إقليميات

تضامن يمني واسع مع حزب الله حول استشهاد القائد الكبير هيثم الطبطبائي

بقلم نوال النونو

وخيم الحزن على اليمن، إثر نبأ استشهاد الجهادي الكبير القائد هيثم الطبطبائي في غارة صهيونية إجرامية استهدفته في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث أجمعت كل البيانات والتصريحات على أهمية مواجهة العدو الإسرائيلي وأفعاله التي لا تهدد لبنان فحسب، وإنما المنطقة برمتها.

واعتبر زعيم أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في برقية عزاء بعثها إلى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول استشهاد الطبطبائي أن الخيار الصحيح والواقعي والحق هو التحرّك الواعي المسؤول في مواجهة العدوّ الإسرائيلي والتصدّي لكل مؤامراته وحمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى والثقة بوعده، مؤكداً أن “مسيرة حياة الشهيد الطبطبائي كانت جهاداً وعطاءً وعملاً صالحاً وخيّراً”، مشيراً إلى أن الله “وفق الشهيد الطبطبائي لتحقيق إنجازات مهمة وللإسهام الكبير في مسيرة جهاده على نطاق واسع لنصرة الحق والمستضعفين”.

وأضاف السيد عبد الملك الحوثي أن “الشهيد الطبطبائي سيبقى خالداً بعطائه وإسهامه الكبير في ساحة الجهاد مع ما فاز به من ختام الشهادة في سبيل الله والخلود مع الشهداء”، منوهاً إلى أن “العدو الإسرائيلي بارتكابه لجريمة الاستهداف للشهيد ورفاقه وباعتداءاته على لبنان وغزة يُبَرْهِنُ لكل شعوب المنطقة وحكوماتها على عدوانيته المتجذرة في نهجه وسلوكه الإجرامي”.

وحذر من التعويل على التزامات العدو الصهيوني، مؤكداً أن “العدو الإسرائيلي لن يفي بأي التزامات ولا اتفاقات، ولا سيما مع ما يحظى به من حماية ودعم وغطاء أمريكي”، مبيناً أن “عدوانية العدو تُقابل بتخاذل الحكومات، وبعض المكونات لا تكتفي بالتخاذل، بل تتبنّى مطالب وإملاءات العدو في تجريد الشعوب المستهدفة من سلاحها وعناصر قوتها”.

وعبّر عن ثقته بحزب الله، قائلاً: “نحن على ثقة تامة بثبات وصلابة حزب الله بما يمتلكه من إيمان ونهج جهادي أصيل وتجربة عملية حافلة بالنجاحات وقدرة على تجاوز الصعوبات”.

وأشاد بالدور المتقدم للمقاومة، موضحاً أن “الدور المتميز لحزب الله على مستوى جبهات محور الجهاد والمقاومة متجذر بعطائه العظيم وتضحياته وإسهامه الكبير في ميدان العمل”.

وفي بيان آخر يؤكد المكتب السياسي لأنصار الله أن الكيان الصهيوني بجريمته الغادرة والجبانة لن يكسر إرادة المقاومة ولن تفت من عضدها التضحيات، بل تزيدها قوة وعزيمة”، مبيناً أن المقاومة الإسلامية في لبنان قدمت أعظم الدروس وأروع البطولات وأزكى الدماء فداءً للبنان ودفاعاً عن أرضه وسيادته وانتصاراً للقضية الفلسطينية”، مشيراً إلى أنّ “العدو الإسرائيلي مهما توهّم أنه قد حقق نجاحاً في هذه العملية أو تلك، فإنه يعيش الوهم ويشرب السراب، فأيامه عدد، وجمعه بدد، ومصيره إلى زوال”.

توصيف دقيق للعدو الصهيوني

ومن خلال برقية العزاء لسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبيان المكتب السياسي لأنصار الله، يوصل اليمن رسالته الواضحة للعدو الإسرائيلي بأنه سيكون إلى جانب حزب الله في محنته ومواجهته للعدو الإسرائيلي، في إشارة إلى أن الوضع إذا تطور إلى عدوان واسع، فإن اليمن مثلما وقف وساند غزة، سيكون مسانداً كذلك للبنان وحزب الله، وهو موقف أكد عليه السيد الحوثي أكثر من مرة في خطابات متعددة، عندما أكد أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي تجاه أي بلد عربي يتعرض للعدوان الصهيوني، ولهذا فإن اليمن قد ربط مصيره بمصير حزب الله، وهو يعزز من فاعلية وحدة الساحات.

وتتجاوز برقية السيد القائد عبد الملك الحوثي من كونها مجرد عزاء، وسرد لمناقب الشهيد الطبطبائي فقط، لتوضح للأمة جمعاء حقيقة العدو الإسرائيلي ونواياه تجاه المنطقة، فهو لا يلتزم بالعهود والمواثيق، ويتحرك في غزة ولبنان وغيرها تحت المظلة الأمريكية التي تشجعه وتقدم له الدعم الكامل، وهي إشارة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين بأن يستعدوا لكل الخيارات، فالعدو لا يرحم وخياراته واسعة، وعدوانية متجذّرة.

لكن السيد الحوثي يلفت هنا إلى حقيقة هامة جداً لا يدركها بعض العرب المنساقين وراء رغبات العدو وطموحاته، وهي رصيد حزب الله اللبناني المليء بالإنجازات والتضحيات، معبراً عن ثقته بأن الحزب سيتجاوز المنعطفات والتحديات التي تقف أمامه، وأن جرائم الاغتيالات التي يلجأ إليها كيان العدو كأحد أهم الأدوات لكسر المقاومة وهزيمتها لن تكون مجدية، لأن حزب الله قوي في بنيانه، وهو متماسك، وعلى درجة عالية من المرونة، واستشهاد القائد يعبد الطريق للمجاهدين أكثر للمضي في هذا الخيار الذي سلكوه حتى يتحقق النصر الإلهي الكبير بزوال كيان العدو، وهذا ما شدد عليه السيد عبد الملك الحوثي في رسالته للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وتشكل برقية السيد القائد إحدى أهم صور التضامن، لا سيما في ظل حالة الخذلان العربي غير المسبوقة لمحور المقاومة، والتي فضلت الكثير من الأنظمة العربية – للأسف الشديد – الارتماء في الحضن الأمريكي، وتوجيه الطعنات ضد المحور، في تهديد كبير للوحدة العربية، والإخوة الإنسانية، غير أن اصطفاف المحور مع بعضه يقدم صورة مغايرة لحالة العرب المنبطحين، فألم اليمن هو ألم لبنان، وألم فلسطين، والعكس صحيح، ولهذا تجد المحور في صلابة ووحدة في الموقف يبشر بمستقبل كبير للأمة.

ويعيش اليمن منذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة حالة استنفار متواصلة، فالإعداد لمواجهة الأعداء في أعلى تجلياته، والوقفات القبلية المسلحة لا تتوقف، والانخراط في الدورات العسكرية يتم بوتيرة عالية، وثمة يقين لدى اليمنيين بأن ما حدث خلال العامين الماضيين، هو جولة من الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأن جولات الصراع ستتجدد، لأن العدو يحمل نوايا خبيثة استعمارية للمنطقة بدعم أمريكي كبير، وعلى العرب أن يستعدوا لهذا الخطر قبل أن يداهمهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *