هل ينهي ترامب الحرب الأهلية في السودان؟
بقلم توفيق المديني
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء 19نوفمبر 2025، تصريحاتٍ تفيد أنَّه بدأ العمل على إنهاء الحرب في السودان، الأمر الذي عزَّز الآمال بقرب التوصل لحل يوقف سفك الدماء في هذا البلد، إلا أن الواقع يقول إن المهمة تبدو معقدة وصعبة، لا سيما أن طرفي الحرب في السودان يرتبطان بحلفاء للولايات المتحدة ويتلقيان الدعم منهم.
وكان ترامب أعلن خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن الأسبوع الماضي، عزمه العمل على إنهاء حرب السودان بعد طلبٍ قدمه له ولي العهد السعودي لوقف الحرب. وقال ترامب إنَّ “الأمير يريد مني القيام بشيء حاسم يتعلق بالسودان”، موضحاً أنَّ “السودان لم يكن ضمن الملفات التي أنوي الانخراط فيها، وكنت أعتقد أن الوضع هناك تعمّه الفوضى وخارج عن السيطرة”. وأشار ترامب إلى أن “فظائع هائلة تُرتكب في السودان. لقد أصبح أكثر الأماكن عنفاً على وجه الأرض، وكذلك أكبر أزمة إنسانية منفردة. هناك حاجة ماسّة إلى الغذاء والأطباء وكل شيءٍ آخر”. وكتب على موقعه تروث سوشيال أنه سيستخدم “نفوذ الرئاسة لوقف الحرب على الفور”.
دور الدبلوماسية الأمريكية والعربية
أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فقد أعلن في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أنَّ الولايات المتحدة ستؤيد تصنيف “الدعم” منظمة إرهابية إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء حرب السودان. وأوضح أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس ناقشوا المقترح معه، وأن الهدف الأساسي هو وقف الفظائع والانتهاكات التي ترتكبها “الدعم” ضد المدنيين، مشدِّداً على أنَّ هذه الانتهاكات “ممنهجة وليست تصرفات لعناصر منفلتة”. وجاءت تصريحات روبيو في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في أونتاريو الكندية. وبينما لم يصل إلى حدّ توجيه انتقاد مباشر لتدخل أطراف خارجية، قال: “لا أريد الخوض في توجيه اتهامات لأي جهة لأن ما نريده هو نتيجة جيدة، لكن نحن نعرف من هي الأطراف المتورطة في توريد الأسلحة”.
ويوم الجمعة 21 نوفمبر 2025، بحث روبيو مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الوضع في السودان، وذلك في اتصال هاتفي، حيث ناقشا “التطوّرات المأسوية في الحرب الأهلية في السودان، وأهمية التوصّل إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين من دون عوائق”، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
ومن جانبه أكَّد المبعوث الأمريكي مسعد بولس، إلى الإمارات، في إفادة إعلامية أنَّ ترامب يعتبر إنهاء حرب السودان أولوية، وأن واشنطن قدّمت للجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” خطة بصياغة قوية، لكنها لم تلق قبول طرفي الصراع. كما نقل تنديد الإدارة الأمريكية بـ “الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والجيش السوداني”، ودعوتها لمحاسبة المتورطين.
وأشار بولس إلى أنَّ الإدارة الأمريكية عرضت على الطرفين مقترحات مختلفة في الأسابيع الماضية، من بينها هدنة إنسانية، معرباً عن تطلعه إلى قبول الطرفين “النص الشامل” الذي قدّمته واشنطن. ولفت إلى أنَّ الجيش رحّب بالمقترح قبل أسابيع لكنَّه لم يقبل رسمياً بالنص، مضيفاً أنَّ “الجيش السوداني عاد إلينا بشروطٍ مسبقةٍ، لكنَّنا نرغب في أن يُقبل النصّ بصيغته الأصلية”. ومعلّقاً على إعلان “الدعم” هذا الأسبوع، عن قبول وقف النار بشكل أحادي، قال: “رأينا الإعلان ونأمل أن يصمد وأن يلتزم الطرفان”. وبشأن الاتهامات التي وجّهها إليه قائد الجيش السوداني أخيراً، قال إنها مبنية على “حقائق مغلوطة”.
في 12 سبتمبر/ أيلول 2025، جددت دول الرباعية التي تضم السعودية والولايات المتحدة ومصر والإمارات دعوتها إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار. يلي ذلك، وفق الخطة، “إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفّافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة”. وتقوم الخطة أيضاً على استبعاد كل من الجيش والدعم من عملية الانتقال السياسي بعد انتهاء النزاع. وبعد سيطرة “الدعم” على الفاشر، طرح بولس هدنة، أعلنت “الدعم” قبولها بها، لكن الجيش رفضها ودعا إلى التعبئة، علماً أن “الدعم” أيضاً واصلت شنّ الهجمات على عدد من المدن والقرى بالمدافع والطائرات المسيرة.
لماذا رفض البرهان الخطة الأمريكية؟
على الرغم من أن الخطة الأمريكية تم عرضها على طرفي الصراع الأهلي السوداني، فإنَّ قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان رفض خطة السلام الأمريكية، ويعزو الخبراء والمحللون في الشؤون السودانية هذا الرفض إلى العامل الإماراتي وانعدام الثقة بين الخرطوم وأبو ظبي.
ضمن هذا السياق، قالت الدكتورة نجلاء مرعي، الخبيرة في الشؤون الأفريقية، إنَّ التطورات الأخيرة كشفت حجم التخوف في الداخل السوداني من أي تدخل خارجي قد يعيد إنتاج نماذج الهيمنة الدولية. وأوضحت أن اتهامات البرهان للإمارات، ورفض ورقة المبعوث الأمريكي، تأتي في سياق خوف أوسع داخل القوى السياسية السودانية من أن تكون الرباعية “منصة لإعادة ترتيب السودان وفق مصالح قوى خارجية”. وأضافت أنَّ اتهام وزارة الخارجية الأمريكية الجيش باستخدام أسلحة كيميائية، وردّ الخرطوم بأنَّ ذلك “ادّعاء كاذب”، يعكس مدى التوتر بين واشنطن والجيش السوداني، ما يعزز شكوك الخرطوم تجاه نيات الرباعية. وأكدت أن تقدم الجيش في كردفان، واستعادته مواقع استراتيجية، دفع البرهان إلى التشدُّدِ، ورفض أي هدنة قبل استعادة مدن مثل بارا والخوي والنهود، معتبرة أن “السيناريو المرجح هو استمرار التصعيد الميداني لتغيير موازين القوى قبل أي تفاوض”.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية السودانية، يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، أنَّ السلام يجب أن يصون سيادة البلاد ووحدتها، بحسب وكيل الوزارة معاوية عثمان خالد، مضيفاً أنَّ الحكومة تؤكد “رغبتها الصادقة وعزمها الأكيد على إحلال سلام عادل وشامل في البلاد، يصون سيادتها ووحدة أراضيها، ويحقّق تطلعات الشعب، على نحو ما جاء في خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للقيادات العسكرية”. وإذ أكد أنَّ الحكومة “ظلّت منفتحة على جميع المبادرات الجادة والهادفة لإنهاء الحرب التي أشعلتها قوات الدعم السريع”، جدّد الترحيب بمساعي ولي العهد السعودية “الرامية إلى إحلال السلام العادل في السودان”، مُثمِّناً الطرح الذي قدمه ولي العهد خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “والذي يعكس التزام المملكة بدعم الشعب السوداني وتعزيز الجهود الإقليمية والدولية الساعية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام”، وفق رأيه. وأكَّد “استعداد الحكومة للانخراط البنّاء في هذا المسار بما يقود إلى سلام عادل ومستدام”.

