نبضُ الحياة… “الحلم” “إلى السيد القائد حفظه الله”
بقلم غسان عبد الله
أريدُ أن أقولَ شيئاً.. لكنّ النبض يخون اللسان
هكذا يعيشُ العاشقُ.. قابعاً بين البوحِ وبين المنع..
والقلبُ أسيان..
أقولُ: لا أدري كيف تموت في الشفاه الحروف..
ولا كيف تنحرُ على عتبة الأحزان
عن ماذا أحدّثُ وكلُّ ما في النبض من وجيبٍ كالهذيان..
وأنا كمن شفّهُ الأسى فانتحر بمفردةٍ لم ينظمها..
أو بَاءَ كما العاشقون.. “واحداً واجداً تنفيهم الأشجان”..
أُريدُ مفردةً بحجم هذا الذي في النبضِ من ألوان..
فأنتَ ايها الساكنُ عمقَ الروحِ تسكُنُكَ الألوان..
كنتَ حلماً وكان للحلم معنى البقاء..
كنتَ معشوقَ هذا الخافقِ الريّان..
كنت الحب الذي احتواني..
أيُّ سرٍّ في روحكَ سيدي؟.. أيُّ صفاءٍ في عينيكَ؟..
أيُّ سرٍّ في انحراف سفينتي مبحرةً إليكَ.. كصيادٍ أرّقَهُ المرجان؟
كيف تخطو الحروفُ من مبسمكَ هادئاتٍ في روعةٍ وصفاء؟..
ثم تجري وتجري نحو جداول العشقِ في روح العاشق الولهان..
كانبعاثِ الروحِ في جسدٍ قال له الرحمن في لحظةٍ من عظيم رحمتهِ:
“كن” فكان…
آهٍ وأنا المعذّبُ في هذا العمرِ..
يغفو قلبي نصف إغفاءةٍ ثم يلامسُ ياسمينَكَ
على جدار القلبِ بالنصفِ اليقظان..
أنا التائهُ يتوه عقلي في الدياجير..
وأحارُ كيفَ أُداري خيبةً لطّخت بسوادِ التسرُّعِ صفحةَ الوجدان..
وتبقى روحي معلقةً بأذيالكَ أنت..
أنتَ.. أنتَ يا سيّد الوجدان..
الآن.. أُناجي طيفكَ بعدَ أن أطفأتُ مصباح الشرفةِ..
وأسألُ: هل تفيضُ روحي بالنورِ إن عشتُ الدجى
على ضفافِ الغروب؟..
هل يطوف الهدوء بالفكرِ إن جُنّتْ رياحٌ واستسلمت للهبوب؟
هل أبقى وحيداً دون حلمي؟؟..
لا.. قد تعيشُ الصخورُ وحي الينابيعِ إذا فجّرتها روح الغمام..
غير أن الإنسان يبقى أمام البؤسِ صلباً في نزعةِ الإجرام!..
وتظلُّ العيونُ تضحكُ للبلوى وتلهو بشهقةِ الآلام..
إنها قسوةُ الجلامدِ لا تُنبتُ عشباً في لوعةِ الأحلام.