روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 457

أبو العلاء المعري ـ هذيان الأمالي

أريدُ الإِنَاخَـــــــةَ في منزلٍ وقد حُـدِيَتْ لِسَـــواهُ جِمَالِــي
فَمَنْ مُخْبِري أَغَرِيقُ البحـــــارِ أَلْقَــــى الرَّدى أم دَفِينُ الوِصَالِ
هـَـوِيتُ انْفِـرادِيَ كَيمَا يخـِـفَّ عَمَّــنْ أَعَاشِـرُ ثِقْـلُ احْتمَالِــي
أَمـــا لِيَ فِيمَـا أَرَى رَاحـــةٌ   مَدَى الدهـــر من هَذَيانِ الأَمَالِي

ابن العطَّار الإشبيلي ـ بوح الهوى

كَتَمتُ الهَوى صَبراً وَلَم أَرضَ بِالعُذْرِ وَأَســــكَنتُه بَين الجَوانِحِ وَالصدْرِ
فَزادَ اِشـــتِياقي وَاسـتَهَلّت مَدامِعٌ وَباحَــت خَفِيّاتُ الفُـؤادِ وَلَـم أَدْرِ
فَــو اللهِ أُخفي الحُبَّ بَعدَ اِفتِضاحِهِ وَلَـــو حُطَّ عِندَ الكاتِمينَ لَهُ قَدْرِي
فَيَومي إِذا مـا بُحـتُ عِيدٌ وَلَيلَتــي بِذِكراي مَــن أَحبَبتُه لَيلَـةُ القــدر

أبو العتاهية ـ فضول الدنيا

الصَمتُ في غَيرِ فِكرَةٍ سَهو وَالقَولُ في غَيرِ حِكمَةٍ لَغو
وَمَن بَغى السَــــــــــروَ فَالتَنَزُّهُ عَن حُبِّ فُضولِ الدُنيا هُوَ السَروُو
تَسَلَّ عَنها فَإِنَّها لَعِبٌ تَفنى سَـريعاً وَإِنَّها لَهوُو
وَإِنَّ حُلوَ الدُنيا غَداً غَيرَ مـا شَـكٍ لِمُـرٍّ وَمُرُّها حُلـو

الصاحب شرف الدين ـ صبرٌ جميل

يَقولـوَنَ صَبْراً جميلاً فقُلْتُ وهل يَحْسُنُ الصَّبرُ بالعاشقِ
تَحمَّلْتُ مِنْ فَقْدِ أَهْلِ الصَّفاءِ جِبالَ أَسَىً أَثْقَلَتْ عاتِقي
وكُنْتُ أَظُنُّ تَمادي الزَّمانِ يُسكِّنُ مِنْ قَلْبَي الخافِقِ
فلم يُخْلِني الدَّهْرُ مِنْ لاحقٍ يُجدَّدُ حُزْني على السّابقِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *