حبر على ورق 457
بقلم غسان عبد الله
صوت الألم
أيتها القطرات الغافية، في قاع كأسي أُغمريني بالصفاء والرؤيا.. أنت يا زرقة الدخان احمليني يا دهشة تتنامى كالموج والخيال، كوني حصاني الذي لا يكبو، وعسلي السُرّي لكنني: أشهد انطفاء الشمس، أسمع صوت الألم، يعبر عقلي وصلبي.
أحشاء الوحشة
كل مساء أمشي عبر شوارع الصمت والطين أسمع خطواتي الرتيبة، تسحق ظلي.. ثم أدفع باباً يكرر صريره.. أدخل أحشاء الوحشة والليل ألقي أنقاضي على برد السرير يصطك صلبي وأنام
بحر بلا زُرقة
أبداً، أنا البحار، أبحر بلا زمن البحر ضاع، غادرته الشواطئ ومركبي متعب، بلا مرساة، ولا راية. صارت ساقي صارياً صدري شراعاً تعبث الريح به قلبي منارة مطفأة. يابس صدر السماء جسد الأرض رماد البحر بلا أفق البحر بلا زرقة وصوتي ضائع بين الماء والسماء.
الغريب
يبدو إذاً أنَّ الغريبَ هو الغريبُ.. وحالَ مَنْ يهوي، كجرّةِ مغربٍ سقطتْ ولم تعثَرْ على أرضٍ تسيل على مآذنها فسالَتْ في القصيدةْ… يبدو غروبي اعتياديَّاً.. إذاً ومن البساطة أن تكون ضفافُ قلبي ملعباً للرِّيح بعد رحيلِ ربَّات النَّشيدِ لوحشة الجزر البعيدَهْ… سهلٌ إذاً نفيُ المغنيّ عن كلامِ الفجر، سهلٌ قذفُه في أسفل الوادي، وشطبُ خياله من جنّةٍ لبستْ مصابيحَ اللّغاتِ لأجله، وازَّيَّنَتْ أرضٌ له، لكنَّها لمَّا رأت إغواءها يعلو، رمته خارجَ الأسوارِ مرتطماً بوحدته الوحيدَةْ.