إدانة دولية لدور الإمارات وفظائع “الدعم السريع”
تسببتْ الحرب الأهلية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في إبريل/نيسان 2023، في حصولِ “أسوأ أزمة إنسانية” مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف. وأعلنت قوات الدعم في نهاية الشهر الماضي سيطرتها على الفاشر في شمال دارفور ما نتج عنه نزوح أكثر من 100 ألف مدني مع توالي شهادات تحدثت عن إعدامات جماعية ميدانية وعنف جنسي ونهب. لقد طغتْ على الحرب في السودان وأبعدتها عن مسار الدبلوماسية الغربية على نطاق أوسع، على الرغم من ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب إلى مستويات صادمة. ولكن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الشهر الماضي وما ارتكبته فيها من انتهاكات ومجازر ضد المدنيين بالإضافة لجرائم الاغتصاب، أثارت غضباً عالمياً، ما أعاد السودان إلى سلم الأولويات العالمية.
ففي تطورٍ لافتٍ، أعلنت منظمة العفو الدولية يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، أنَّ قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين في السودان، ولا سيما في الفاشر، معتبرة أن دعم دولة الإمارات لتلك القوات “يؤجج العنف المتواصل” في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار “ينبغي على العالم ألا يغض الطرف بينما تتزايد المعلومات عن هجوم الدعم السريع على الفاشر”، مشيرة إلى أن شهادات الناجين تفيد بـ “أهوال لا يمكن تخيلها”. وأضافت أن “هذا العنف المستمر والواسع النطاق ضد المدنيين يشكّل جرائم حرب وقد يشكل جرائم أخرى بموجب القانون الدولي”، متّهمة الإمارات بـ “تسهيل” هذه الأعمال، وأشارت إلى أن “دعم الإمارات المستمر لقوات الدعم السريع يؤجج دوامة العنف المتواصلة ضد المدنيين في السودان”، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على أبو ظبي لوقف دعمها لقوات الدعم السريع.
ودعت منظمة العفو الدولية الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة إلى “اتخاذ التدابير اللازمة لوقف بيع أو توريد الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى جميع أطراف النزاع”، وممارسة ضغط دبلوماسي عاجل على قيادة قوات الدعم السريع لوقف هجماتها على المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ منذ نهاية الشهر الماضي أكثر من 100 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى حوالي 40 ألف نازح من شمال كردفان. ومنذ سقوط الفاشر تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
وشنَّ الفريق أول في الجيش السوداني، ياسر العطا، هجوماً لاذعاً ضد دولة الإمارات ورئيسها، محمد بن زايد، متهماً الغرب بالصمت عن التطهير العرقي الذي يجري بدعم من أبو ظبي ضد الشعب السوداني.
وأكد العطا في مقابلة مع موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أنَّ الساسة الغربيين يتجاهلون المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في السودان لأنَّ دولة الإمارات المتحدة اشترت صمتهم متهماً حاكم أبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي ارتكبت مجازر وانتهاكات في أنحاء السودان خلال عامين ونصف من الحرب، كان آخرها في مدينة الفاشر بدارفور. وأوضح العطا أنَّ قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات، والتي تقاتل القوات المسلحة السودانية منذ نيسان/ أبريل 2023، “شنت حرباً كبيرة ضد الشعب السوداني”. وأضاف: “لقد اقتحموا منازل الناس في الخرطوم ومدن أخرى، وينهبون ويدمرون كل شيء: المستشفيات، والكهرباء، وإمدادات المياه، وكل ما يُبقي الناس على قيد الحياة”. وأشار العطا إلى أن “العالم ظل صامتاً إزاء كل ما ارتكبته قوات الدعم السريع في السودان”، مؤكدا أن السبب هو أن “هذا الصمت تم شراؤه بقوة المال الإماراتي”.
تُعد الإمارات أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط، إذ بلغ حجم التجارة بينهما 24.3 مليار جنيه إسترليني العام الماضي. والإماراتيون من كبار المستثمرين في بريطانيا، وأشهر استثماراتهم هي حصة الأغلبية في نادي مانشستر سيتي.
