روائع الشعر العربي 458
إبراهيم الحضرمي ـ حديث النفس
يا نفسُ إِن ســهامَ الموتِ راشقة | كلَّ الأنام ففي الغاياتِ فانقذفي | |
يا نفسُ لا جُرمَ لي إِنّ الوغى تَلَفٌ | لكنهــا تلفٌ يُنجي مــن التّلفِ | |
يا نفسُ لا تِهِني باللهِ واقتحمي حوضَ | الـرّدى ورُدي في المَعْرَكِ الرّجِفِ | |
إن العصـاةَ أبت ألا تســاعدَني | حتى تدقَّ كدقِّ الفِهــرِ للخـزفِ | |
هذا المقــالُ إِلى كل الـورى نذر | من كلِّ مؤتلفٍ منهـــم ومختلفِ |
ابن أبي الخصال ـ صروف الدهر
الدَّهــرُ ليسَ على حُرٍّ بمؤتَمــنِ | وأَيُّ عِلــقٍ تخـطّتهُ يَدُ الـزَّمَـنِ | |
يَأتي العَفاءُ على الدُّنيا وســـاكِنها | كأنَّ آدمَ لمن يَســـكُن إلى سَـكَن | |
يا باكياً فُرقــة الأَحبابِ عن شَحَطٍ | هَلا بكَيتَ فِراقَ الـرُّوحِ للبَدنِ | |
نُورٌ تَقَيَّد في طِينٍ إلى أجَـلٍ | وانحاز عَنواً وخلَّى الطينَ في الكفَنِ |
ابن مجير الأندلسي ـ النفوس إذا أحبت
ســأسـتجدي صغيراً من كبيرِ | وأرغبُ فــي حصاةٍ من ثبيرِ | |
وأقـنعُ بالقليـل النزرِ ممّــن | يجـــــودُ وليس يقنَعُ بالكثيرِ | |
ألا إنَّ النفـوسَ إذا أَحَـــبَّت | أَذَلَّــت في الخَطيرِ وفي الحَقيرِ | |
ومــن يرجو الملوك لكلِّ أمـرِ | فلا يَذَرُ الحقـــيرَ مِنَ الأُمورِ |
الحارث الحضرمي ـ أجلٌ محتوم
أَلَم تَرَ أَنَّ الصِدقَ في القَـولِ واضِحٌ | أَما إِنَّ خَيرَ القَولِ في الناسِ صادِقُهْ | |
وَما مِن فَتىً في الناسِ إِلا يَســوقُهُ | إِلى المَوتِ يَومٌ لا مَحالَةَ ســائِقُهْ | |
لَهُ أَجَلٌ ســـــاعٍ لَهُ لا مُؤَخَّراً | إِذا جاءَ مَحتوماً وَلا هُوَ ســـابِقُهْ | |
وَكُلُّ فَتىً يَومـــاً وَإِن ضَنَّ رَغبَةً | بِصاحِبِهِ لا بُدَّ يَومــاً مُفــارِقُهْ |