التعزية بالشهيد السعيد علي مصطفى عمرو
عقب اللقاء كانت كلمة لنائب رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ زهير الجعيد، هذا بعض ما جاء فيها:
منذ البدايات أرادوا الفتنة بين المسلمين، من خلال الدخول الأمريكي إلى العراق، وقتل الشهيد الحريري، فهم أرادوا ضرب هذه الوحدة الإسلامية، ونحن في تجمع العلماء المسلمين حين نأتي إلى المعيصرة لنقدم التبريكات باستشهاد الأخ علي عمرو بعلماء من السنة والشيعة ويشهد الله منذ تأسيس التجمع وحتى اليوم لم نشعر أن هناك فرقاً بيننا أبداً، نحن نلتقي في التجمع أكثر مما نلتقي بأهلنا، نعيش كعائلة واحدة لا فرق بين سني وشيعي، بالعكس كلنا اقتربنا من بعضنا بعضاً حتى بتنا كالجسد الواحد. ومن وضع هذه التفرقة الاستعمار، وليس من الدين، فنحن واحد، حين حاولوا ان يفرقوا بين المسلمين وقالوا كذباً وافتراءً أن هناك مشروعاً شيعياً فارسياً، لم نرَ من يحمل راية فلسطين والقدس والمقدسات إلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهؤلاء الذين باعونا كلاماً في مصر وتركيا وغيرها من الدول والخليج، للأسف الذين يدعون أنهم رأس السُنَّة في العالم، هم كانوا أكثر المتآمرين على أهل السنة والجماعة لأن أهل السنة تاريخياً هم أهل الجهاد والفتوحات.
لقد مارسنا موضوع الوحدة الإسلامية من خلال العمل اليومي في تجمع العلماء المسلمين، ولكن اليوم وبعد طوفان الأقصى هناك وحدة دم بيننا، فيرتقي الشهيد في غزة وجنوب لبنان، حتى يصل الأمر إلى المعيصرة وكسروان وبلاد جبيل التي كان يُراد لها أن تكون في يوم من الأيام عنواناً للبنان ضمن قاعدة قوة لبنان في ضعفه. ولكن يأبى الأحرار في هذه المنطقة إلا أن يقولوا أن مجد لبنان لا يعطى إلا للشرفاء المقاومين، وليس مجد لبنان أن نذهب للكيان الصهيوني أو نستجدي منه ونطالب بإرجاع العملاء الذين قتلوا أبناءنا في جنوب لبنان، وليس مجد لبنان بطرح الحياد ونحن نرى إخوة لنا مسلمين ومسيحيين في فلسطين يقتلون ويذبحون ويحرقون ويبادون؟.
هنيئاً لآل عمرو، للحاج مصطفى، لسماحة الشيخ محمد، للمعيصرة، للقرى المحيطة بها، هنيئاً للبنان والمقاومة بهؤلاء الشهداء الأحياء عند ربهم، بعكس أكثر المليارين مسلم الأموات اليوم حين يرون ما يحصل في غزة من إبادة وجرائم ولا يحركون ساكناً، بعيداً عن الدين والإسلام حتى انسانيتهم لم تتحرك في حين رأينا الملايين في الغرب يتظاهرون في قلب أمريكا وبريطانيا وغيرها دعماً للفلسطينيين واستنكاراً للمجازر ولم نرَ العشرات في العواصم العربية الأساسية.
ثم كانت كلمة لمسؤول المنطقة الخامسة سماحة الشيخ محمد عمرو:
أولاً أتقدم بالشكر للإخوة في تجمع العلماء المسلمين الذين شرفونا بزيارتهم لتقديم التبريكات بشهادة الأخ والابن والأب علي الذي سقط في سبيل المقدسات الإسلامية لتحرير القدس وبداية في سبيل الله، أولاً تجمع العلماء المسلمين هو من نفحات بركات الإمام الخميني (قدس سره) وهو ما زال منذ سنة 82 بدء الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان، يعمل في سبيل وحدة المسلمين وفي سبيل مقاومة الاحتلال ومقاومة الهيمنة، أول من رفع في لبنان شعار الموت لأمريكا هو تجمع العلماء المسلمين، أول من رفع قبضته ضد الوجود والاحتلال الإسرائيلي للبنان، ولبيروت تجمع العلماء المسلمين. كان الإمام الخميني (قدس سره) هو الذي أوصى الأخوة العلماء الذين كانوا في طهران عند الاجتياح الإسرائيلي، أوصاهم بأن يذهبوا إلى لبنان وأن يقاتلوا إسرائيل بالأظافر والأسنان متحدين لأن الوحدة الإسلامية هي القوة الوحيدة التي تستطيع أن تواجه العنجهية الإسرائيلية الصهيونية والاستكبار الأمريكي، بغيرها هم أدواتهم، أدوات الاستكبار للتفرقة ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا﴾، لهذا السبب التفرقة هي قانون وهي يد وهي أسلوب السلاطين والمتكبرين في الأرض لكي يكملوا استرقاقهم للشعوب وللبلدان، ولهذا كان تجمع العلماء المسلمين هو اللبنة الأولى لمقاومة الهيمنة الأمريكية، وتسلط الأمريكي، الاستكبار الأمريكي، وأيضاً اللبنة الأولى لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان ومنه انطلقت المقاومة الإسلامية في لبنان، لأن سماحة السيد عباس الشهيد الأول للمقاومة سيد الشهداء كان هو من مؤسسي هذا التجمع، الإخوة سماحة المرجع السيد محمد حسين، سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، سماحة الشيخ سعيد شعبان ومجموعة كبيرة من الإخوة رحمهم الله الذين سبقونا هم الذين أسسوا هذا التجمع لكي يكون باكورة انطلاق المسلمين بيد واحدة، وكان له فضل كبير تجمع العلماء المسلمين في درء الفتنة في أماكن كثيرة وخصوصاً فتنة 2005 ثم 2011، ومازال تجمع العلماء المسلمين على هذا المسار.
تقبل الله أعمالكم ونشكركم جداً وعلى كل حال مصابنا مصابكم، طريقنا واحد ونهاية الطريق هي إما النصر وإما الشهادة إحدى الحسنيين ندعو الله أن يوفقنا لأن ننالهما الاثنين معاً، والحمد لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.