إيران و”إسرائيل” وأمريكا في لعبة المواجهات الإقليمية والدولية
بقلم توفيق المديني
منذ أنْ تَتَالَتْ الاغتيالات التي طالت الشهيد القائد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المنتخب إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير بحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي شكلت عدواناً صهيونياً وحشياً على كل من وإيران ولبنان، كسر به الاحتلال الصهيوني كل قواعد الاشتباك بالمنطقة..
بات الجميع في العالم العربي يترقب الردَّ الإيراني، وردَّ حزب الله على هذه الجرائم الأمريكية المنفذة بأيادي إسرائيلية، من منطلق الثقة في أنّ محور المقاومة في هذا الزمن العربي الرسمي الاستسلامي يمثل الأمل الوحيد للحفاظ على الكرامة والانتصار للقضية المركزية الفلسطينية، التي توحد كل الأمة العربية والإسلامية.
الشعوب العربية والإسلامية، والقوى الوطنية والديمقراطية في كل البلدان العربية تقف الآن إلى جانب محور المقاومة الذي تقوده إيران القوة الإقليمية الصاعدة، وتواجه معسكر أعداء الأمة المتكون من الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الاستسلامية والإمبريالية الأمريكية. وتخشى الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، من أنه سيكون من الصعب أكثر حشد تحالف دولي وإقليمي من الدول العربية التي دافعت عن الاحتلال الصهيوني خلال الرد في 13 نيسان/ أبريل2024، لأن دافع الرد الإيراني المتوقع هذه المرة، هو اغتيال هنية في طهران.
إيران وحزب الله يريدان ردّاً مؤلماً دون أن يؤدي ذلك لحرب شاملة
يقف الكيان الصهيوني على قدم واحدة في انتظار ردِّ إيران وحزب الله اللبناني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، وتتعامل “إسرائيل” بدورها بحذر مع ما تستشفه من رسائل إيران وحزب الله بأنهما غير معنيين بحرب شاملة أو حرب إقليمية، رغم تكرارهما أنّ الرد سيكون “مؤلماً”، وتحافظ على حالة التأهب القصوى. وأشارت تقارير إسرائيلية، منها في صحيفة يديعوت أحرونوت، يوم الأربعاء 7أغسطس 2024، إلى تراجع “إسرائيل” عن توجيه ضربة استباقية، وتفضيلها انتظار الرد الذي قد يكون له تأثير في قراراتها المقبلة.
أهداف قد تهاجمها إيران وحزب الله
وتضع “إسرائيل” سيناريوهات مختلفة بشأن الأهداف التي قد يهاجمها حزب الله وإيران، منها رموز الدولة، مثل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، ومكتب رئيس الحكومة ومقر إقامته، ومقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، بالإضافة إلى قواعد سلاح الجو وقواعد الاستخبارات ومقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وقاعدة جهاز الأمن العام (الشاباك).
كما تتخوف “إسرائيل” من استهداف محطات الطاقة، والموانئ، والمطارات وخزانات الوقود والأمونيا، وكذلك شوارع ومحاور طرق رئيسية. لكنها تعوّل في الوقت ذاته على أنّ حزب الله وإيران يدركان، وفقاً للصحيفة، أن جيش الاحتلال قادر على الرد بقوة على هجمات من هذا النوع وتوجيه ضربات قاصمة لمواقع نفطية في إيران على سبيل المثال، أو لبنى تحتية مدنية في لبنان.
وفي حال قرر حزب الله وإيران استهداف مرافق وأماكن مدنية أيضاً، وعدم التركيز فقط على البنى التحتية والمنشآت العسكرية، فقد يوجه ضربة إلى تل أبيب وحيفا أو مدن أخرى، لكن مثل هذه العملية، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، ستؤدي حتماً إلى تصعيد، تقدّر “إسرائيل” أنهما غير معنيين به، وبالتالي يسود اعتقاد في أوساط المسؤولين الإسرائيليين بأن هذا لن يحدث. كما تتوقع إسرائيل هجمات إلكترونية (سيبرانية) في محاولة للمساس بالإنذارات والتشويش على الاتصالات الخليوية.
ومن بين الاحتمالات التي تضعها “إسرائيل” تنفيذ إيران وحزب الله عمليات ضد إسرائيليين في الخارج أو استهداف دبلوماسيين إسرائيليين وسفارات إسرائيلية. ومنذ اغتيال هنية وشكر، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن جهوزية قصوى في سفاراتها وبعثاتها، على النحو الذي ساد في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأوعزت إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين باتخاذ أعلى مستويات الحذر.
سيكون الردّ الإيراني وفق استراتيجية “وحدة الساحات” التي تعني الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني من جميع ساحات “محور المقاومة” في فلسطين غزة والضفة، وجنوب لبنان، وسوريا واليمن بالإضافة إلى إيران. ومع بدء معركة “طوفان الأقصى” طالبت حماس بتطبيق “وحدة الساحات” على الأرض، فدخلت ساحات لبنان والعراق واليمن بما يعرف حاليا “بجبهات الإسناد” من خلال هجمات ضد دولة الاحتلال وفق قواعد اشتباك منضبطة. شيئاً فشيئاً تصاعد الموقف العسكري مؤخراً، بعد هجوم الحوثيين منتصف الشهر الماضي بطائرة مسيرة استهدفت “تل أبيب”.
إيران والجوار العربي المناهض لها
لقد بات من المؤكد أن إيران سترد. وأعلنت إيران عن نواياها، فأرسلت تحذيرات دبلوماسية ورسائل تحذيرية تتعلق بالسلامة. في الصراع الدائر بين إيران و”إسرائيل”، تمتلك الأولى عمق استراتيجي كبير توفره مساحتها الواسعة (1.65 مليون كم مربع)، وعدد سكانها الكبير (85 مليون نسمة)، وموقعها الجيوسياسي الحساس (في قلب المنطقة الأوراسية)، فضلا عن مواردها الطبيعية الهائلة (ثاني أكبر احتياط من الغاز ورابع احتياط من النفط)، كما تتكئ إيران على إرث حضاري عميق وهوية قومية قوية ومتجذرة.
غير إنَّ إيران، من ناحية ثانية دولة معزولة، ومحاطة بـ “الفضاء الاستراتيجي العربي السني”؟ والسُني هنا ليس بالمعنى الطائفي، بل الجيوبوليتيكي؛ الذي تحكمه الأنظمة العربية المرتبطة عضوياً بالتبعية للإمبريالية الأمريكية، وأصبحت ترى أنَّ الطريق السالك الوحيد أمامها من أجل البقاء هو طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني، ثمّ قرّرت أن تذهب إلى طلب التطبيع رأساً من الكيان الصهيوني، لأنَّها لم تعد القضية الفلسطينية بالنسبة إليها قضية مركزية، فانتهى بها الحال إلى التحالف الإستراتيجي مع “إسرائيل” في مواجهة إيران، ومحور المقاومة، باعتبار خطرهما أكبر من خطر الكيان الصهيوني.
وتتخوف إيران من الصفقة السعودية الأمريكية – الإسرائيلية، لا سيما أنَّ التطبيع بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني سوف يعرضها للعزلة الاستراتيجية. وكانت حماس تعلم أنها لا بد وأن تمنع هذه الصفقة لأنها قد تمكن “إسرائيل” من الاندماج في العالم الإسلامي ــ بالشراكة مع منافس حماس الرئيسي في فلسطين، السلطة الفلسطينية في رام الله، ومع السعودية.
أمَّا بالنسبة للدول العربية المركزية (مصر وسوريا والعراق) التي لعبت أدواراً رئيسية في قيادة النظام الإقليمي العربي، فهي اليوم تعيش اليوم في مرحلة انعدام الوزن، وبلا أي فعل في التطورات الراهنة، بينما دول المغرب العربي جميعاً خارج المعادلة بالكلية!. وتحارب الولايات المتحدة في سبيل بقاء جميع تلك الدول المعادية لإيران، ولديها في إقليم الشرق الأوسط ما لا يقل عن 55 قاعدة أمريكية، تستحوذ الدول العربية على النسبة الأكبر منها. وفي ما يأتي أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية.
يضم الخليج العربي 19 قاعدة أمريكية: قاعدة في المملكة السعودية، و3في البحرين، واثنتان في قطر، و3 في دولة الإمارات المتحدة، و4 في الكويت، و5 في عمان، و6 في العراق، وقاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن، وقاعدة في مصر، وقاعدة في جيبوتي، و20 قاعدة وموقع عسكري في سوريا حيث تحتل الولايات المتحدة25% من أراضيها الغنية بالنفط والغاز والقمح والماء، والفوسفات، والقطن.
نتنياهو يجر أمريكا للحرب الإقليمية ضد إيران
على نقيض حرب تموز 2006، التي دفعت فيها إدارة الرئيس بوش الابن السابقة الكيان الصهيوني لخوض الحرب ضد حزب الله في لبنان، نجد في حرب الإبادة الجماعية ضد غزة المستمرة منذ عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 ولغاية الآن، نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية الفاشية، من خلال تعمده انتهاج سياسة التصعيد وكسر الخطوط الحمراء مع إيران وحزب الله، بهدف إبعاده عن المحاسبة عن عملية طوفان الأقصى هو وكل المؤسسة العسكرية والأمنية، هو الذي يجر الولايات المتحدة إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة مع إيران وحزب الله، إذْ يريد نتنياهو الإفلات من مصيره المحتوم، ألا وهو الدخول إلى السجن بعد محاسبته.
