلية حاسمة لحل التناقض الكامن في صميم نظام واشنطن العالمي.. تلاعب واشنطن في الانتخابات وعززت الانقلابات لتأكيد أن القادة الوطنيين في جانبها. بين الأعوام 1945 لغاية 2003، تدخّلت الولايات المتحدة في نتائج 81 عملية انتخابية في جميع أنحاء العالم، بما فيها 8 مرات في إيطاليا و5 مرات في اليابان، وغيرها الكثير في أمريكا اللاتينية، بين الأعوام 1958 و1975 جرى تنفيذ العديد من الانقلابات العسكرية الدموية برعاية أمريكية ونجم عنها تغيّر الحكومات في 30 دولة، تمثل ربع الدول الأعضاء ذات السيادة في الأمم المتحدة.

ويظل الشهيد إسماعيل هنية حاضراً بأبرز التصريحات التي قالها على مدار تاريخه عندما قال: “نحن قوم نعشق الشهادة كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق غيرنا الكراسي، نحن لسنا طلاب مناصب”. ويُعد تصريح هنية “أننا لن نعترف بإسرائيل “أيقونة لكل أحرار العالم ضدَّ الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، ولباقي الأراضي العربية المحتلة. وفي آخر تصريح له تحدث الشهيد إسماعيل هنية خلال تجوله في العاصمة الإيرانية طهران، عن مدينة القدس المحتلة، مشيرا إلى أنها “محور الصراع مع المشروع الصهيوني”، وذلك قبل ساعات قليلة من اغتياله بغارة إسرائيلية استهدفت مكان إقامته.

تداعيات جرائم الاغتيالات على اندلاع الحرب الإقليمية الشاملة

يتقد المحللون والخبراء في إقليم الشرق الأوسط، أنَّ جريمتي الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنيه‘ ستكون لهما تداعيات كبيرة لجهة اندلاع حرب إقليمية، لا سيما أن الغارة الصهيونية على الضاحية الجنوبية في بيروت، والتي استشهد فيها القائد العسكري الأول فؤاد شكر، وما تبعها بالتزامن من إطلاق صاروخ أصاب مقر الشهيد إسماعيل هنية في طهران، يشكلان عاملاً جديداً في صراع في بين حزب الله والعدو الصهيوني على حافة الانفجار الإقليمي، تزيد من رهانات الحرب الإقليمية الشاملة  وتوسعها، كما يريدها ذلك رئيس الحكومة الفاشية الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو.

فجريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، تُعَدًّ انتهاكاً كبيراً للسيادة الإيرانية، وهو ما يتطلب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردّاً حازماً منها، لأنَّها وجدت نفسها في وضع محرج نظرا لعدم قدرتها على حماية واحدة من حلفائها المهمين وعلى أراضيها. ولهذا تحتاج لأن تحفظ ماء وجهها.

فقد قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن اغتيال هنية لن يمر بدون رد، فيما قال التلفزيون الإيراني إن الجريمة ستؤدي لرد “انتقامي” من محور المقاومة في الشرق الأوسط والذي تدعمه إيران.

فجريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ستؤدي إلى توقف مفاوضات وقف إطلاق النار مما يعني عدم انتهاء الحرب للمدنيين وبدون أمل لصفقة تفرج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة. وقد قتلت إسرائيل “المرسال”، فقد كان هنية رمزا محوريا في محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت بها الولايات المتحدة ومصر وقطر. كما أنَّ هذه الجرمة تأتي في إطار محاولات “إسرائيل” اليائسة لإشعال حرب إقليمية أوسع، بعد فشلها في الحرب على غزة، وفي مواجهة حزب الله في لبنان.

إنَّ لجوء رئيس الحكومة الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو إلى جرائم الاغتيالات، دلالة واضحة إلى ممارسة سياسة الهروب إلى الإمام كتعبير عن فشله في حرب غزة، رغم استخدامه الإبادة الجماعية من خلال الدعم غير المشروط لهذه الإبادة من جانب الولايات المتحدة، إضافة إلى المأزق العسكري في صراعه مع حزب الله. ويظل هدف نتنياهو يتمثل في شن حرب إقليمية تتورط فيها أمريكا وإيران ودول أخرى في الشرق الأوسط، لكي يتجنب سقوط حكومته، ودخوله إلى السجن.

نتنياهو في طبيعته وتكوينه الإيديولوجي والسياسي والنفسي شخصية مقامرة، ونرجسية، تؤمن بالتفوق الصهيوني المطلق، فكانت مقامرته تتمثل في لعبة عالية المخاطر تجاوزت كل الخطوط الحمر، عبر استهداف القائدين الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنيه، في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، لكي يوجه رسالة مباشرة إلى حزب الله و إيران، مفادها استعداد “إسرائيل” لمزيد من التصعيد، والدخول في خرب إقليمية شاملة، ورسالة إلى حماس مفادها أن “إسرائيل” لا تنوي إنهاء الحرب أو التوصل إلى وقف إطلاق نار عن طريق التفاوض.

مقامرة نتنياهو ومغامرته بالدخول في حرب إقليمية مع إيران وحزب الله، تقوم على استغلال الحالة الانتخابية في أمريكا، وضعف إدارة بايدن وترددها في مواجهة التعنت الإسرائيلي، تقابلها الولايات المتحدة بالامتناع عن الدخول في حرب مباشرة ضد إيران؛ ومع أن هزيمة إيران هدف استراتيجي أمريكي، إلا أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الإرادة والأدوات اللازمة لتحقيقه الآن.

خاتمة.. الرد المنتظر من حزب الله وإيران

هناك إجماع عربي وإيراني المؤيد للقضية الفلسطينية، والداعم الحقيقي لمحور المقاومة، يرى أنَّ حجم الاستفزازات والحماقات الإسرائيلية يطرح تحدياً كبيراً أمام حزب الله وإيران، ألا وهو كيفية الردّ على جرائم الاغتيالات التي نفذتها “إسرائيل “مؤخراً، ولكنَّ من دون تحقيق أمنية نتنياهو في توريط المنطقة بأسرها في حربٍ إقليميةٍ مدمرةٍ. وبالنظر إلى القدرات العسكرية التي تمتلكها إيران وحزب الله وغيرهما من فصائل محور المقاومة، فإنَهم  قادرون بالتأكيد على توجيه ضرباتٍ موجعةٍ للعدو الصهيوني، رغم عوامل الخطر التي ينطوي عليها.

نتنياهو يريد في النهاية أن يوجه رسالة تحدي لإيران وكل فصائل محور المقاومة أنَّه مستعدٌ لخوض حرب إقليمية شاملة، وعلى إيران وحزب الله وحماس والحوثيين، أن يقرِّرُوا بشأن ما إذا كانوا سيخوضون حرباً مباشرةً وشاملةً مع العدو الصهيوني، أم إنهم يختارون تهدئة الوضع تدريجياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *