السيد نصر الله يحدد عناصر المرحلة الجديدة في الصراع مع العدو والرعب يجتاح المستوطنين على أبواب الملاجئ
بقلم محمد الضيقة
يترقب الإقليم ومعه العالم أجمع رد محور المقاومة بكل جبهاته على العدوانية الصهيونية، فعلى الرغم من بعض النقاط التي راكمها نتنياهو باغتيال القائدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وقبلها العدوان على ميناء الحديدة في اليمن..
إلا أن هذه النقاط ما لبثت أن تبددت لأنه فشل حتى الآن في تحقيق أي انتصار بل على العكس ارتكب خطأً كبيراً عندما اتخذ قرار الاغتيال، فالكيان الصهيوني من جنوبه حتى شماله في حالة استنفار قصوى، ملايين المستوطنين في الملاجئ بانتظار رد محور المقاومة.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن سماحة السيد حسن نصر الله أكد في خطابه الأخير أن الرد آتٍ لا محالة، ولن تفيد الكيان الصهيوني ومعه واشنطن كل الوساطات التي يقوم بها أطراف من الإقليم ومن الغرب، معتبرة أن الرد المتوقع لحزب الله سيؤسس لمرحلة جديدة في الصراع المفتوح مع العدو، وهذا ما ألمح إليه السيد نصر الله في خطابين متتالين.
وأشارت الأوساط إلى أن الاعتداءات الصهيونية هدفت إلى استدراج محور المقاومة لارتجال رد غير مدروس ليجد فيه العدو ذريعة لتصعيد عدوانه وإدخال الإقليم في حرب مفتوحة من أجل إلزام واشنطن على المشاركة فيها.
وأوضحت الأوساط في هذا السياق أن محور المقاومة ليس لأنه غير قادر على المواجهة في حرب مفتوحة، وإنما يعمل ويدرس ويخطط من أجل إجهاض هدف نتنياهو، في الوقت عينه توجيه ضربات متتالية من أطراف المحور تصيب جسم العدو في مقتل وتلجمه عن مواصلة عدوانيته والخضوع لقواعد الاشتباك التي ترسخت منذ عملية طوفان الأقصى. وأضافت أن أطراف المحور يستعدون للحرب وهم اتخذوا تدابير وإجراءات وكأنها قد تقع في كل لحظة.
ووصفت الأوساط الاتصالات العربية والدولية من أجل ثني المحور عن القيام بردود موجعة، طالبين تخفيف الضربة العسكرية المتوقعة، إلا أن طهران وبيروت لم تمنح لهؤلاء أي جواب لأنهما غير ملتزمين بطمأنة الكيان وحلفائه الغربيين وبعض الأنظمة العربية التي شاركت في صد صواريخ ومسيرات طهران التي استهدفت الكيان الصهيوني في 14 نيسان الماضي. وتقول الأوساط أن هذه الأنظمة كما يبدو تراجع حساباتها جيداً، حيث كشفت تقارير إعلامية بأن وزير الخارجية الأردني أبلغ القيادة الإيرانية خلال زيارته الأخيرة إلى طهران أن بلاده لن تشارك في التصدي للصواريخ الإيرانية في حال نفذت طهران وعدها وردت على العدوان الصهيوني، كذلك مصر أكدت بأنها غير معنية بالتصدي لأي صاروخ أو مسيرة آتية من اليمن، هذه المواقف لهذه الأنظمة تشير إلى ما تحدث عنه سماحة السيد نصر الله على أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة، وأن معظم الأطراف التي طبّعت مع العدو ستعيد حساباتها، خصوصاً بعد أن أظهرت المواجهات على مدى عشرة أشهر هشاشة هذا الكيان وعجزه، حيث بات يحتاج لمن يدافع عنه، وهذا الضعف قد تم ترجمته أثناء الوعد الصادق الإيراني، ويُترجم الآن من خلال حشد البوارج وحاملات الطائرات والجسر الجوي بين واشنطن والكيان.
وأكدت الأوساط أن كل هذا الحشد لن يحمي العدو، ولن يتحقق هدفه بدفع المنطقة نحو حرب مفتوحة، لأن قادة العدو قبل غيرهم يعرفون أن محور المقاومة يخبئ لهم الكثير، وهذا ما ألمح إليه سماحة السيد نصر الله عندما تحدث عن الإنشاءات والمصانع الإسرائيلية الموجودة في شمال فلسطين المحتلة وقيمتها بالنسبة لهذا العدو الذي قضى عشرات السنوات من أجل بنائها أنه سيتم إزالتها خلال نصف ساعة أو ساعة، وقد يكون أقل من هذا.
يبقى أن العدو الصهيوني سيتلقى صفعات متتالية وقاتلة، وأول هذه الصفعات انتخاب يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس الذي يؤشر إلى أن القسام ما زال قادراً على القتال، ومن أن حركة حماس جددت تأييدها لطوفان الأقصى.