أمير الفلوات “في ذكرى أربعينية الإمام الحسين(ع)”
بقلم غسان عبد الله
أُناجيكَ في الأربعين عن بعدٍ وأنا أرجو زيارة الضريح بقرب أنواركَ.. ثمّةَ دمعٌ يراودُ روحي الآن.. فأرتجي منكَ الندى والأُنسَ بقربِ المقام.. والأمنيات.. تشُدُّني رعشةُ القلبِ إلى أفيائكَ الوارفات.. فأضوعُ عطراً حيثُ ثمارُ الفيء بظلِّ يديكَ الفضاء تضمّخُني أريجاً من عبقِ النبوّاتِ..
منكَ أيها الأمان البرزخي.. منكَ أيها الحسينُ كلُّ هذا الأريج.. وقلبي استفاق الآن دموعاً، دماءً، نشيجاً، تمتدُّ الأحزانُ اليومَ حتى تُشعلَ المنافي، وسُعُفُ النخيل أراها تمعنُ صباحاً بالبكاء.. ومساءً يرفُلُ تُرابُ الطفِّ بعبق دمكَ المسكِ..
سيدي يا أبا عبد الله.. سيأتيني وعدُ يديكَ والنبضُ لقلبي المنهكِ سيزهو بالنجيع الآن.. يعاودُ أريجاً من مسكِ يديك.. وقلبي الآن.. استفاقَ بشارةً بالفرجِ الموعودِ من أحفادِكَ ينبضُ القلبُ حلاوةً بعد مرِّ انتظارٍ ونقاوةً بعدَ أسنت مياه النفوس.
سيدي يا حسين أنتَ رياضُ جنان.. سفينةُ نجاة.. وبرزخُ حنان.. أو أنني عاشقٌ أُصاحبُ الشعر والنجمَ والمرايا لألتقط بعضاً من سنا دماك الموزَّعِ في الخلايا.. أو أحيلُ الفجرَ تحت رضاب كفِّكَ العلَوّيةِ..
سيدي أنتَ الساطعُ شفاعةً فوق سهوبِ الخطايا.. والزمنُ الرطيبُ أنت.. وشجرةٌ لسلالاتِ ثمرِ الروح المصاحبةِ للأفلاك.. تذوي سنونوات الطفِّ فيها، والخلائقُ وذرات الخلايا.. شجرةٌ يغزوها الفضاء، فيتوقُ إليها الضوء المكابرُ.. تشرئبُّ إلى السماء..
الوردُ أنت سيدي.. ودمُكَ حارقٌ ويداكَ تشتعلان بالتبر المبارك.. أو كأن النبض يبدأ الآن تحت أفيائك.. وتعبقُ الرّوحُ بالبخور وبالعطور والزّعفران..
سيدي.. أنتَ الدعاءُ بُعَيْدَ الصلاة.. تغزوكَ الملائكُ رائحاتٍ غاديات.. لأنت سيدي أميرُ هذي الفلوات.. ولأنتَ خفقٌ بقلب الشاعرِ.. ولأنتَ نبضُ هذه الحياة.