في شهر مارس/ آذار 2024، غرّد الكاتب الفرنسي اليهودي، جاك أتالي، الذي سبق له أن شغل منصب مستشار الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، واصفاً نتنياهو بأنّه مجرم ستّ مرّات. أولاها، لأنّه قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزّة. وثانيتها لأنّه أصبح يُشكّل خطراً على الدعم الذي ظلّت تحظى به “إسرائيل” منذ عام 1948. وثالثتها لأنّه لم يُحرّر المحتجزين. ورابعتها لأنّه سمح لـ “حماس” بأن تظهر في موقع الضحية. وخامسها لأنّه قدّم الذرائع لجميع المعادين للساميّة. وسادستها لأنّه قدّم صورةً سيئةً عن القيم الديمقراطية الغربية. وخلص أتالي إلى القول إنّ المكان الوحيد الذي يليق به اليوم هو السجن. لكن كلّ ما يفعله الآن نتنياهو يهدف إلى الإفلات من مصيره المحتوم هذا، وإذا لم يدخل السجن عاجلاً، فسوف يحرق المنطقة كلّها، عملاً بمنطق شمشون “عليَّ وعلى أعدائي”. ولا غرابة أنّ شمشون من بني إسرائيل، وأن نهايته، كما في الأسطورة، ستكون في مدينة اسمها غزّة، يسكنها شعب يُسمَّى “شعب فلستين”(!).
وعلى الرغم من جميع محاولات الكيان الصهيوني الضغط على واشنطن في ظل إدارة بايدن الحالية لجرها إلى حربٍ إقليميةٍ ضد إيران، فإنّ أمريكا تخشى من تداعيات الحرب في حال اندلاعها، لا سيما أنّ إيران تمتلك قوة عسكرية وصاروخية هائلة قادرة أن تطال كل القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، فضلاً عن أنّ إيران قادرة على تحريك كافة أوراقها في المنطقة من مبدأ “عليّ وعلى أعدائي”.
ولهذا سارعت الإدارة الأمريكية إلى إرسال الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا المسؤول عن القوات الأمريكية في إقليم الشرق الأوسط للقيام بزيارة لدول الخليج والأردن منذ الرابع من أغسطس/آب الجاري لترتيب الدفاع عن “إسرائيل” ضد هجمات إيران. وهو يريد حشد نفس التحالف الدولي والإقليمي الذي دافع عن “إسرائيل” ضد هجوم من إيران في 13 نيسان/ أبريل الماضي. وها هي الولايات المتحدة تعزز قواتها في الشرق الأوسط استعداداً لهجوم إيراني محتمل ضد “إسرائيل” وترسل المزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة إلى المنطقة.
وقامت زارة الدفاع الأمريكية في البداية بإعادة توجيه مسار حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” من المحيط الهادي إلى الشرق الأوسط، حيث أراحت حاملة الطائرات ثيودر روزفلت. وبعد ذلك أرسلت مزيداً من الطرادات والمدمرات القادرة على التصدي للصواريخ الباليستية بالمنطقة. ثم أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإرسال مزيد من أسراب الطائرات إلى الشرق الأوسط ومزيد من الدفاعات الصاروخية الباليستية. وتحذر إدارة بايدن منذ أيام من أن الولايات المتحدة ستؤكد على سلامة “إسرائيل” ضد أي هجوم إيراني جديد.
خيارات أمريكا المفتوحة
تؤدي الولايات المتحدة مهام “الشرطي” في حماية الكيان الصهيوني، باعتبار الأمن الصهيوني متلازماً مع الأمن القومي الأمريكي، وفي حماية الأنظمة الخليجية، وأنظمة مصر والسودان والمغرب، والأردن، التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وباتت تعتبر التطبيع معه ضرورةً وجوديةً، ومعركةَ مصير تستحق أن تسحقَ شعوبَها وتعاديها.
يجمع المحللون أنّ هذا التصعيد الخطير في إقليم الشرق الأوسط، وبلوغ التوتر إلى حدّ المواجهة العسكرية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، لا يعني حتمية الحرب التقليدية، ففي واشنطن لا توجد أجواء حرب واسعة ضد إيران أو غزو برّي، على الرغم أنَّ الولايات المتحدة تجد نفسها للمرَّة الخامسة في ثلاثة عقود أنَّ ركيزة رئيسية من ركائز السياسة الخارجية تنهار في يديها. قرار الإطاحة بطالبان في أفغانستان 2001، وغزو العراق 2003، والإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا2011، ومحاولة الإطاحة ببشار الأسد (2011 – 2021) – جميع هذه الكوارث في السياسة الخارجية تتوجها الآن كارثة خامسة، ألا وهي حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ 7أكتوبر 2023 ولغاية الآن.
