محليات

بعد التصعيد الصهيوني ضد لبنان هل نقترب من الحرب الإقليمية؟!

بقلم محمد الضيقة

وقد يكون السيناريو الأكثر وضوحاً والأكثر موضوعياً هو محاولة الكيان جر واشنطن وقوى أخرى للمشاركة في أي حرب إقليمية في حال اندلاعها وما قد تجر مثل هذه الحرب من تداعيات خطيرة على الإقليم وعلى الأطراف الدولية وتحديداً بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي لها مصالح وقواعد عسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

أوساط سياسية متابعة أكدت بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة من أن واشنطن تعمل من أجل استمرار العدوان الصهيوني على لبنان وعلى غزة، وفي الوقت عينه لا تريد إيصال المواجهات القائمة إلى حرب شاملة، لأنه وحسب هذه الأوساط من الصعب التصديق أن الإدارة الأمريكية عاجزة عن دفع العدو الصهيوني إلى التخلي عن بعض الشروط التي وضعها والتي ستسمح له بتكريس سيطرته الأمنية والعسكرية الكلية على قطاع غزة، هذه الشروط الصهيونية لم توضع إلا بموافقة الإدارة الأمريكية التي انقلبت على مبادرة بايدن التي أطلقها في الثاني من تموز الماضي ووافقت عليها حركة حماس. وأشارت الأوساط إلى أن إضعاف مفاوضات الهدنة في غزة ومغادرة وزير الخارجية الأمريكي من دون أي موقف يتعلق بالمسارات التفاوضية، يعني أنه أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو بتصعيد عدوانه على لبنان وعلى غزة، وبالتالي فإن التصعيد الذي شهدته الجبهة اللبنانية في الأيام الأخيرة يوحي بأن الأوضاع قد تسلك مساراً جديداً، حيث تصبح كل الاحتمالات واردة بما فيها اندلاع حرب إقليمية، خصوصاً بعد التصعيد الصهيوني المتدرج في الجبهة اللبنانية واستهداف المدنيين أكثر والتوغل بالغارات وصولاً إلى عمق البقاع، الأمر الذي ردت عليه المقاومة واستهدفت كعادتها القواعد العسكرية الصهيونية في العمق من دون أن تبادله استهداف المدنيين، إلا أن هذا الستاتيكو القائم حالياً قد لا يستمر مع اقتراب الرد على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر في حال أعلنت حماس بوضوح تام فشل مفاوضات التهدئة في غزة، وهذا يؤكد أن كل الكلام الغربي والأمريكي وحتى العربي عن الحرص على استقرار لبنان والمساعي المبذولة لتطبيق القرار رقم 1701 من جانبي الحدود هو مجرد حبر على ورق، أو كلام في الهواء، الهدف منه فقط استرضاء الكيان الصهيوني وقطع الطريق أمام المقاومة في لبنان من الاستمرار في عملياتها العسكرية إسناداً لغزة وتخديرها من أي رد على الاغتيالات الإسرائيلية.

 وأكدت الأوساط أن الوضع الميداني على الحدود اللبنانية مرشح للاستمرار على ما هو عليه بين كر وفر في الميدان، تصعيد يعقبه تراجع في العمليات، إذ لا قرار لدى العدو الصهيوني لتسهيل الطريق أمام أي حل في غزة، خصوصاً أن المواجهات المستمرة منذ أشهر كشفت عن فشل وعجز هذا العدو عن تحقيق أي انجاز عسكري، وبالتالي فإن شعار اللا حرب الواسعة واللا سلم قد يكون عنواناً للمواجهات القائمة والالتزام بقواعد الاشتباك وعدم رفع السقوف التي قد تدفع بالمنطقة نحو حرب واسعة يخشاها الأمريكي والصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *