عبرة الكلمات 457
بقلم غسان عبد الله
وجهُ الحبيب
كأنني أفضي إلى بيت حزين لكأنني ليل تُضلله نوارسه.. ويحرسه الأنين.. لكأنني أمشي إلى ماءٍ له شجر وأوراق وفاكهة وتين.. لكأنني ضيعت أمسي يا فصول الكبرياء أو جُعت حين الجوع مات، لكأنني أبصرت وجهي، في الشوارع والرفات، ورأيت أهوالاً وأمطاراً تجيء ورأيت أطباقاً وفاكهة وزيت حتى إذا ما لاح وجهك من ثقوبي، باسماً مثل الغمام انحلَّ صوتي، وانزاح عن عيني الظلام.
أضعتُ الجواب
إنه العشاء الأخير.. والوقت الذي مرّ اسّاقَطَ كعشبٍ يابسٍ.. كنا بددنا أيامنا.. كنا نلاحق ما لا يُرى ولا يُعرف ولا ملامح له، وكنا بالطبع لا نصل.. كثيراً ما تساءلتُ عن جدوى شيء ما، وكثيراً ما أضعتُ الجواب، أو مللتُ من البحثِ عنه، أو بالحقيقةِ لم أفتّش جيداً أو.. أبداً!!.. وها أنا الآن “حتف أنفي” بلا طائل أو أعمدة أسند عليها أيامي أو حجر أحكُّ به روحي.
في العتمة
كلّ ليلة أقودُ الحشودَ التي أطلقتُها في الصباح إلى حظيرة روحي ثم أغلقُ المزلاجَ الخشب وأبقى في العتمة كي لا تفزع الحشرات النائمة من الدويّ.. وفي العتمة نفسها أرسلُ زفرةً عميقة تلك التي تسمحُ لي أن أحصي الخساراتِ التي أربحها كلّ يوم أكوّمها أمامي ملتذاً برائحةِ العفونة التي تشيعُ كالسّر..
ندَم
لأنني أجلس الآن أعضّ على أصابعي من الندم.. لأنني كل ما يمكن أن أفعله أضرب كفاً بكف هازاً رأسي بأسىً متهاوياً على كرسي متهاوياً، أبداً على كرسي ناقراً براحة يدي على الطاولة الخشب.. يدي التي بليت أصابعها وأنا أعضها من الندم.