فلا مناخ مشابه لما سبق حرب الخليج 2003، بعد الكابوس الأمريكي من درس العراق وأفغانستان، وبعد هزيمة المخطط الأمريكي – الصهيوني – التركي – الخليجي في سوريا، حيث الخسائر البشرية الكبيرة والتكلفة الباهظة بتريليونات الدولارات.
على الرغم من أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك كل البنية التحتية العسكرية من قواعد عسكرية، وبوارج حربية، وصواريخ كروز، ودبابات في منطقة الخليج العربي، فإنّها لن تغامر بشن حرب واسعة النطاق على إيران، ويرجح حين يتم تجاوز الخطوط الحمر بين إيران والكيان الصهيوني، أنّ توجه أمريكا ضربة محدودة انتقامية مدروسة لمواقع إيرانية حساسة تقضي على مواقع إطلاق صواريخ بالستية متوسطة وبعيدة المدى (أو ضربة استعراضية لمواقع غير حساسة إذا قرر بايدن عدم التصعيد) ودون أضرار كبيرة، وارداً، مع استمرار استراتيجية الضغط الأمريكي على إيران وإضعافها تدريجياً. وقد تأتي الضربة خارج إيران تجنباً لاستفزاز كبير لإيران (والساحة السورية هي أنسب مكان كونها مفتوحة لكل من يريد ضرب خصومه وأعدائه!) حفظاً لماء الوجه داخلياً وخارجياً بالنسبة للإدارة الأمريكية، ودعماً للكيان الصهيوني الذي لا يتوقف عن توجيه الضربات على مواقع داخل سوريا.
وتقول الولايات المتحدة إن إيران وراء مقتل ما لا يقل عن 603 من أفراد القوات المسلحة الأمريكية منذ 2003. ولا يزال نحو 5200 جندي أمريكي في العراق، ويتمركزون في أربع قواعد رئيسية وكذلك في مطار بغداد ومقر التحالف في المنطقة الخضراء.
ويرى المحلل فريدمان أن الرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان كانوا يعملون بهدوء وفعالية على بناء شبكة من التحالفات الواسعة النطاق على مدى السنوات القليلة الماضية لاحتواء الصين وعزل إيران.
ويشير إلى أن الأول هو التجمع الاقتصادي الجديد المسمى I2-U2، والذي يضم الهند و”إسرائيل” والإمارات والولايات المتحدة. والثاني – وهو الأهم – هو الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والمعروف باسم IMEC.
ويقول إنه تم تصميم IMEC لتعزيز الروابط التجارية وإمدادات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والهند – عبر حلفاء الولايات المتحدة في الخليج. والهدف: مساعدة الهند على الهروب من جهود الصين لتطويق نيودلهي من خلال مبادرة الحزام والطريق وإنشاء تحالف جيو/اقتصادي كبير مؤيد لأمريكا يمتد من الاتحاد الأوروبي عبر السعودية والإمارات وصولاً إلى الهند والذي من شأنه أيضاً عزل إيران. الشركاء المؤسسون لـ IMEC هم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية والهند والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
ويبيّن أن الخطة الأمريكية تتلخص في إعطاء وزن عسكري لهذه التحالفات المتشابكة من خلال صياغة معاهدة دفاع مشترك مع السعودية تتضمن أيضاً تطبيع العلاقات بين السعودية و “إسرائيل”، شريطة أن توافق “إسرائيل” على إحراز تقدم نحو حل الدولتين مع الفلسطينيين. وبمجرد صياغة هذه المعاهدة، فإن هذا يعني أن جميع حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط سوف يعملون كفريق مضاد لإيران – الأردن ومصر والإمارات و”إسرائيل” والسعودية والبحرين – على وجه الخصوص.
خاتمة
يعيش الكيان الصهيوني أزمة وجودية في أعقاب حرب غزة، فقد وعد نتنياهو المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة بتحقيق “نصر مطلق” على حماس، نصر لم يتحقق حتى بعد عشرة أشهر طويلة من حرب الإبادة الجماعية في غزة. والآن هو يجر “إسرائيل” إلى فشل مطلق حيال إيران، ويشاركه رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات، الذين يراهنون على أعمال استعراضية من خلال جرائم الاغتيالات لرفع المعنويات.