وقد كشف موقع “ميدل إيست آي” في وقت سابق تفاصيل عن كيفية نقل الإمارات مرتزقة كولومبيين للقتال مع قوات الدعم السريع عبر قاعدة جوية في الصومال. وقال العطا إن ميليشيات الدعم السريع استأجرت مقاتلين من مناطق بعيدة مثل أوكرانيا، ومن دول أفريقية مثل النيجر ومالي وتشاد وجنوب السودان. وقد كانت هناك أدلة كثيرة قبل الحرب على أن قوات الدعم السريع تربطها علاقات وثيقة بمجموعة فاغنر الروسية.
في الأسابيع الأخيرة، زاد الاهتمام الدولي بقوات الدعم السريع والدعم الذي تحصل عليه من الإمارات بعد اقتحام الفاشر في 26 أكتوبر/ تشرين الأول وارتكاب مجازر واسعة.
خاتمة
كشفت سنوات الحرب الأهلية، أن السودان عنصر مهم في المنظومتين الإقليمية والدولية، لَكنَّهُ مطالبٌ منها بحلِّ معضلة السلام في الداخل بين طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني ومجموعة “قوات الدعم السريع” التي تقود تمرداً عسكرياً، المدعومين من حلفاء ترامب في المنطقة. فإنهاء الحرب في السودان، يتطلب من الرئيس الأمريكي والدول العربية المعنية بوضع خريطة طريق واضحة لإحلال السلام في السودان.
وإذا كان الشعب السوداني وقواه الوطنية والديمقراطية، يرغب بشدة في نجاح هذا الأمر، فإنَّ خوف السودانيين نابعٌ من احتدام المنافسة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، أمَّا اهتمام ترامب المفاجئ بالسودان، فهو مدفوعٌ إلى حدٍّ كبيرٍ برغبته في إرضاء حليف خليجي ثري.
فقد أدى التنافس الخطير على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي، بين السعوديين والإماراتيين إلى الدخول في أشبه بـ “لعبة كبرى”. فالسعوديون في طور اللحاق بالركب. إنهم يعتبرون البحر الأحمر مجال نفوذهم التقليدي. لكن مع توسع الإمارات، يتضح أن الواقع على الأرض لا يعكس ذلك.
ويقول الخبراء إنَّ التوسط لوقف إطلاق النار من خلال الإماراتيين والسعوديين وقوى عربية أخرى فكرة جيدة، إذ يتضح أن طريق السلام في السودان يمر عبر الشرق الأوسط. لكن هذا يُنذر حتماً بإثارة غضب السعوديين أو الإماراتيين، وكلاهما حليف قوي لأمريكا، وقد قدما وعوداً باهظة بالاستثمار في الولايات المتحدة، ولديهما علاقات تجارية مع عائلة ترامب. ويخشى بعض السودانيين أيضاً من أن التوسط في السلام في السودان عبر قوى من الشرق الأوسط سيُعطي الأولوية في نهاية المطاف لتلك المنطقة لا لأفريقيا. ويقول قوشندي عبد الشافي، الباحث السوداني في متحف الهولوكوست بواشنطن: “إذا أراد ترامب إحلال السلام، فهو بحاجة إلى مبعوث قوي للسودان. وإلا، سيضيع السودان مرة أخرى”.
خلال الأحداث الكبرى الأخرى التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط، طغت حرب الإبادة الجماعية الأمريكية – الصهيونية على غزَّة، والحرب الروسية في أوكرانيا، على الحرب في السودان وأبعدتها عن مسار الدبلوماسية الغربية على نطاق أوسع، على الرغم من ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب إلى مستويات صادمة. ولكن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الشهر الماضي وما ارتكبته فيها من انتهاكات ومجازر ضد المدنيين بالإضافة لجرائم الاغتصاب، أثارت غضباً عالمياً، ما أعاد السودان إلى سلم الأولويات العالمية. ولكن كلام ترامب لا يعني أن الجهود الأمريكية كانت منقطعة، حيث كان كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية مسعد بولس يحاول التوسط في هدنة إنسانية منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
